تقول لهم (امريكا ليست الله بالارض.. ولا سلطة لها بتغيير النفوس) يتهموك (عميل امريكي)؟

بسم الله الرحمن الرحيم

تقول لهم (امريكا ليست الله بالارض.. ولا سلطة لها بتغيير النفوس) يتهموك (عميل امريكي)؟

عجيب غريب امر قضية.. على (اعداء امريكا) ومعتنقي نظرية المؤامرة.. فهم يعتبرون (امريكا الله في الارض.. وهناك الله في السماء).. وان امريكا قادرة على كل شيء.. وهي وراء كل كبيرة وصغيرة بالارض.. وانها قوة عظمى؟ واذا لم يتحقق ما يريدون.. فاذن امريكا وراء ذلك لديهم؟ وهنا مشكلة كبرى.. لدى اعداء امريكا والمطالبين بخروجها.. فهم (يتهمون امريكا مثلا بفشل الكهرباء بالعراق.. في وقت هم المستفادين اصلا من عدم نهوض قطاع الكهرباء.. لان اجندتهم الخارجية ايران تصدر الكهرباء بالعراق بمليارات الدولارات).. او (اتهام امريكا وراء الفساد.. وهم انفسهم المعادين لامريكا رب الفساد بالعراق).. او (ان امريكا من جلبت هؤلاء الحاكمين بالعراق.. في وقت اصابع الملايين البنفسجية من انتخبتهم.. وليس هذا فحسب هم من عارضوا صدام لخاطر عيون من يحكمون اليوم)..

والادهى ان هناك من:

(يجعلون امريكا علاكة لفشلهم) لتبرير ذلك امام جماهيرهم التي تلهث وراءهم كالقطيع..

فاذا تقول لهم .. (يمكن لامريكا تغيير انظمة دكتاتورية عسكريا.. .. ولكن بالتاكيد لا تغيير نفوس شعوب ترفض الديمقراطية، او لا تاخذ من الديمقراطية الا اسمها ..).. وان الله الاعظم من كل شيء.. فالله نفسه (لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)..ولكن ماذا نفعل لمن (عقولهم لا تستطيع اصلا التفكير بتفكير منطقي وعلمي).. ولا تعي (تراكم التاريخ والتجارب)..

والمصيبة ان هؤلاء (لا يميزون بين امريكا كدولة.. والله كالاه)..

فتجدهم يقولون (الله اقوى من امريكا)؟؟ السؤال المقارنة يجب ان تكون بين طرفين بنفس السياق.. فلا يمكن مثلا ان نقارن بين (السيارة والباذنجان).. او بين (الحصان وكوكب زحل).. لان ذلك ليس منطقيا اصلا..

والاخطر ان هؤلاء يحملون امريكا .. ما يجب ان يتحملونه هم انفسهم..

بمعنى .. امريكا يمكن ان تؤسس جيوش وانظمة سياسية وانتخابية.. ولكن ليس من مسؤوليتها وليس من امكانياتها ان تؤسس امم.. فهذه مسائل روحية اصلا.. تتراكم بتجارب شعوب لتنصهر كامة.. ثانيا: مليشات ايران الولاية والصدريين مثلا يحملون امريكا مسؤولية عدم اعمار العراق.. في وقت يطحرح سؤال (من المسؤول عن بناء العراق) هل امريكا ام من يحملون الجنسية العراقية ومنهم الولائية والصدرية.. (فامريكا دعمتنا للاطاحة بصدام وبهزيمة داعش والارهاب).. بالمقابل (المليشيات تدعي انها تقاتل امريكا).. فالسؤال من مسؤوليته اذن بناء العراق؟

ونسال هنا.. (هل الياباني والالماني.. يمكن مقارنته بالعراقي)؟؟

فنجد مثلا نوري المالكي يبرر عدم الموافقة على بقاء قوات امريكية عام 2011 بدعوى ان (العراق يختلف عن اليابان والمانيا)؟؟ وان (العراق شعب مسلم.. وليس وثني او مسيحي)؟؟ ولديه خصوصيته.. ويفترضون بان (العراقيين والعراق افضل من اليابان والمانيا والشعبين الالماني والياباني)؟؟ تخيلوا.. بمعنى (يحكمنا من لا يريد ان ياخذ تجارب الشعوب الناضجة والحرة كاليابانيين والالمان).. ويلهثون وراء دول طامعة وتتدخل بالعراق كارثيا كايران ومصر وتركيا وسوريا والاردن..

