موسكو والانقلابات الحكومية… الانقلاب الحكومي الاول في اب \ 1991

: موسكو والانقلابات الحكومية*
الانقلاب الحكومي الاول في اب \ 1991

ترجمة واعداد، د . نجم الدليمي
**مرت الذكرى ال30 للانقلاب الحكومي (1991–2021) بدعم واسناد من قبل القوى الخارجية من اجل تفكيك الاتحاد السوفيتي وتحت غطاء مايسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها وبدعم واسناد من قبل واشنطن ولندن وباريس وبون وتل أبيب، اذا نفذ الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلتسين، كرافجوك، ارباتوف، بوربولوس،يافلينسكي، بوبوف….، وبشكل هادئ ومن دون مقاومة تذكر من الحزب الشيوعي السوفيتي والجيش السوفيتي وجهاز امن الدولة السوفيتية، (كي جي بي)، وكانت نتيجة الانقلاب الحكومي الاول هو تفكيك الاتحاد السوفيتي وتصفية منجزات الاشتراكية، وظهور 15 دولة تحت اسم رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) وتم حل حلف وارسو ومجلس التعاون الاقتصادي،( سيف ) وبيع المانيا الديمقراطية وبثمن بخس جدا، وكذلك دول اوروبا الشرقية ( اليوم هذه الدول جميعها دخلت حلف الناتو، بما فيها جمهوريات البلطيق والعمل جاري اليوم على ضم جورجيا واوكرانيا للناتو…) هذه بعض اخطر نتائج ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية التي صفقوا لها بعض (( قادة)) الاحزاب الشيوعية والتي ساندوا الخائن غورباتشوف وعملوا ندوات فكرية لنصرة العميل غورباتشوف وتم التعبير عن البيرويسترويكا الغارباتشوفية (( على انها ثورة اكتوبر الاشتراكية، وهي تتويج للنظرية الماركسية اللينينية، وهي امتداد لنهج ثورة اكتوبر الاشتراكية وغيرها من الخزعبلات الاخرى اللاعلمية وهؤلاء وغيرهم يمكن ان نقول عنهم خونة الشعب والفكر والحزب سواء بقصد أو بدون قصد، مخطط له او غير مخطط له، فهي في النهاية خيانة عظمى وهؤلاء ومنذ عام 1991 اختفت هذه الاقلام الماجورة والعميلة،ناهيك عن التامر القذر الذي مارسه العميل غورباتشوف ضد كوبا الاشتراكية وضد جمهورية الصين الشعبية….؟!. ان هذا الانقلاب الحكومي الذي تم عبر التنسيق بين غورباتشوف وفريقه وبين يلسين وفريقه، ولعبت كل من واشنطن ولندن وباريس وبون وتل أبيب دوراً مهماً وكبيرا في دعم واسناد هذا الانقلاب الحكومي في صمت الدراويش في الحزب الشيوعي السوفيتي وجبن…..،جهاز امن الدولة السوفيتية، كي جي بي، والجيش السوفيتي ووووو؟! مفارقة غريبة حقاً؟! مما ساعد ذلك الى وصول يلتسين للسلطة؟!.

**لقد استمر الرئيس الروسي بوريس يلتسن المخمور على نفس نهج غورباتشوف، واصبح يلتسين اول رئيس لروسيا السوفيتية للمدة 1990- 1991 وبذلك تم تنفيذ مشروع قوى الثالوث العالمي وحلفائهم بنسبة اكثر من80 بالمئة، لانهم تخلصوا من الخصم الايديولوجي والعسكري….. الاتحاد السوفيتي وبدون اطلاق طلقة واحدة الا ان بعض الصحف اشارت الى ان ثمن ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية قد بلغ 3 ترليون دولار وغيرها من التقديرات الاخرى، وكل هذا تم تحت شعارات كاذبة ووهمية ومظللة وخادعة للجماهير وهي ما يسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية والعلنية والتجديد والتطوير وووو؟، وهذا الانقلاب الحكومي قد اثر سلبا على شعوب العالم المحبة للسلام والتواقة للتعايش السلمي وانفردت الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين بالعالم واصبح العالم يقوم على احادية القطب، اي القطب الاميركي واستمر للمدة 1992-2007.

