بغداد – الناصرية – عبدالحسين غزال
اعلنت أجهزة الأمن العراقية امس عن تنفيذها عمليتين ناجحتين ضد تنظيم «داعش» في محافظتي نينوى وكركوك.
وأكد جهاز الأمن الوطني العراقي إلقاء القبض على 25 عنصرا من «داعش» في نينوى خلال «عمليات نوعية دقيقة استمرت لعدة أيام»، لافتا إلى أن المعتقلين كانوا يعملون بصفة مقاتلين ضمن ما يعرف بـ»ولايات نينوى ودجلة والجزيرة وصلاح الدين» التابعة لـ»داعش». فيما ، صرح الناطق باسم القائد العام، اللواء يحيى رسول، بأن ثمانية من «داعش» آخرين تمت تصفيتهم بغارة جوية دقيقة، خلال عملية نفذها جهاز مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع سلاح الجو في كركوك.
فيما احيا العراقيون في بغداد وجنوب البلاد الذكرى السنوية لانتفاضة تشرين ، وقال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في تغريدة امس : مرُّ علينا الذكرى الثانية لاحتجاجات تشرين التي طالبت بالدولة والإصلاح ورفض الفساد.
اليوم بدء العد التنازلي للمشاركة في الانتخابات المبكرة التي كانت من متبنيات تشرين الأساسية، لرسم مستقبل أفضل لوطننا، أمامنا أيام لاختيار الأصلح والأكثر نزاهة لتمثيل شعبنا.
الخلود لشهداء العراق. وبحسب مصدر أمني، الجمعة، فان القوات الامنية عاودت فتح الطرق المؤدية الى ساحة التحرير.
وقال المصدر ان»القوات الأمنية باشرت بفتح الطرق المؤدية الى ساحة التحرير تباعا».
واضاف، ان»ذلك جاء بعد انتهاء التظاهرات التي شهدتها الساحة لاستذكار انتفاضة تشرين و كشف مصدر مطلع بالحراك في الناصرية مركز محافظة ذي قار، الجمعة، عن تفاصيل وخطوات بيان ساحة الحبوبي بشأن الناشط المختطف سجاد العراقي، فيما رجح عدم إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة بذي قار. وأصدر متظاهرو ساحة الحبوبي مساء الجمعة بيانا تحذيريا شديد اللهجة في الذكرى الثانية لثورة تشرين، تطرقوا فيه لقضية أختطاف سجاد العراقي متهمين السلطة بالمماطلة في قضيتهِ ورفض الكشف عن مصيرهِ.
وذكر المصدر ، أن «الحراك قرر إعادة نصب الخيام في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية مركز المحافظة، في حال لم يتم الكشف عن مصير سجاد العراقي خلال المدة المذكورة في البيان»، مؤكدا أن «الحراك لن يقف عند هذا الحد بل ربما يطور من عمله للضغط من أجل تنفيذ مطالبه وسيمنع إجراء الانتخابات في المحافظة».
من جانبها، كشفت مصادر مطلعة في حزب البيت الوطني بذي قار، عن عدد الخيام التي ستنصب في ساحة الحبوبي للمطالبة بالكشف عن مصير المغيب سجاد العراقي.
وقال مصدر في الناصرية ، أن «عدد الخيام التي ستنصب في البدء بساحة الحبوبي هي خيمة واحدة وستكون تحت عنوان (خيمة ام سجاد) وسيكون هدفها المطالبة بالكشف عن مصير ولدها المغيب منذ أكثر من عام كامل»، مرجحا «ازدياد إعدادها خلال الفترة المقبلة، كوسيلة ضغط على الحكومة لغرض الوفاء بتعهداتها بشأن القضية».
وكان تظاهر المئات الجمعة في بغداد والجنوب إحياء للذكرى الثانية لانطلاقة الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في العام 2019، في تحرك يأتي قبيل انتخابات برلمانية مبكرة لا يتوقع خبراء أن تحدث تغييراً كبيراً.
كان يفترض أن تجري هذه الانتخابات في موعدها الطبيعي في العام 2022، غير أن عقدها مبكراً كان واحداً من أبرز وعود حكومة مصطفى الكاظمي التي تولت السلطة على وقع تظاهرات خريف العام 2019 حين نزل عشرات الآلاف من العراقيين إلى الشارع مطالبين بإسقاط النظام.
وسط حضور أمني مكثّف، رفع المتظاهرون الذين بدؤوا المسير نحو ساحة التحرير في العاصمة العراقية، مركز احتجاجات العام 2019، الرايات العراقية وصور شباب قتلوا خلال القمع الدموي الذي تعرضت له التظاهرات حينها، وراح ضحيته نحو 600 شخص فيما جرح أكثر من 30 ألفاً.
وتضمنت اللافتات كذلك صور ناشطين قتلوا في ما بعد على غرار إيهاب الوزني، رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، الذي أردي في أيار/مايو برصاص مسلّحين أمام منزله بمسدسات مزوّدة كواتم للصوت.
ورفع آخرون لافتات كتب عليها «متى نرى القتلة خلف القضبان» و»نريد وطنًا نريد تغييرًا»، فيما ما زال المتظاهرون يطالبون الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن الاغتيالات التي طالت الناشطين.
رفع متظاهرون أيضًا لافتات كتب عليها «انتخاب نفس الوجوه مذبحة للوطن» و»كلا كلا للأحزاب الفاسدة، كلا كلا للسياسيين الفاسدين» و»لا تنتخب من قتلني».
جنوباً في الناصرية التي قتل فيها 128 متظاهراً في عمليات القمع وتعدّ معقل الاحتجاجات في جنوب العراق، أحيا المئات الذكرى في ساحة الحبوبي ذات الرمزية الكبيرة، مطالبين كذلك في الكشف عن المسؤولين عن قتل وخطف ناشطين.
واعتبر المتظاهر علي الشمخاوي من المدينة بأن «هذه لحظات تاريخية نستذكر فيها الاحتجاجات والمواجهات مع قوى الفساد والقتل والسلوك الإجرامي، أمام صمت الحكومة».