ممالك ودول باصمه … وليس مطبعه فحسب ج 2

ممالك ودول باصمه … وليس مطبعه فحسب

محمد علي مزهر شعبان … ج 2

ضؤول جناح الحمائم في التهدئة، رغم أنه يتنفس من ذات الرئة، وهو ما افصحت عنه التغيرات الاخيرة في المناصب وبقى هو مجرد رأي وصوت لايبغي سلاما للاخرين انما لبقاء المملكه . ولكن هل استطاع هذا الفصيل ان يقاوم ازاء الجناح المتنفذ والمعني بتصعيد الارهاب في المنطقة بالاستناد الى التنسيق مع اسرائيل ؟ جناح متنفذ يرى ان تدمير الامة وتخريب الساحات العربية يطيل في عمر المملكة المنجرفة وراء اسرائيل وتركيا ووذولها واجندة تمتد الى خارج الاقليم . هذا الانقسام غير المتكافيء رغم انه ليس حبا في الامة وشعوبها وما اصابها من ويلات واقتتال وتشرذم ، وانما لحماية بقائهم . ولتأكيد طبيعة سياسة هذه الدولة وقوة الصقور فيها، واجندتهم المرتبطه مع امريكا واسرائيل . فقد حدث ما يتساوق مع هذا الاتجاه .

المتغير الاول هو خلع مقرن بن عبد العزيز واستبداله ببندر ابن سلطان . وبندر هذا عراب الارتباط بين السي اي اي والموساد والمملكه، وهو معروف بعلاقاته العضوية بين الجهازين ، وتنفيذه مهمات جاسوسية خدمة لواشنطن . ولتأكيد المهام الموكلة والخطره لهذا الرجل تطالعنا الوثائق بأرتباطات هذا الرجل الوثيقه مع اسرائيل، حيث يرتبطا بتوجه ومتغير اخر دون اعطاء الاهمية للصراع العربي الاسرائيلي بعد ان انتهت منافذ اللعب على حباله وكأنه فقد ماهيته ـ وان الصراع الان في منحى اخر . في الجانب الاخرتصدرت وتبنت قوى مفهوم المعارضة للكيان الصهيوني، على الرغم من ان هذه القوى تحمل لافتة التحدي لاسرائيل منذ عهد بعيد على المستوى الشعبي والحكومي، متمثلا بايران وسوريا والمقاومة اللبنانيه . حيث بانت المعادن الحقيقية في صلب الصراع والعداء وانكشفت الادعاءات المزيفه ممن كان يسوق زيفا موقفه المعلن . ان التوجه الجديد هو عدو اخر اتفق فيه المتأمرون من هذه الامة مع اسرائيل ، هذا العدو ومن التحق به سوريا وحزب الله ، اثبت بالدليل القاطع على ان المعركة لم تنتهي بعد . من هنا كان لابد ان تتوحد قوى وتظهر اصطفافات ناهضة من السر الى العلن . ولتأكيد ما انتجت من محاور، نشرت مجلة “نيويوركر” في 5/3/2007م، تقريراً “لسيمور هيرش ” تحت عنوان “إعادة التوجيه” أماط فيه الصحافي الشهير اللثام عن خفايا الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة الأشد إلتهاباً في العالم، وطبيعة المهمات التي تضطلع به حكومات عربية حليفة لواشنطن، وعلاقتها بالدولة العبرية، حيث يقول : ان التحول في السياسة دفع السعودية و(إسرائيل) إلى ما يشبه “العناق الاستراتيجي الجديد”، لا سيما أن كلا البلدين ينظران إلى إيران على أنها تهديد وجودي مباشرة .

اذن بديها في أن يعتقد السعوديون أن استقراراً أوسع في إسرائيل وفلسطين سيعطي لإيران نفوذاً أقل في المنطقة، ومن ثم أصبح السعوديون أكثر تدخلاً في المفاوضات العربية الإسرائيلية . حيث توصل السعوديون والإسرائيليون إلى سلسلة من الاتفاقات غير الرسمية حول توجههم الإستراتيجي الجديد، وقد شمل هذا الأمر عناصر أهمها … طمأنة إسرائيل إلى أن أمنها هو الأمر “الأسمى” وأن واشنطن والسعودية والدول الخليجية الأخرى تشاركها قلقها حول إيران . بدأت الرياض اتصالاتها مع الإسرائيليين والجمعيات اليهودية المؤيّدة للدولة الصهيونية في الولايات المتحدة، منذ أكثر من عقد، وهو تقارب حظي بمباركة الإدارة الأمريكية على طول الخط، ولكنه لم يكن علنياً بل ظل مقتصراً على القنوات الدبلوماسية المفتوحة بين الجهتين . وكان مهندس هذه القنوات الأمير بندر بن سلطان السفير السعودي الأسبق لدى واشنطن، الذي اعتبرته الصحف الإسرائيلية صلة الوصل بين الدولة الصهيونية وجيرانها.

لقد أفاضت الصحف العربية والأجنبية في الحديث عن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أيهود أولمرت، ومستشار الأمن القومي السعودي، بندر بن سلطان، في العاصمة الأردنية، كجزء من جهود جورج بوش لدعم أولمرت بعد كارثة إسرائيل في حربها أمام حزب الله، وبحسب ” دانيال آيالون” السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، إن اللقاء السعودي ـ الإسرائيلي الأعلى مستوى، في طبيعة الظاهر على الارض .

واستنادا الى المعلومات المؤكده، فان بندر ادار خلال حرب لبنان الثانيه قناة الاتصال وتبادل المعلومات والمشاورات بين السعودية واسرائيل ، برئاسة ايهود اولمرت في فندق بالقدس الغربية، وعرض عليه اموالا ضخمة لمواصلة القتال ضد حزب الله وصولا الى تصفية هذا الحزب الذي يقود المقاومة ضد اسرائيل . وكان خلاصة حديثه بعد عرض الاموال على هيئة مناشدة الى اولمرت قائلا : ان صورة الشرق الاوسط ستكون اكثر ظلاما في حال خروج حزب الله منتصرا من الحرب . قطر هذه الامارة التي انبثقت توا من الرمال ارادت ان تلتحق بهذا الركب بل ربما في خبيئة نفس حمد وموزه ان تتصدر جهرا وعلانية موقفها مع اسرائيل منذ ان خلع حمد ابيه قسرا، فهي لم تتردد لوهلة في هذا الاتجاه بل انه ثالث رئيس عربي تطأ قدماه ارض الميعاد وان اختلفت معايير التوجه ، فالسادات اعلنها جهارا نهارا انه ذاهب الى القدس ليضع الاسس الاولى لانهاء الحرب ولم يحدد فيها ملامح غالب ومغلوب، منتصر وخاسر. القضية لم تكن قضية أمًه عربيه، فيما بعد في كامب ديفيد، بل قضية بلد إسمه مصر وعلاقته باسرائيل .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here