من باب طرافة ودعابة: حسناء حلوة أم خدود محمرة كلوحة سوريالية !..

من باب طرافة ودعابة: حسناء حلوة أم خدود محمرة كلوحة سوريالية !..

بقلم مهدي قاسم

1 ــ الحسناء الحلوة والممتلئة ــ حسب الذوق الشرقي ــ تمطت كقطة مدللة وعطست فجأة ،ربما بفعل نسمة باردة داهمتها عبر النافذة المفتوحة ………………..
فإذا بالفضاء الأزرق يبرق ويرعد ممطرا بزخات لايكات إعجاب ، وآهات دهشة و حسرة ورغبة مبطنة ، نعم أمطرت من كل حدب وصوب !..وصوب وحدب ، جوا و أرضا .. . لايكات غزيرة بكثرتها لا تكف عن هطول متواصل لساعات طويلة ..
فاستغربت الحسناء الحلوة ذات خدود ملطخة احمرار و تساءلت مع نفسها وقالت :
ـــ هذه كانت مجرد عطسة فحسب .. فماذا سيحدث لو كتبتُ قصيدة وأصبحت شاعرة ؟!..
فكتبت بشكل تلقائي كأنما آلهة الموهبة كانت واقفة خلفها وهي تدلي عليها هامسة ، فكتبت :
أينما سترحل وتمضي
فأن غيوم حبي ستمطر فوق رأسك !..
و …..
أنا روما قلبك وظلي مرشد خطوك المتسارع نحو رواق قلبي !..
آه ..آه ..آه .. أنه شعر مذهل .. قصيدة مدهشة ذات تعبير لغوي جديد تماما .
و من جديد هطلت آلاف لايكات ، و باقات ورود حمراء كثيرة مصحوبة برموز قلوب حمراء قانية ، وتقاطرت من جديد ، من كل طرف وناحية..
فوعّدت نفسها أن تكون شاعرة أعجوبة ، من يدري ؟، ربما خنساء زمانها الحالي ……
طالما أنها محاطة بكل هذا الإعجاب والتبجيل والتعظيم من قبل هذا العدد الكبير جدا من معجبين ، ولم تقل المعجبات لعدم وجودهن قطعا !..
وما كان شد إعجابها عندما نهضت صباح اليوم الثاني لتجد زخات اللايكات لا زلت تمطر فوق صورتها وتحتها وطرفيها بغزارة أكثر فأكثر ، فتقدمت من المرآة لتقوم بتحويل وجهها إلى لوحة أصباغ من جديد لتباغت أصدقائها المعجبين بطلتها الجديدة والمثيرة !!..
ولكن ما زادها استغرابا أكثر فأكثر هو إنها وجدت على ” الخاص “: رسالة من جمعية ثقافية تُهنئها بحصولها على ” درع “الجمعية كشهادة تقديرية بزخرفة ملفتة تحتوي صورتها ، تثمينا لمجهودها الإبداعي الطويل ودورها المميز في تثوير اللغة الشعرية برؤية ملحمية جديدة …فألف ألف مبروك شاعرتنا المبدعة والمميزة !..
هكذا خُتمت رسالة الجمعية الثقافية المجهولة..
………
2 ــ كاتب أو شاعر :
عبثا تزدان صفحته بمؤلفاته الشعرية والروائية …هكذا فكر متذمرا الكاتب الشاعر والروائي ،إذ كلما كتب نصا فلا يحصل سوى على لايكات يتيمة وشحيحة ، ثم ليواسي نفسه متفكرا :
ـــ المهم إن النوعية أفضل من الكمية ! و…إنه فخور بنفسه لكونه هو هو ، وليس خنساء زمانه الحالي ، بملامح وجه ملطخة ومستطيلات شفاه مثقلة بنصف أطنان من رتوش و أصباغ على شكل لوحة سوريالية رديئة ..
ففكر أن يختبئ خلف صورة انثى جميلة ويكتب ليرى عدد لايكات الإعجاب ..بالتأكيد سيكون عددا كبيرا جدا ، ولكنه وجد ذلك أمرا مخزيا بالنسبة له ، فاكتفى بالعبارة التالية
ــ يا لرجال ملاعين !..ثم مسح العبارة ليضيف في محلها بدلا منها عبارة : يا لذكور ملاعين متضورين جوعا جنسيا أبديا ، حتى لو كان لكل واحد منهم عنده أربع زوجات وثمان عشيقات .. يا لتفاهة هذا العصر الأجوف !….
و ثم بدافع انزعاج مباغت .كتب العبارة الختامية مودعا :
ــ سأغلق صفحتي إلى فترة غير محددة !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here