الذكرى السابعة والثلاثون لاستشهاد الدكتور ابو ظفر

ستبقى يا ابا ظفر النجم المضيء في سماء العراق ونخيله الباسقة على ضفاف الفرات . انت قنديل أطفأه الفاشست لكن زيتك سيبقى يعطر المكان . مسكنك الدائم في حنايا روحي وحبك في قلبي لايموت وكأن الله خلقني مع حبي لك . وكما قال الحسين بن منصور

والله ما طلعت شمس ولاغربت

ألا وحبك مقرون بأنفاسي

ولاجلست الى قوم أحدثهم

ألا وانت حديثي بين جلاسي

ولا هممت بشرب الماء من عطش

ألا ورأيت خيالا منك في الكأس

قبل أيام وصلني من عتق مقالآ كتبه عنك علي محمد علي البعسي بعنوان ” من تاريخ شبوة ” قال فيه

كواجب أخلاقي يجب علينا تسليط الضوء على كل من قدم وساهم في رفع معاناة الناس في فترة تأسيس المحافظة وتأسيس مؤسسات الدولة فيها وهنا في الجانب الطبي لا ننسى ما قدمه الطبيب العراقي ابن الرافدين الراحل الدكتور ابو ظفر ، اول طبيب يصل مدينة عتق عام 1979 . كان الطبيب الوحيد ومدير المستشفى و بجهوده الرائدة كان يقوم ايضا بزيارات اسبوعية لباقي مديريات المحافظة لتقديم خدماته لمن يحتاجها

كان صاحب مبادرات لتطوير الجانب الصحي في المحافظة وهو من اقترح تأسيس صيدلية لسد حاجة المواطنين من الأدوية واستجاب المسؤولون في المحافظة لمقترحه وتم بناء الصيدلية في سوق المدينة بسواعد الشيوعيين العراقيين المتواجدين في عتق

والى جانب كونه طبيبا ، كان سياسيا معارضا للنظام في العراق . وفي عام 1981 غادر الى العراق للألتحاق بحركة الأنصار الشيوعيين لكن بقي حنينه لعتق في داخله ونستدل على ذلك من اقتباس جزء من رسالة لزوجته التي بقيت في عدن يقول فيها

اغلب الرفاق معي في هذا المكان هم من الذين عشنا معهم في اليمن وفي كل جلساتنا و احاديثنا اليمن وعدن وعتق الحبيبة التي تتصدر أعز الذكريات يشوبها حنين وشوق حتى الى مرارة تلك الأيام وكل واحد يرسم صورا لكيف يلتقي بتلك الأرض مستقبلأ، فلا تبخلي عليهم بالعطاء وامنحي هذا الشعب عصارة فكرك وجهدك وانقلي منا للذين أحبونا واحتضنونا في محنتنا التحية والحب وأخصهم أهل الرابعة ( وهنا يقصد شبوة )

وقبل فترة وصلني مقالأ للدكتور عبد الحسين شعبان نشر في جريدة الزمان العراقية بتاريخ 22 و 24 ابريل 2021 اقتطفت جزء قصير منه يقول فيه

استطيع القول دون خشية من الوقوع في الخطأ ان ابو ظفر كان يتمتع بصفات استثنائية، فهو متفوق في دراسته، جاد في عمله، مخلص في علاقاته، صادق في التعبير عن وجهة نظره، مستقل في تفكيره، انساني في تعامله ومنفتح في علاقاته، يستخدم عقله و يحاول ان يستوعب السياسات والتعليمات ضمن رؤية نقدية و ليست ايمانية تبشيرية .. باختصار كان يمتاز بصفات رجولية حقيقية، ولذلك حظي بحب وتقدير الجميع وكان شخصية مرحة ومتفتحة ومتواضعة ولديه حل التلمذة والتعلم و كان قارئأ لكل ما يقع تحت يديه من كتب

لم ولن اتخلى عن حبك . فهل يتخلى النورس عن البحر ؟ وستبقى ذكراك حية في قلوب رفاقك ومحبيك

بلقيس الربيعي

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here