الانقلاب الحكومي الثاني ::1993-2021

##لقد ادركت القوى الامبريالية بزعامة الامبريالية الاميركية ان مخططهم الأصفر لم ينفذ بالكامل في جمهوريات الاتحاد السوفيتي بشكل عام وفي روسيا الاتحادية بشكل خاص، بالرغم من انهم اوصلو يلتسين وفريقه المرتد للسلطة، من خلال دعمهم لهم،ولكن روسيا الاتحادية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وبعد عام 1992 فان روسيا الاتحادية تواجه مشكلتين، المشكلة الاولى بقاء الدستور الاشتراكي في روسيا الاتحادية، والمشكله الثانية، هو ان السلطة التشريعية يهيمن عليها الشيوعيين الروس وحلفائهم وبالتالي فإن هذه المشاكل تشكل عقبة خطيرة على مستقبل روسيا الاتحادية الراسمالية، ولا بد من ايجاد حلول جذرية لهذه المشاكل فتم وضع خطة من قبل حلفاء يلتسين في اميركا بهدف معالجة هذه المشاكل.
المشكلة الاولى :: مجلس السوفيت الاعلى لروسيا الاتحادية ( البرلمان)، الذي يهيمن عليه الشيوعيين الروس وحلفائهم ومن هنا بدا الصراع بين السلطة التنفيذية والتشريعية، السلطة التنفيذية يقودها يلتسين المدعوم من اميركا وحلفائها، واصبح البرلمان الروسي معرقل لجميع خطط يلتسين التي وضعت له من قبل الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية والمؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين، وخاصة فيما يتعلق بتنفيذ برنامج ما يسمى بالخصخصة السيئة الصيت في شكلها ومضمونها وبالتالي تم تنفيذ الخصخصة عبر مراسيم رئاسية فقط وليس عبر السلطة التشريعية للمدة 1992 –1999 ومن هنا يمكن القول ان الخصخصة خلال الفترة المذكورة هي غير قانونية وغير شرعية، بدليل عمل 30 الف ((خبير)) غربيا في روسيا الاتحادية والغالبية العظمى من هؤلاء وثيقي الصلة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية، نصفهم عملوا مع اناتولي جوبايس وزير الخصخصة ( بائع الورود،نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ماسوني بامتياز ومن عملاء النفوذ) وال50 الثانية عملت في جهاز الدولة الروسية، بهدف التسريع بهدم وتخريب الاقتصاد الوطني في روسيا الاتحادية وشكلت فترة حكم يلتسين المخمور اسوأ فترة مظلمة في تاريخ روسيا الحديث،وكان لدى يلتسين خبراء اميركان في الشؤون الاقتصادية في الكرملين ( ياسلام على الاصلاح الاقتصادي) ، وكانت تدفع لهؤلاء مرتبات خيالية وامتيازات مالية مرعبة وهذا تم من خلال تقديم قرض لروسيا الاتحادية من قبل صندوق النقد الدولي بقيمة 4 مليار دولار حصة الاسد من القرض صرفت على هؤلاء (( الخبراء الهدامين للاقتصاد))؟!.

##لقد اشتد الصراع بين السلطة التنفيذية المدعومة من اميركا وحلفائها وبين السلطة التشريعية التي يهيمن عليها الشيوعيين الروس وحلفائهم ووصل الصراع الى طريق مسدود من وجهة نظر يلتسين وفريقه وأميركا وحلفائها فتم وضع خطة الانقلاب الحكومي بهدف التخلص من البرلمان الشيوعي وبعد ذلك يتم الغاء الدستور الاشتراكي السوفيتي واحلال الدستور البرجوازي لروسيا الاتحادية الذي ساهم الخبراء الاميركان وغيرهم في اعداده.

##في 19\8–3\20\1993 انفجر الصراع بين يلتسين وفريقه والسلطة التشريعية وظهرت في روسيا الاتحادية عملياً سلطتين في ان واحد فلا بد من حسم الصراع، فتم اعداد خطة الانقلاب الحكومي وبعلم واسناد اميركا وحلفائها، وخرجت المظاهرات الشعبية في موسكو للفترة المذكورة وبدأ تزايد التأييد الجماهيري للسلطة التشريعية وفشل يلتسين بحسم الصراع سلمياً لصالحه. فتم اعداد خطة الانقلاب الحكومي عبر استخدام القوة العسكرية مع السلطة التشريعية وحصل يلتسين على دعم عسكري محدود لان وزير الدفاع الروسي الجنرال كراتشوف استطاع ان يجهز 3 دبابات وبعض المدرعات العسكرية، وكانت الدبابات بقيادة جنرال…..، من القومية غير الروسية وتم تقديم الإغراءات المادية وهي 3000 دولار، شقة سكنية…. في موسكو لهؤلاء الضباط،وفي يوم 3\10/ 1993 تم تنفيذ الانقلاب العسكري \الحكومي ضد السلطة التشريعية وتم قصف البرلمان الروسي بالدبابات الروسية….. وتم نشر اسماء وعناوين الضباط الذين شاركوا بالانقلاب في الصحف الروسية؟.

