إصدار كتاب (ألطبَابَةُ آلكونيّة) ج2

إصدار كتاب (ألطبَابَةُ آلكونيّة) ج2 :
بقلم ألفيلسوف و العارف ألحكيم: عزيز حميد مجيد
ما سرّ فلسفة (القانون ألخطير) ألّذي ركّزته “آلدّيمقراطية” لمحو آلكرامة بدعوى [ تقدّم إصالة ألمجتمع على إصالة ألفرد] وهي مقولة مُغرضة تلاعبوا بكلماتها لسرقة الفقراء و الشعب بسبب الأميّة الفكريّة التي نشرها “آلمثقفون” وآلمُتكتّبون.

طبيعيي أنّ ألعارف ألحكيم أو ألفيلسوف وحدهُ مَنْ يضع كلّ مُمْكن ومُحتمَل أمامه لضمان آلعدالة وآلحقوق عند تصويب قانون أو دستور يستند على آلحكمة؛ وبذلك فهو آلطبيب ألحكيم وألحريص على مصالح ألمُجتمع لضمان حقوق الخلق؛ كلّ الخلق و في مقدّمتهم سلامة و رقيّ الإنسانية ويتطلب هذا وقاية الرّوح ومعرفة كيفيّة نجاتها(الرّوح) من السّجن ألماديّ ألذي كبّلتها.

فعلى يَدَيّه (ألعارف الحكيم) تتمّ مُعالجة ليست فقط ألأمراض و آلكوارث و آلمشاكل و الإبتلاآت وآلمحن التي يواجهها الخلق؛ بل السّعي لتحقيق ألسّعادة و آلأمان و الرّفاه وآلعدالة آلمفقودة في آلأرض بسبب ألطبقيّة و الفوارق الحقوقيّة و المعيشيّة و الخدميّة و مناهج إستحمار و إستغلال الإنسان, و لا تتحقق المساواة بظل الدساتير التي تؤمن مصالح المستكبرين بل بقوانين عادلة تحفظ كرامة الرّئيس والوزير والنائب والعامل والفقير بمستوى واحد بلا فوارق طبقيّة في الحُقوق وكما السائد الآن!

إنّ آلكونيين وحدهم رغم مُعاناتهم في هذا آلعالم ألظالم؛ يعرفون آلحقّ و قيمة آلفِكر ومكانته و دوره في آلتّغيير لأجراء ألحقّ ونبذ الظلم, و إن[(ألوحدة) بدل (الكثرة)] هو آلضّامن لأسس ألحضارة الأنسانيّة ألحديثة لا آلحضارات ألماديّة؛ الفرعونيّة؛ ألسّومرية؛الأكديّة؛الكُورشيّة؛البابليّة؛النبوخذنصّريّة؛ألسّرجونيّة؛ألهنديّة؛الرأسماليّة وحتى الصّينيّة رغم أفضليّتها آلنسبيّة!

لقد حكمتْ جميع تلك “آلحضارات” حتى “الأسلاميّة”(1) بآلظلم والطبقيّة و أندثرت و ما زال يُمجّدها ويفتخر بها ألحُكّام بدعم الهمج و أنصاف ألمثقفين و الكُتّاب في بياناتهم و مقالاتهم كنتيجة للأميّة الفكريّة و حتى في جامعاتنا و حوزاتنا و التي تسبّبت في تعميق محننا و إختلال عيشنا وعدم إستقرارنا على كلّ صعيد!

بينما يسخر أهل تلك آلحضارات خصوصاً الرأسمالية من (الهنود الحمر) وهم أكثر إنسانيّة و أدباً و وجداناً منهم, لانّهم على سبيل المثال حين يسرق فرد في مجتمعهم يجلس قادتهم و رؤسائهم لطرح سؤآلٍ مركزيّ ينمّ عن صفاء فطرتهم هو: [ما هو الخطأ الذي إرتكبناه ليسرق مَنْ سَرَق؟] وكذلك حين يحصل سباق أو منافسة في بطولة ؛ فإنّهم يحتفلون بالذي يحصل على (المرتبة) الأخيرة, بعكس العالم الذين يفتخرون بآلفائز الأوّل, بينما “الفائز” الأخير بإعتقاد (النونوفت) هو الفائز الحقيقيّ!

لهذا كان مُحاصرتهم – أيّ الفلاسفة و آلحُكماء ألّذين حافظوا على وجدانهم – من قبل ألحُكّام بسحب البساط من تحت أرجلهم و حتى قتلهم و كما هو آلمُتّبع دائماً – قضيّة مدروسة ومقصودة بآلصّميم من قبل ألحُكّام وآلأحزاب ألمُتسلّطة ألّذين لا خيار لهم سوى آلأستمرار بآلظلم و آلأجرام للحصول على الأموال بإمتصاص دماء ألفقراء و المساكين ألّذين يتمّ تمزيق إرادتهم و معنوياتهم أوّلاً لسلب حقوقهم بسهولة و يسر عبر منع ألمعرفة و آلحكمة عنهم, بغطاء ألقوانين ألظالمة التي يُدوّنها (ألمُتسلّطون) في مجالسهم النيابيّة والقضائيّة و الحكوميّة “ألدِّيمقراطيّة” التي تُصوّب كلّ يوم عشرات القوانين ثمّ تُمحيها لتستبدلها بأخرى تناسبهم أكثر! و هكذا تُدار آلسّلطات بآلقوانين ألمتغيّرة ألّتي تضرّ آلفقراء وآلمظلومين قبل جميع الناس!

