لماذا اتخذ المسيح له اسما مركبــا ؟؟؟

لماذا اتخـــــذ المسيح له اسما مركبــــــــا ؟؟؟
يعكوب ابونا
يقول المؤرخ اليهودي ” فلافيوس يوسوفس ” المولود عام 37 ميلادية ، فيصف يسوع واتباعه فيقول : ” كان هناك رجل حكيم اسمه يسوع اعظم من اي رجل اخر، وكان صانعا للعجائب ، ويعلم رجالا يغرفون العلم ، وقد جذب نحوه الكثير من اليهود والامم وكان ال ” مسيح ” ..وعندما أمر بيلاطس بصلبه بطلب من الرؤساء بيننا لم يتركه اتباعه ، وقد ظهر لهم حيأ في اليوم الثالث ، تماما كما تنبأ الانبياء من عشرات الوف السنيين ، ولم ينقرض المسيحيون ” تيمنا باسمه حتى اليوم .”….
المسيح حقيقة تاريخية واقعة فعلا، نفهمها ضمن نطاق اللاهوت الخلاصي للبشر فاسم المسيح ، مشتق من لفظة مسيا،(ا המשיח) في العبرية ، ومعناها الممسوح من الله وكانت تُطلق على ملوك بنى إسرائيل الممسوحين بواسطة الكهنة ، كلمة ممسوح في العهد القديم جاءت نكره غير معرفة ، ولا مرة واحدة ، رغم انها جاءت اكثر من 56 مرة ..علما بان هذه المسحة كانت تمنح للممسوح خاصة الملك يطلق عليه “مسيح الله” (2 صموئيل 19: 22)، بمعنى شخصاً مكرساً يجب على كلّ مؤمن أن يقدم له إكراماً دينياً (1 صموئيل 24: 7 ) ..
كانوا هؤلاء ممسوحين بالزيت المقدس ليكونوا مكرسين ، تيمنا بالمسيح الموعود ، الممسوح من عند الله ، ولكن رغم النبوات الكثيرة في العهد القديم التي تتحدث عن مجي الموعود ” المسيح “… ورغم تحقق تلك النبوات بشخص يسوع المسيح الا ان الغالبية العظمى من اليهود لم تؤمن به ، لذلك يشير البشير يوحنا في انجيله 1 : 11 “إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ “..
كان مجئ المسيح . في ملء الزمان حتمية تاريخية اقتضاها فكرالله اولا ومقاصده الخلاصية للعالم ثانيا ، يقول في رسالة العبرانيين الاصحاح الاول : اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ،
2 كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،
3 الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،..
بالاضافة للعهد القديم نجد ان ـ العهد الجديد – ينصب كليا على يسوع المسيح ، فلو اخذنا او رفعنا اسم يسوع المسيح من كتاب العهد الجديد ( الانجيل ) سوف لايبقى لنا منه شئ ، لان به وله وجد هذا الكتاب ، وبغيره لايقوم لنا كتاب !!؟ .
من هذا المنطلق يجب ان نتعرف على صاحب هذا الكتاب منذ ولادته الى موته وقيامته..
يتحدث انجيل متي ولوقا عن السرد التاريخي لولادة يسوع المسيح ، يقول الرسول متي 1 : 18 – 23 لما كانت امه مريم مخطوبه ليوسف وجدت حبلى من الروح القدس ، فاراد التخلي عنها سرا ، ولكن ظهر له ملاك الرب وقال له لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي به فيها هو من الروح القدس ، فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ” . وكان اشعيا النبي قد قال قبل ذلك : «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.”..