واذا تقارن لهم ..العراق ووضعه بعد 2003.. بالمانيا واليابان.. بعد الحرب العالمية الثانية..

(فالمقارنة بين العراق ودول كاليابان والمانيا) هدفها (معرفة نقاط الضعف للعراق وشعبه.. مقابل نقاط القوة للاخرين).. للاستفاد من تجارب التاريخ .. والمقارنة هذه ليس منطلقها (تخريب ذاتي للحكم على انفسنا مقابل الاخرين الذين نتعامل معهم).. بل (التفريق ما نعتبره هو نقاط قوة لدينا.. في وقت هو نقاط ضعفنا اصلا).. فامريكا والحلفاء دمروا مدن المانيا.. بالحرب ضد النازية.. وتحرير الالمان من الدكتاتورية الهتلرية.. وتم (حل الجيش الالماني).. ولكن الشعب الالماني لم ينتخب الحرامية ورجال الدين.. بل عمل على انتخاب احزاب وطنية حقيقية المانية بنت المانيا.. ودعمت امريكا المانيا بخطة مارشا لاعادة الاعمار.. (وسخر الالمان هذه الاموال لبناء المانيا.. ولم يسرقها السياسيين الالمان).. بالمقابل:

(العراق حررتهم امريكا من طغيان حكم البعث وصدام ودكتاتوريته.. وحرر شيعة العراق من طغيان حكم الاقلية ومن موروث 1400 سنة من حكم السنة على رقاب الشيعة العراقيين).. فبدل ان ينتخب شيعة العراق وبقية العراقيين (احزاب وقوى سياسية وطنية) ذهبوا ينتخبون احزاب اسلامية فاسدة وكومة حرامية.. وصنموا زعامات دينية وسياسية لتستعبدهم باراداتهم.. فما ذنب امريكا بعد ذلك..

فاذن (الدكتاتورية هي عقيدة لدى شرائح اجتماعية بالعراق)..

فهي رفضت الدكتاتور صدام ليس لانه دكتاتور.. بل لانها تعتقد ان حاكمها الشرعي او زعيمها السياسي هو من يجب ان يستفرد بالحكم .. بلا منافس.. وان رضا الله ومعتقدها هو برضى (صنمها).. الذي تقلده او تتبعه.. ليصدق من قال (العبيد لو مطرت الدنيا حرية لرفعوا المظلات).. لان العبد يريد استبدال سيد بدل اخر.. لمجرد انه سيده الاول كان يؤذيه بالمعاملة.. فيريد سيد اخر اقل قسوة عليه.. ولكن لا يعني انه يريد الحرية.. وان يكون سيد نفسه.

المحصلة:

مقارنة تجربة اليابان والمانيا.. بالعراق .. ليس هدفها الا ان ناخذ نطور مكامن النجاح لدينا

لفهم رحلة اليابانيين وتضحياتهم من اجل تحقيق انجازاتهم.. وان نفكر بالافعال التي يمكن ان نقوم بها من اجل الاقتراب من الاهداف التي نطمح ان يصل لها العراق وشعوبه.. واولها المسارعة بوضع خطة عمل على كل الاصعدة لتحقيقها.. وهذا لا يمكن ان يحصل الا بالاعتراف بنقاط الضعف .. وادراك مكامن النجاح ..

ولكن المصيبة اليوم .. ان نقاط القوة التي نعتقدها لدينا.. هي تعكس نقاط الضعف فينا..

…………………….

واخير يتأكد للعرب الشيعة بالعراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية العرب الشيعة بمنطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

…………………….

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here