لقد صوّبوا الكثير من القوانين و الدّساتير التي تضمن بآلدّرجة الأولى منافع المستكبرين في المنظمة الإقتصاديّة ألعالميّة .. لكن (أخطر قانون) من بينها, هو ذلك آلذي لَعَبَ دوراً كبيراً في توسيع الظلم و مسخ البشريّة و هو؛ (حلول إصالة المجتمع محلّ إصالة ألفرد) بعد أنْ تَمَّ تجميّد و تحيّيد دور ألفلاسفة و آلحكماء و تشريدهم من قبل أصحاب ألسّلطة و المال و القدرة!

إنّ فلسفة ذلك (القانون ألخطير) تقضي بتحطيم كرامة الأنسان قانونيّاً في آلنّهاية بتطبيقه والذي لم ينتبه له؛ سوى ألفيلسوف (هيجل) ألألمانيّ في القرن ألثّامن عشر و (جان جاك روسو) الألمانيّ أيضاً و آلّلذين تعلّما من آلأمام عليّ(ع) (فلسفة ألعدالة) و آلّلاطبقيّة بإعترافهما .. بكون (ألأمام عليّ(ع) أستاذهم(1) مُحذّريين – هو و هيجل – آلنّاس إلى نوع من (الغربة ألذّاتيّة) في آلأنسان بسبب القهر كناتج لذلك (آلقانون آلظّالم) مُعلنيّن بصراحة أنّ (آلعقل الجّمعيّ لو حلّ محل ألعقل الفرديّ) بمعنى :
[حلول إصالة ألمُجتمع مَحَلَّ إصالة ألفرد] فأنها ستجلب الكوارث, و في آلحقيقة تمّ إستغلال ألألفاظ بعد التلاعب بآلكلمات .. بكون (مصلحة المجتمع مُتقدمة على مصلحة ألفرد) و تكتنف هذه المقولة مغالطة كبيرة و جدليّة لها حَدّين يجب التدقيق بنتائجها وآلوقوف عليها, لأنّ آلظلم الذي يقع على (إنسان واحد) بحسب الفلسفة الكونيّة هو ظلم يعمّ كل المجتمع الذي يكون فيه كلّ المجتمع خصوصاً حكّامه و قادته مشاركين في إحداثه, لهذا نرى (الهنود الحمر) و لكونهم الطبقة الوحيدة التي حافظت على توازنها و فطرتها الأنسانيّة لأسباب معروفة منها لقمة الحلال ؛ أنهم حين يسرق فرد منهم, يجتمع على الفور جميع قادتهم وقُضاتهم لحلّ ألموضوع من الأساس بطرح سؤآل مفادهُ: [ما آلخطأ ألّذي إرتكبناه ليسرق ذلك آلمُواطن]!؟

و لأجل ألتغطية على ذلك القانون ألمدّمر (لإصالة ألمجتمع وليس العكس كما يدّعون)؛ أتو بـ (آلدّيمقراطيّة) لإضفاء صفة (الشرعيّة المجتمعيّة) على الحاكم و الحكومة و القانون, و بآلتالي تسيّير ألمجتمع كقطعان آلماشية بإتجاه ألأهداف ألمحدّدة و آلمدروسة منذ القدم و إنّ إغتيال (جون كندي) ألذي سعى لأخراج مالكيّة (عملة ألدّولار) من يد سلالة روتشفيلد ألمعروفة هو دليل نقدي على ما عرضنا, وهو إستمرار الفساد و الظلم على الناس من خلال معيشتهم, بحيث لا يحقّ لهم ألأعتراض ضدّ الحكومة الديمقراطيّة الرأسمالية الطبقيّة؛ وعليهم إنْ تمكّنوا إشباع بطونهم و لباسهم فقط في أفضل الحالات لتصبّ منافع كلّ آلجّهود و آلنّتائج و العلم و التكنولوجيا للطبقة الحاكمة و مَنْ ورائهم (المنظمة الأقتصادية العالمية)!