الملاك بشرالعذراء ويوسف بولادة الطفل يسوع المخلص، وما تنبئ به اشعيا ، عن هذه الولادة العجائبية ، نجد لاهوتيا ان النبوة والبشارة ينصبان على حقيقة واحدة هي ان ابن العذراء مريم هو يسوع مخلص شعبه وبنفس الوقت هو عمانوئيال الله الذي يكون معنا ، وكون المولود شحصا واحدا حاملا الاشارتين بمعنى اخر حامل صفتين الاولى هي الانسان ،كان يسوع الانسان معروفا للناس ، ولكن الذي لايعرفونه عنه هوسيكون مخلصا للناس ، بصفته الثانية الله عمانوئيل ، وكون الله روح ، فمن الطبيعي ان لايكون ظاهرا للناس ، لكنه موجود في شخص يسوع الانسان ، الذي ولد من العذراء مريم “صائرا في شبه الناس”، عاش على الأرض” في الهيئة كإنسان”، جاع، وعطش، وتعب من السفر، ونام في السفينة، وأهين من البشروتالم وصلب ومات ، هو نفسه الذي كان فيه ملء اللاهوت وحل جسدياً” فكان بناسوته محددا ، وبلاهوته يملأ السماء والأرض،” وباجماع عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ ” 1تي 3 : 16 ”
نسائل باي جسد ظهرالله ؟؟ ظهربجسد يسوع ، وبالرجوع الى انجيل يوحنا يقول ” 1: 14″ وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا ، ؟ في الاية السابقة ذكربان الله اخذ جسدا ، وهنا يقول ( الكلمة ) صار جسدا ، وعندنا ندقق بامرالايتين سنجد مشترك بينهم هو الله والجسد ،الله اخذ الجسد ، والكلمة صارالجسد ، وهذا يقوله يوحنا في انجيله 1 : 1 : وكان الكلمة هوالله ،، كما ان الله ذاته اخلى نفسه واخذ صورة عبد.” فبلبي 2 : 7 “، فالذي اخلى نفسه هو الله الذي اخذ جسدا ، وهوالكلمة الذي صار جسدا وحل بيننا ، واله اخذ جسدا ، فالمشترك هو الله بجسد يسوع الانسان . ..
كان يسوع قد بدأ خدمته بثلاثين من عمره فكانوا الناس مندهشين من قداسته وسلطته وقدرته، وكانوا يتساءلون قائلين: “أَلعل هذا هو المَسيح؟” (يوحنا 4: 7 و9 ) وألحوا عليه في أن يعلن هو بصراحة عن نفسه “إِن كُنتَ المَسيح، فقُلْه لَنا جهرا ” (يوحنا 10: 24). وانقسم الناس الى قسمين تجاه يسوع بكونه المسيح. “فحدث انشقاق في الجميع لسببه” (يوحنا 7: 43)..
بسبب ذلك تعاهدوا اليهود بينهم في المجمع “. أن تطرد من المجمع كل من يعترف بأن يسوع هو المسيح (يوحنا 9: 22). ورغم ذلك فان الكثيرون اعترفوا وامنوا صراحة بأنه هو المسيح، وكان أوّلهم تلاميذه، (يوحنا 1: 41)، ثم مرثا اخت لعازر عندما أعلن المسيح لها أنه القيامة والحياة (يوحنا 11: 27)….. وقد اعلنها للمرأة السامرية عندما قالت “إِنِّي أَعلَمُ أَنّ مسيا الَّذي يُقالُ لَه المسيح ياتي، فمتى جاء ذلك يخبَرَنا بِكُلِّ شَيء ” قالَ لَها يسوع: “أَنا الذي اكلمك هو، (يوحنا 4: 25-26). وكذلك عند محاكمته فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَقَالَ لَهُ: “أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟.” قَالَ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ ” .. مرقس 14 : 62 .. . 
كان يسوع عالما برسالته كمسيح منذ بدء خدمته التبشيرية كما جاء في قوله لوالديه “أَلم تَعلَما أَنَّه يَجِبُ عَليَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي؟” (لوقا 2: 49) وكان يعلم انه المسيح الذي عليه ان يتألم على الصليب كما صرّح لليهود “كما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان (يوحنا 2:3: 14). ..
كان يعرف المسيح بان تلاميذه هم ايضا يتساؤلون فيما بينهم ليعرفوا من يكون هذا الذي تبعوه ، ومن حقهم كان ان يعرفوا من هو، ولكن كانوا لا يتجرؤا على سؤاله هذا السؤال ؟ ولكي يعزز ايمانهم وقناعتهم به وبرسالته ،
عندما جاء الى نواحي قيصرية فبلبس ،
سال تلاميذه قائلا “مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابن الانسان ؟” (متى 16: 13؛ مرقس 8: 27). تنوعت اجابات التلاميذ ،
 فَقَالُوا: «قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ: إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ».
