الانتخابات المرتقبة ستكون تكريس أكثر لنفوذ المليشيات على الدولة

الانتخابات المرتقبة ستكون تكريس أكثر لنفوذ المليشيات على الدولة
الانتخابات البرلمانية المرتقبة , ستكون نتائجها أبرع ما يكون من الدهاء السياسي المنافق بما ينتجه من طبخة جاهزة من المطبخ السياسي العاهر , الذي تعود على الزيف والخبث وتحريف الحقائق . هذه المرة ليس تدوير نفايات الوجوه القديمة , وإنما ستكون تكريس لنفوذ المليشيات المسلحة في ابتلاع الدولة كلياً , وتأسيس نظام حكم يكرس الإرهاب السياسي والفكري , وتكميم الافواه . سنشهد جولات اكثر من السابق في عمليات الخطف والاغتيال , وهذه الانتخابات البرلمانية ستكون انتصار لكواتم الصوت . رغم المظهر الخارجي البراق والمزيف للعملية الانتخابية . التي تدعي التعبير الانتخابي الحر , وحق المواطن أن يعبر عن صوته الانتخابي بكل حرية وارادة في التوجه الى صناديق الاقتراع بأسلوب ديمقراطي نزيه . هذا ما سيظهر للاعلام الخارجي والمنظمات الدولية بما فيها منظمات حقوق الانسان. ولكن بعيداًَ عن العيون الاعلامية والمراقبة والاشراف الدولي على سير العملية الانتخابية , يعني ما يجري وراء الكواليس . هي تقاسم المغانم والحصص البرلمانية ستكون حصراً دون غيرهم , ستكون موزعة المقاعد البرلمانية بين المليشيات المسلحة والاحزاب الطائفية , وابعاد نهائياً المستقلين والأحزاب الصغيرة ستخرج بخفي حنين . وان الرابح الأكبر من الانتخابات ونتائجها هي أيران عبر مليشياتها التابعة لها وتحت نفوذها . ان المناخ الانتخابي غير متوفر في في إجراء انتخابات حرة ونزيهة , ولا يمكن للعملية الانتخابية الديموقراطية أن توفر النجاح المطلوب بوجود السلاح الميليشياوي والانفلات الأمني . لا يمكن أن تكون الانتخابات حرة بوجود قتلة المتظاهرين احرار من المحاسبة والعقاب . لا يمكن توفير الحد الادنى من عملية إدارة الانتخاب تحت المفوضية الصورية , المنحازة كلياً للمليشيات والاحزاب الطائفية وهي الناطقة باسمهم . لا يمكن توفير المناخ الديمقراطي بأموال الدولة المسروق والمنهوب بحوزة المليشيات المسلحة والاحزاب الطائفية . لا يمكن أن تكون المنافسة شريفة والإعلام منحاز كلياً الى المليشيات والاحزاب الطائفية في ترويج مبدأ غوبلز النازي ( اكذب واكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ) . مهزلة هذه الانتخابات بأن كل المرشحين لا يملكون البرامج الانتخابية , سوى الوعود العسلية بتبليط شارع أو تعيين من يصوت لهم , ثم مسألة شراء الاصوات الانتخابية تحت سمع وبصر المفوضية للانتخابات , ثم هذا الإسراف و الهوس الجنوني , دون رقابة ومحاسبة , هذا الكم الهائل من تعليق صور المرشحين بشكل صارخ , لا يخلو شارع دون تزاحم في تعليق صور المرشحين والمرشحات , حتى أماكن براميل النفايات والقمامة نجد فوقها الصور , كأنها تؤكد بأن القمامة وصور المرشحين من جنس وصنف واحد .
كان هاجس الاكبر الذي يقلق المليشيات والاحزاب الطائفية , هي الخشية من تكرار المقاطعة في نسبة المشاركة في التصويت كالسابق لم تتجاوز نسبة المشاركة سوى أقل من 20% من نسبة السكانية للتصويت . . ولكن جاءت دعوة السيد السيستاني بطلب المشاركة أكثر من المواطنين بحجة الإصلاح وطرد الفاسدين . اعتبرت هذه الدعوة دعم وتزكية لهم , لانهم ايضاً يدعون الى الاصلاح والبناء وتوفير الخدمات ومحاربة الفساد والفاسدين , لانهم تعودوا على ممارسة العهر والدعارة السياسية . الفاسد يدعو الى الإصلاح والبناء وتوفير الخدمات . والقاتل والمجرم يدعو الى روح التسامح والإخاء والتعايش . واللص والحرامي يدعو الى نزاهة اليد والقلب في المسؤولية في بناء دولة الحق والعدل. والعميل والخائن من ذوي الذيول الطويلة يسكبون دموع التماسيح على الوطنية , ويطالبون بالدفاع عن الاستقلال والسيادة الوطنية حتى لو ضحوا بحياتهم , وهم باعوا الوطن والسيادة الوطنية برخص زهيد للأجنبي والمحتل , ووضع العراق وصرمايته المالية في جيب الأجنبي المحتل . ونترقب خلال هذه الايام القليلة ان يسجل العراق اكبر مهزلة انتخابية خلال 18 عاماً …………………………. والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here