غريزة العنصري يلقي الكلام على عواهنه 2/6

غريزة العنصري يلقي الكلام على عواهنه 2/6

محمد مندلاوي

ويستمر الكفائي في غيه زاعماً:
المؤتمر جاء بتحضيرات مسبقة قامت بها وزارة داخلية أربيل وبرضى وتوجيهات القادة الأكراد على رأسهم مسعود البرزاني، ثم التنسيق مع دوائر صهيونية داخل وخارج إسرائيل.
ردنا على ما دلس الكفائي دون خجل:
كيف عرف الكاتب جاء المؤتمر بتحضيرات من وزارة داخلية إقليم كوردستان!، مع أن الوزارة في بيانها قالت: إن المؤتمر عقد دون موافقة ومشاركة من حكومة الإقليم. وأمرت الوزارة بفتح تحقيق في هذا الأمر. وجاءت في شريط العاجل في قناو زاجروس: إقليم كوردستان يبعد منظمي اجتماع ” السلام والاسترداد” من أراضيه. ثم،أين دليل الكاتب الكفائي فيما يزعم؟ ألم تقل العرب: البينة على من ادعى. أين بينته كدعي؟ أم هي كلام مدلس يسطره على الورق ويعتقد في مخيلته… لا ينتبه له أحد ما وسيمر مر الكرام، نقول له: لا يا هذا، لم ولن ندعكم أن تستحوذوا على عقول المواطنين بسرد الأكاذيب الرخيصة، التي ليس لها وجود على أرض الواقع. يا هذا، أن (مسعود البارزاني) ليست له أية صفة رسمية في إقليم كوردستان، الرجل رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لكن كقائد تاريخي مثل مام جلال وملا مصطفى وشيخ محمود وعبد الرحمان قاسملو وعبد الله أوجلان له حظوة ومكانة في نفوس شعبه الكوردي ليس في جنوب كوردستان فقط بل في عموم كوردستان التي من البحر إلى البحر. عجبي، كأن كاتب المقال عميل مزدوج، وإلا كيف يجزم أن المؤتمر عقد بتنسيق مع دوائر صهيونية داخل وخارج إسرائيل؟؟ من أين له هذه المعلومة المفبركة؟؟. البارحة شاهدت الدكتور العربي السني (ناجح الميزان) في إحدى قنوات التلفزة قال الآتي: لقد كنت في كوردستان لأربعة أعوام، وعقدنا مؤتمرات عديدة، لم تسألنا وزارة الداخلية في إقليم كوردستان يوما ما عن حيثيات المؤتمر، وماذا سيناقش فيه الخ. هذه شهادة من شخص أكاديمي وعربي قح يقول الحقيقة، ليس كالناطقين بالعربية يحرفون الكلم عن مواضعه؟. وهذا أيضاً كلام الشيخ حيدر اللامي القيادي في ائتلاف دولة القانون قاله في قناة زاجروس (زاگروس): إن إجراءات حكومة إقليم كوردستان تجاه المخططين للمؤتمر هو عين الصواب. وكذلك الكاتب والمحلل السياسي هاشم الكندي المحسوب على الحشد الشعبي قال في برنامج بوضوح من على قناة زاجروس: فعاليات سياسية، أحزاب، زعمامات، حكومة اتحادية، أو فعاليات دينية،أو اجتماعية، عشائرية،حتى الشعبية، لم يأت أحد على اتهام الإقليم إطلاقاً.
لم يقف عند هذا الحد ويضيف الكفائي:
هذا التحليل أمرا واقعيا يستند إلى مسيرة الحركة الكردية منذ نشأتها وإلى اليوم وكيف أن لها علاقات متجذرة مع الحركة الصهيونية العالمية والمتمثلة بكيان إسرائيل.
ردنا على السيد الكفائي الذي يسطر الكلم على عواهنه:
أي تحليل يا هذا!، هل كل من لديه علاقة مع جهة ما سينفذ له ما يريد، ما هذه الهلوسة؟!. الكورد كانت لهم علاقة في مجال ضيق مع دولة إسرائيل وذلك لعدة أسباب، منها وجود ثلاثمائة ألف كوردي يهودي في إسرائيل، أكرر كوردي يهودي، وهذا يعني هؤلاء كورد القومية إلا أن ديانتهم يهودية، ليسوا كاليهود في البلدان العربية الذين كانوا يهوداً عقيدة وعرقاً. إن هؤلاء الكورد كرروا مرات ومرات متى ما تصبح كوردستان دولة مستقلة أسوة بدول العالم سيعودون إلى وطنهم كوردستان. ثم، أن العقلية السياسية الكوردية في هذا المضمار متقدمة عليكم كثيراً يا كفائي، قبل أكثر من نصف قرن قامت الحركة التحررية الكوردية ببناء علاقة دبلوماسية متوازنة مع دولة إسرائيل التي تأسست وفق إرادة المجتمع الدولي عام 1948. البارحة ظهر على شاشات التلفزة السياسي العربي السني مشعان الجبوري وقال بصوت جهوري: الأحزاب ورجال الدين والطبقة الحاكمة بالعراق بعد عام 2003 وإلى اليوم هم أول من وافقوا على التطبيع مع إسرائيل منذ مؤتمر لندن الذي انعقد عام 2002. نحن لا نذكر