“انتفاضة الدخانيات” تحيي عامها الثاني وتلوح بتجدد أكبر في العراق

قوات الأمن العراقية تقف أمام متظاهرين في احتجاجات مناهضة للحكومة أثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى البصرة، العراق، 15 يوليو 2020.

أحيى المئات من العراقيين، اليوم الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول، الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الاحتجاجات الشعبية الكبرى والمسماة “إنتفاضة الدخانيات وثورة تشرين” في محافظات الوسط والجنوب والعاصمة بغداد، ملوحين بتجدد التظاهرات ضد الفساد والقتل الذي طال المشاركين في الاحتجاجات.`

وحققت انتفاضة أو ثورة تشرين رغم توقفها وانتهاء الاحتجاجات مع تفشي جائحة كورونا مطلع العام الماضي، نتائج مهمة على الحاضر تمثلت بالتأثير على العديد من المواطنين العازفين عن المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة المزمع إقامتها في العاشر من الشهر الجاري.

وصرح الكاتب والصحفي العراقي البارز، شمخي جبر، لـ”سبوتنيك“، اليوم، قائلا ً “كان لأحداث انتفاضة تشرين آثار كبيرة على الواقع السياسي برمته، فما بعد تشرين لا تشبه ما قبله من حيث كشف الواقع السياسي والانغلاق الذي يعاني منه، وفشل الطبقة السياسية الحاكمة في أي عملية إصلاح أو ترميم للواقع السياسي.

وأضاف جبر، من هناك كانت لتشرين في أحداثها وفي ذكراها أثار كبيرة في العزوف عن الانتخابات مع أن التشرينين انقسموا بين مشارك ومقاطع لكن حتى هذا الأمر لم يصلح أمر الإجماع الذي عليه الشعب في المقاطعة.

ويعبر: “أنا من دعاة المشاركة في الانتخابات بوصفها الفرصة الوحيدة للتغيير والتداول السلمي للسلطة، لكن الواقع المجتمعي يرفض هذه الحقيقة لأنه لا يأمل خيرا من الأحزاب الحاكمة التي تسلحت بالمال السياسي والسلاح المنفلت لفرض نفسها.

تجربة مكررة

ويتوقع الكاتب والصحفي، ما سينتج عن الانتخابات المقبلة قد لا يختلف عن مخرجات انتخابات عام 2018، معربا عن اعتقاده “أن الاحتجاجات ستتجدد بعد الانتخابات وبعد تشكيل الحكومة، لأن النظام السياسي القائم غير قادر على تجديد نفسه أو إصلاحها”.

وفي صعيد متصل، وصف الناشط المدني العراقي، حميد جحجيح في حديث لـ”سبوتنيك”، “أن ثورة تشرين التي تمر الذكرى الثانية لها اليوم، صفعة كبيرة بوجه العملية السياسية وفسادها”.

ويقول جحجيح:

“إن دماء شباب الاحتجاجات الذي أريق في شوارع بغداد، والبصرة والعمارة والناصرية والحلة والديوانية والسماوة والنجف وكربلاء و واسط، جنوب ووسط البلاد، مع آلاف الجرحى، دليل على أن من يحكم البلد منذ 17 سنة هم قتلة وسراق”.

واختتم الناشط البارز ملوحا ً”أن تشرين لن تتوقف، ولن تهزم وستصبح ركيزة في ذاكرة العراق”.

واستذكر المتظاهرون في ساحة التحرير التي احتضنت الاحتجاجات الشعبية في الأول من أكتوبر عام 2019 وسط العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط والجنوب، بتنظيم وقفات استذكار رفعوا فيها “لافتات” العلم العراقي وصور الضحايا الذين قتلوا بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.

واستخدم عدد من المتظاهرين صور وتسجيلات مصورة تعود لمشاركاتهم وتصديهم لقنابل الغاز والمسماة محليا ً “الدخانيات”، في الثورة الشعبية التي تعد الأولى والأكبر من نوعها بعد سقوط نظام صدام حسين  عام 2003.

وشارك آلاف العراقيين في “ثورة تشرين“، التي انطلقت شرارتها الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، ضد البطالة وتردي الخدمات والفساد المستشري في دوائر الدولة والأحزاب، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات ومحاسبة المتورطين بقتل المتظاهرين وكشف مصير المغيبين قسريا وإطلاق سراح معتقلي الرأي.

الجدير بالذكر، يشهد العراق في العاشر من الشهر الجاري، انتخابات مبكرة وسط دعوات شعبية للمقاطعة وعزوف المواطنين عن استلام بطاقاتهم الانتخابية من مراكز التسليم التابعة للمفوضية العليا للانتخابات الأمر الذي دفع الحكومة إلى رصد مكافآت مالية للذين يستلمون بطاقاتهم في الفترة المقبلة حتى أخر موعد محدد يوم 5 أكتوبر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here