##وخلال يوم الانقلاب دخل 28 عنصر من اجهزة مخابرات اجنبية، دخلوا الى روسيا الاتحادية وبحوازات سفر اجنبية وكان هؤلاء بعلم مسبق بالانقلاب وكان الهدف الرئيس لهم من خلال الفوضى في قصف البرلمان الروسي يدخلون للبرلمان ويتم تصفية قادة المعارضة الروسي من الشيوعيين وحلفائهم، ونتيجة المخابرات فيما بين هؤلاء الاجانب تم التقاط المكالمة من قبل قوات (( الفا)) قوات خاصة تابعة لجهاز امن الدولة الروسية ومباشرة تم تطويق محكم للبرلمان الروسي وتم احضار سيارات خاصة لنقل جميع اعضاء البرلمان الروسي في مكان امن و بشكل سريع ومنظم تنظيم عالي الدقة،وبعدما فشلت المخابرات الاجنبية في مهمتها غادروا روسيا (( وبسلام))؟! ولم يتم اعتراضهم من قبل الجهات ذات الاختصاص؟!؟!.
####معروف ان السفارة الأميركية قريبة من مقر البرلمان الروسي، بدليل ان وكالة سي.ان ان،قد قامت بتصوير كامل لجميع الاحداث وخاصة عملية قصف البرلمان الروسي بالدبابات الروسية، هذا يعني ان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كان لديها علم كامل بتفاصيل الانقلاب العسكري \الحكومي ولعبت السفارة الأميركية دوراً أساسياً ومهما في تأجيج الصراع بين السلطة التنفيذية وانحيازها مع يلتسين ضد السلطة التشريعية، كيف يتم قصف البرلمان المنتخب شعبياً بالدبابات الروسية؟ ومع ذلك يدّعون الديمقراطية وحقوق الإنسان….؟.
## تفيد المعلومات ان الخسائر البشرية للانقلاب الحكومي كما اعلن نظام يلتسين نحو130 -150 شهيد، في حين اعلنت الصحف الروسية بان الخسائر البشرية تجاوزت ال1500 شهيداً بما فيها من استشهد في القناة الأولى استانكنا وتم نقل جثث الشهداء ليلا وتم اعطاء ترميم البرلمان الروسي المحترق الى شركة تركية….؟!. بعد حسم الصراع لصالح يلتسين وجميع السلطتين التنفيذية والتشريعية بقوة السلاح وبصمت وبامتياز غربي مطبق تم تنفيذ المهمة الاولى وهي التخلص من البرلمان الشيوعي في روسيا الاتحادية.
##اما المهمة الثانية للانقلاب الحكومي هي العمل على الغاء الدستور الاشتراكي، دستور الاتحاد السوفيتي واحلال محله دستور برجوازي يمثل مصالح الاوليغارشية الروسية بالدرجة الأولى، وفي اجواء الارهاب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والرعب في روسيا الاتحادية تم اعداد الدستور الجديد في (( استفتاء ديمقراطي)) واصبح لروسيا الاتحادية دستور جديد، دستور برجوازي للمدة 1992 -1999، نهاية حكم يلتسين واستمر العمل به حتى نهاية عام 2020، اذ تم تعديل بعض فقرات الدستور وبما يتلائم مع طبيعة النظام السياسي الحاكم في روسيا الاتحادية، وهو دستور من حيث المبدأ يخدم مصالح الاقلية في المجتمع البرجوازي، اذ تم التخلي عن مجانية التعليم والعلاج والسكن وضمان حق العمل للمواطن دستوريا وووووو؟!.
*كاتب المقالة كان متواجد ميدانياً في فترة الانقلابيين الحكوميين كمتابع للاحداث السياسية.
3\10\2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here