ثم سألهم المسيح سؤالاً أكثر صعوبة: “وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟” (متى 16: 15). فأجابه بطرس : “أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ” (متى 16: 16). وأكد المسيح صحة إجابة بطرس ، لانها كانت الحقيقة الايمانية التي يجب ان تؤمن بها الكنيسة والشعب ، فوعده بأنه على تلك الحقيقة وذلك الايمان سوف يبني كنيسته (متى 16: 18)….
امام هاذين السؤالين نجد انهما يقدمان الحقيقة اللاهوتية التي ينبغي ان نعرفها عن يسوح المسيح ، لان يسوع قدم نفسه للتلاميذ بانه ابن الانسان وهذا ما كان معروف به عند الناس بانه ابن الانسان يسوع ، ولكن من جانب اخرلكي يقدم لنا المسيح نفسه وكينونته اللاهوتية ، طلب من التلاميذ ان يقولوا هم من هو؟؟ فعرف بطرس بايمانه وبوحي من الله بانه المسيح ابن الله الحي “. هنا بالرب كشف بطرس لاهوت المسيح فطوبه ..
ولكن المسيح أوصي تلامبذه، ألا يُخبروا أحداً بأنه المسيح (متى 16: 20). واخذ يسوع في تنقية مفهوم فكرة المسيح. ولم ينكر يسوع هذا اللقب في محاكمته الدينية واستحلاف عظيم الأحبار له بل أعطاه معنى متسامياً وهو ابن الإنسان المزمع أن يجلس عن يمين الله (متى 26: 63-64). وبدأ هذا الاعتراف مع بدء آلامه. وكان هذا الاعتراف سبب الحكم عليه كما أكده عَظيمُ الكَهَنَة: “أَستَحلِفُكَ بِاللهِ الحَيّ لَتَقولَنَّ لَنا هل أَنتَ المسيحُ ابنُ الله”، فقالَ له يسوع: “هو ما تقول” (متى26: 65-66). ..
لقب المسيح لم يفهموه التلاميذ في حينه ، ولكن بعد قيامته ، استطاع التلاميذ أن يفهموا ما ينطوي عليه هذا اللقب: ” ؛ لأنه كما ورد في الكتب المقدّسة، “كُتِبَ أَنَّ المَسيحَ يَتأَلَّمُ ويقومُ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الثَّالِث، وتُعلَنُ بِاسمِه التَّوبَةُ وغُفرانُ الخَطايا لِجَميعِ الأُمَم” (لوقا 24: 46 -47
التجسد كان حتمياً لخلاص كل البشرية التي خلقها الله، فكان ظهور الله في الجسد هو مشيئة الله، لذلك دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقربانا لم ترد ولكن”هيأت لي جسداً ، ..(عبرانيين 10: 5) “…لان الله روح (يو4: 24). والروح ليس له دم. اذا الله لا يقتني الكنيسة بدمه.لان ليس له دم ، إلا إذا أخذ له جسدًا، ولكي يتمم المسيح مقصده الخلاصي كان لابد ان ياخذ جسدا ليبذل دمه على الصليب ليبررنا وزكانا وبقيامته من الموت اقامنا واحيانا ..
فيسوع هو الذي اشتكواعليه اليهود لانه ادعى انه المسيح وابن الله ، فيسوع حوكم وضرب واهين وصلب ومات وبعد ثلاثة ايام قام من القبر بجسد روحاني ممجد ، فيسوع كان الانسان الذي اتخذه المسيح جسدا له ليصلب ويموت من اجل خلاصنا
للمسيح في الكتاب المقدس له اكثر من 200 اسم ولقب ، الا ان اي من هما لم يقترن باسم المسيح ولم يتخذه المسيح له اسما مركبا ، ولكن اسم يسوع ( كان الناسوت الذي عاش به المسيح على الارض ) لذلك صار اسم يسوع مرادفا لاسم المسيح بتركيبته اللاهوتثية والخلاصية فهو اسم ( يسوع المسيح – الله مخلصنا ) .. ربنا والاهنا ..
في رسالة (2كورنثوس 13: 14)… تقدم لنا ، البركة الرسولية تقول: “نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين”…
يعكوب ابونا …………………………… 3 / 10 /2021

.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here