ممالك باصمه … وليس مطبعه فحسب

ممالك باصمه … وليس مطبعه فحسب .

محمد علي مزهر شعبان … ج 1

يا صناع الفتن .. خلو عن هل الوطن .. خلو عنا بدنا نعيش …. يكفينا محن

انشودة سورية مؤلمه، تناشد حكومات ليس لها وسيلة، الا صناع الفتن، ممزقي الاوطان، وكأن سر وجودهم مؤمرات واتفاقات كانت تمر عبر الخفاء ، وسقط الحياء، فبانت المعادن الصدئه . لم تتغير المواقف بل انكشفت الادعاءات، المواقف ثابته وان اختفت وراء لافتة قضية فلسطين المركزيه . قضية كانت تمشي مع كل صغيرة وكبيرة في حياتنا ، واضحت خبزنا وتزوادنا . بها يأتي على دست الحكم بقادة وبها زورا يسجل عنوان الكرامة والسياده . اجتماعات ومؤتمرات، قمم عاجله، يتصدر قراراتها الشجب والرفض لما يعانيه الفلسطينيون حروب ثلاث حصدت الارواح وضيعت في غياهب صحرائها أجساد الشباب من كفر قاسم لجنين لغزة لسيناء للضفة الغربية للجولان، لاحقتها معارك جانبيه سميت حرب الاستنزاف او الحروب على لبنان . حروب امًه تجسدت بدولتين او ثلاث. امًة اختصرت كياناتها بأكباش الفداء واضحيات اهل مصر وسوريا والعراق ولبنان، امة تتفرج تشجب العدوان في ليالي لاس فيجاس واخرى تطحن اجسادها سرفات الدبابات ، دول نزلت عليها لعنة المكان فسميت بالمواجهة قدمت كل شيء الحرث والزرع ، فأصابها اليتم والفقر واليباب واخرى تشجب لكنها اتخمت مالا ، وانتشت حالا ، وفي خبيئتها وبالا . ياليت الامر توقف عند هذه العناوين ، بين من يحارب وبين شاجب. تطالعنا الوثائق بين الفينة والاخرى ان هذه الممالك والامارات وبعض الدويلات هي راس الفتنه والدسيسه، لاثارة الحرب واستمرارها واشعال اوارها، وديمومة اذكائها، وتشطيرها المقاومة الى فصائل وكتائب ، وتغليب فصيل على اخر. تعاون تام مع ما يسمى العدو المشترك ، اتفاقات كانت سريه ،حتى كشفتها الايام حبائل موصولة منذ عهد ليس بالقريب مذ كان عبد العزيز وهو يخطط لبقاء حكم سلالته وتفريخها . اذ تذكر مجلة نيوز ويك وصحيفة الواشنطن بوست في 17 شباط 1992: سبق ان واجه عبد العزيز محنة صعبة هددت العرش السعودي نتيجة انخفاض وارادت الحج والاسراف الذي سببه حكمه الفوضوي، حيث اظهرت الوثائق ان الحكومة الامريكية تدخلت لانقاذ العرش السعودي ماليا مقابل تنازلات تقدم بها عبد العزيز للرئيس الامريكي هاري ترومان ان لا تشارك السعوديه أبدا في اية حروب يشنها العرب ضد اسرائيل لاستعادة فلسطين، ولكي تكون المملكة في منأى عن كل خطر يداهمها اسرائيليا أم عربيا حيث يذكر: هيرش غودمان في صحيفة “الجيروزاليم بوست” في 12 /10 /1980 أن هناك اتفاقا واضح في حالة اذا تحرشت مصر في السعودية ذات المال والمؤيده للغرب بشده، فأن حكام السعوديه يعرفون ان اسرائيل ستتدخل للدفاع عنهم لحماية مصالحها اضافة الى الدول الغربيىه. وبنفس السياق، اذ تحذر المملكة من الشقيق قبل ما اصطلح اعلاميا انه العدو.

يذكرالباحث الكساندر بلاي من معهد ترومان حيث كتب مقالا نحو تعايش اسرائيلي سعودي ان المملكة السعوديه واسرائيل قامتا ببناء علاقة حميمه وكانتا على اتصال مستمر في اعقاب حدوث ثورة اليمن عام 1962 بهدف منع عدوهما المشترك عبد الناصر في تسجيل انتصار عسكري في الجزيرة العربيه )

ومما يؤكد طبيعة هذه العلاقة الوثيقه بين المملكة واسرائيل حيث التقى الكساندربلاي مع السفير الاسرائيلي السابق في لندن ( اهارون ريميز ) 1965 – 1970 حين اكد السفيرالاسرائيلي ان الملك سعود والملك فيصل كانا على علاقة حميمه مع اسرائيل وعلى اتصال وثيق معها . لقد استمرت هذه السياسه في المملكة منذ مؤسسها وليومنا هذا ،وان حدث ان اختلف البيت الحاكم في بعض التفاصيل في تدخلات المملكة، مالا وغلوا في دعم الارهاب فأن هناك امراء يخشون ان تتحول السعودية مستقبلا الى ضحية حيث يبرز لدى البعض منهم عدم الثقة بالسياسية الامريكية وما تخطط له واشنطن . وبهذا يجدون ان الغلو في دعم الارهاب والمؤامرة في سوريا في غير صالح المملكة ، في حالة ثبات النظام السوري والالتفاف الشعبي حوله وفشل المؤامرة على دمشق ، حيث تترتب نتائج هامة وخطيره في مقدمتها انهيار حكم العائلات في الخليج، وهذا الفصيل وصل الى قناعة ان ما يجري في المنطقة هو تقتيل واجرام بشع لم تغفره الشعوب، ولابد ان تنتقم مستقبلا، والانتقام سيكون من السعودية والاغلب من دول الخليج فهم من يمول الارهاب والمجازر، والمستفيد الاول هو اسرائيل بعد انهيار حكمهم انهم يعتقدون ان امريكا ستقلب ظهر المجن للعائلة السعودية .هذا الفصيل من افراد العائلة ما يسمى بالحمائم ، قرا الاحداث التي ضربت الدول العربية ،كذلك الحركة الناشئة في المنطقة الشرقيه للمملكه والانتفاضة الشعبية البحرينية . لكن هذا الصوت لهذا البعض من الامراء يبقى محدودا وانما مهمشا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here