ما اكرم المرأة إلا الكريم

ما اكرم المرأة إلا الكريم … ابتسام ابراهيم
منذ أن أقبلتْ 2003 وما جرّتهُ معها من متغيرات امتدت أذرعها لتهضم حياتنا,كنا نأمل أن نفتح شرفة الصباح على وطنٍ تغادر نسوته الثوب الأسود وتتبدل لافتات الموتى بأسماء مبدعين أحرزوا وساماً يُعلّق على صدر هذا الوطن وبنينا أحلاماً ، مع الحملة الإيمانية التي سال لها لعاب المحرومين من الدنيا ،علّهم يحصلون على شيءٍ في الآخرة.
لكن هذا التغيير لم تـنعمْ بهِ سوى فئة قليلة كانت مرفهة سابقاً وبقيت على ترفها ,أمّا الأغلبية الصامتة فلا يكفي أن تظلمها ألأقدار لتولد في عائلة ، لا تحمل من صفات العائلة ، سوى الحروف الأبجدية ، أو أن تجبرها الظروف ، لتكون زوجة لذكر، لم تعلّمهُ الحياة ، كيف يكون رجلاً .
امرأة نفساء غادرتْ رضيعها لتكون فريسة للقطط ،بعد أن استبسل عليها زوج مغوار آخر الليل بعصا ,ودعت طفليها مضرجة بغصة الظلم ولا من معين !
نحرصُ على الأسرة باعتبارها شيئاً يحفظ لنا ماء وجهنا أمام المجتمع لكننا لا نحرص على قدسية الإنسان وكرامته ولا نراعي في البشر حقاً ولا ذمة.
ما قيمة العائلة وأفرادها تضج مفاصلهم بالأمراض النفسية ؟ ما قيمة العائلة وأبنائها لا يحبون بعضهم ؟ ما أهمية أن يحسدنا الجيران ، لأننا نعيش معاً وفي أروقة الجدران صرخات قد لا تسمع خوفا من الشماتة ؟
طفل يروي مقتل أمه ليكون شاهد عيان على ظلمٍ ، قد يتكرر مئات المرات في بلدي ،والإبطال هم رجالات العائلة ، والضحية هي مخلوق ضعيف ، وصى بهِ الله في قرآنه (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)
أين المعروف في ضربها حتى تختفي ملامحها أو يسترها القبر ثم نتبجح بكل صلافة نحن خير امة أخرجت للناس !
الريحانة التي وصى بها الأنبياء صارت فريسة ، فأمّا أن تحد أظافرها لتدافع عن نفسها، أو يفتح الله لها باباً ، يخلّصها من شرار خلقه ، وإلا .. عليها أن تركن إلى نافذة المقبرة وتنتظر من لا رحمة بقلبهِ ، ليريحها من الدنيا وأملُ أن تحيا بكرامة كإنسان ، سيبقى يدور في الرفوف والمكتبات ، ما لم تمتد له يد شجاعة ، تنظفهُ من الغبار ، وتضرب بيدٍ من حديد كل من يمتهن المرأة.
ابتسام ابراهيم
شاعرة , كاتبة صحفية ومترجمة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here