إن ذلك (القانون ألخطير) على مستقبل البشرية و المتبع من قبل جميع حكومات العالم قد أشرنا له سابقاً(2) و يقضي بتحطيم كرامة الأنسان المهداة من الله تعالى وحملهُ لكلّ الأثقال و آلتّبعات في آلنّهاية عبر تطبيقهم لـذلك (ألقانون) ألذي لم ينتبه له سوى ألفيلسوف (هيجل) الألمانيّ في آلقرن ألثّامن عشر و (جان جاك روسو) الألمانيّ ألّذي قال قولته المشهورة عن آلأمام عليّ(ع) رائد العدالة الكونيّة و آلّلاطبقيّة بكون (ألأمام عليّ(ع) أستاذه .. مُحذّراً و هيجل – آلنّاس من إصابتهم بـ (الغربة ألذّاتيّة) ألقهريّة و تبعاتها, مُعلنيّن بصراحة أنّ صيرورة (العقل الجّمعيّ محل ألعقل ألفرديّ) إنّما تقرّر و تحدّد: [لكون تشكيل ألرأي آلمجتمعيّ بيد إعلام وإقتصاد الحكومة لهذا لا يبقى قيمة لصوت ألفرد], وهكذا تكون نتائج الدّيمقراطيّة كيفما كانت في صالح الحاكمين, رغم أن الأنتخابات تُظهر عكس تلك آلصّورة, و بآلتّالي يتمّ ألتّحكم بآلمجتمع كقطعان آلماشية ولا حقّ للناس سوى الكد لإشباع بطونهم و لباسهم و إيوائهم في أفضل الحالات الممكنة و جهودهم و نتاجهم تعود للطبقة الحاكمة المالكة!

و هذا يعني مسخ الكرامة الأنسانية و تمييعها ضمن آلأهداف “الأجتماعيّة” وهي بآلحقيقة تغطية ذكيّة كما أشرنا آنفاً لصالح طبقة الـ 1%, و فيما بعد طالع (كارل ماركس) هذه المقولة بنظرة أكثر محدوديّةً مركّزاً على الجانب الأقتصاديّ كما بيّنه في كتابه (رأس المال), لكنّ (أريك فروم) ألعالم النّفسيّ والأجتماعيّ الذي ساير آراء روسو, ذهب أكثر من غيره لبحث الموضوع, ليشير إلى أهمّية فلسفة الشرق – أيّ الفلسفة المبنيّة على آلغيب – و مكانه الخالي في هيكليّة المجتمع الغربيّ ألمتجّه لمصير خطير بدونها؛ معلناً بصراحة عبثية النظام الغربيّ و ضرره على آلأنسان كفرد, و ما مقولة الفضائل الغربيّة و آلآداب و الأخلاق في العالم الصناعيّ؛ إلّا وسيلة لإبعاد الأنسان عن نفسه و تغرّبه عن ذاته, لذلك ركّزنا آلبحث على كيفيّة المحافظة على سلامة الرّوح المحرّكة للضمير والوجدان والبصيرة لحفظ الكرامة ألألهية؛ للتفعاعل والأنتاج و الأبداع.

للأطلاع على مضمون هذا الكتاب ألخاتم للرسالة الأنسانيّة الكونيّة, كتكملة لما ورد في الجزء الأول الذي بيّنا فيه ألمقدّمات ألّلازمة للطبابة ألكونيّة ألرّوحانيّة العرفانيّة؛ عليك عزيزي ألباحث ألتأمّل في صفحاته لمعرفة أسباب معاناة الأنسان و إبتلائه بأنواع ألمشاكل و آلفايروسات والأمراض الرّوحيّة و آلنّفسيّة و آلجّسديّة, التي تُفرض عليهم ألّلجوء إلى الطبابَة ألرّوحيّة كطريق وحيد للخلاص : فما هي ألطبَابَةُ الكونيّة العرفانيّة؟ و ما متطلباتها؟ و هل يُمكن للأنسان ألذي يجهل نفسه و محيطه و كرامته المسحوقة بسبب الجّهل؛ من إستخدامها و آلإستفادة منها لإعادة الكرامة؟ و كيف يتمّ إستخدامها؟ ألتفاصيل عبر :
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-pdf
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بسبب آلعقد الحضاريّة و ثقافة الحُكام السّطحية؛ لا تجد لها جواز سفرٍ لقلوبهم كما يبدو في حال عرضنا للمبادئ ألعلويّة الكونيّة أو نصوص إنسانية أو سماوية إتفق عليها حتى الفلاسفة لو عرضناها بعنوان الدِّين؛ إلّا مِنْ خلال الإستشهاد بكلمات الكُتّاب و المفكّرين الغربيّين مع إحترامنا لهم, و منها تلك الإصدارات ألغربيّة, وما قاله (جان جاك روسو) الفرنسيّ بحقّ الأسلام الحقيقيّ اللاطبقي, قوله: [ما وجدت في التاريخ مَنْ يستحقّ كلمة أستاذ أو (أستاذي) بمفهومها آلواسع سوى رجل واحد هو عليّ بن أبي طالب] ليُعلو شأن الأمام عليّ(ع)!
(2) للتفاصيل راجع صفحة (52) من الكتاب, إلى جانب دراسات متفرقة في كتاب (أسفار في أسرار الوجود) للكاتب , و كذلك في مقالات مختلفة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here