الذين يتهمهم الشيعة بعرابي المؤتمر، فقط نذكر الشيعة الذين يزايدون على الآخرين بالوطنية وبعدائهم لإسرائيل منهم 1- إبراهيم الجعفري 2- بيان جبر صولاغ 3- عادل عبد المهدي 4- عبد العزيز الحكيم 5- محمد تقي المولى 6- نبيل الموسوي 7- نوري المالكي 8- طالب الرفاعي 9- حسين الشامي 10- محمد الحيدري 11- سامي البدري 12- خضير الخزاعي 13- همام حمودي 14- علي الأديب 15- علي العلاق الخ الخ الخ. إن السياسي العراقي مشعان الجبوري رجل صريح في لقاءاته في وسائل الإعلام لا يكذب، كالعادة قال: وأنا من الموقعين على الوثيقة، وقال بصوت عالي: وأنا منهم وافقنا على التطبيع مع دولة إسرائيل في مؤتمر لندن عام 2002. وقبل عدة أيام مضت، قال السيد بهاء الأعرجي نائب رئيس الوزراء العراقي السابق من على شاشات التلفزة: التطبيع – مع إسرائيل- يبدأ من النجف. وتأكيداً على أن وراء الأكمة ما ورائها،لقد أشيع إبان زيارة بابا الفاتيكان للنجف بأنها تمهيد للتطبيع – مع دولة إسرائيل-؟.
ويستمر الكفائي في غيه قائلاً:
فكما يفهمه المطبعون من العرب وغيرهم بأن إسرائيل هي ملاذهم الآمن وأن الركون تحت فيئها مغنما ويطيل العمر، مع أن هذا الكيان يعلم جيداً أن هؤلاء هم جبناء وأيتام ولأنه يعلم بدوافعهم وإفلاسهم أمام أمتهم عامة وشعوبهم خاصة، ويعرف أنه مُهدد بالزوال أمام تحديات محور المقاومة الذي يتسع ويكبر على مستوى الدول العربية والإسلامية وأمام شعوبها.
ردنا على ما زعم الكفائي أعلاه:
بلا شك الركون تحت ظلها،أي صداقتها – إسرائيل- يطيل العمر، لأن ذراعها طويلة جداً؟ وتحمي أصدقائها. من لا يذكر إبان القتال بين الفلسطينيين والأردن، ما سمي بأيلول الأسود، في تلك الأيام أرسلت سوريا قوات عسكرية إلى عمان لإسقاط عرش الملك حسين، وما كانت من دولة إسرائيل إلا أن تصدت لها بالطائرات المقاتلة في الطريق المؤدي إلى عمان وأرغمتها على العودة من حيث جاءت. لقد قامت إسرائيل بهذا العمل العسكري وفاءً لصديقها الملك حسين بن طلال. هذا ليس دفاعاً عن إسرائيل بل تبياناً للحقيقة. إن المهدد بالزوال يا الكفائي هي أنظمة قرووسطى العربية، أين المقبور صدام حسين؟ أين حسني مبارك؟ أين زين العابدين بن علي؟ أين عمر البشير؟ الخ الخ الخ. ثم، إلا يرى الكاتب تقاطر ملوك ورؤساء وأمراء الكيانات العربية على تل أبيب يستجدون منها الصلح؟ أولهم مصر، ثم أردن، وإمارات، وبحرين،و مغرب، وقطر وهذه الأخيرة لها من علاقات التجارية ومكاتب لإسرائيل في الدوحة الخ الخ الخ.
يواصل الكفائي اختلاق الأمور التي ليس لها وجود إلا في مخيلته…:
فالقيادة الكردية تحتفظ بعلاقات وثيقة مع هذا الكيان ولن تتبدل أمام المتغيرات التي واجهتها إما صعودا حين كانت الحركة الكردية – اسمها الحركة التحررية الكوردية- تحظى بدعم مباشر من شاه إيران محمد رضا بهلوي في حربه وعصيانه على حكومات العراق المتعاقبة، أو عند النكسة حين أدار ظهره وأمر ملا مصطفى البرزاني بالإنسحاب – بالانسحاب- وإلقاء السلاح عام 1975 مثلا.
ردنا على ما زعم الكفائي أعلاه:
سبق وقلنا فيما يخص العلاقة مع إسرائيل، أن العقلية الإستراتيجية الكوردية في هذا المضمار تحديداً أكثر تطوراً من العقلية العربية، بدليل أن القيادي الكوردي عرف قبل القيادي العربي بأهمية دولة إسرائيل في العالم، فلذا بَنَتْ معها علاقات متوازنة، أضف أن للكورد جالية يهودية كبيرة في إسرائيل يفوق عددها على 300 ألف نسمة. نكرر، أن هؤلاء يهود عقيدة وكورد عرقاً، فالسياسي الكوردي لا يستطيع أن يدير ظهره لجالية كوردية بهذا الحجم الكبير.لا يا سيد، لم يأمر الشاه ملا مصطفى بإلقاء السلاح،بل القيادة الكوردية هي التي قرأت المستجدات على الساحة العالمية والمؤامرة التي حيكت ضدها من قبل الدول الكبرى وفي مقدمتها أمريكا، فلذا أوقفت عملياتها العسكرية لفترة وجيزة لم تطل كثيراً، عدة أشهر ليس إلا، وبعدها عادت الثورة الكوردية في جنوب كوردستان أقوى من ذي قبل، وهذه المرة بجناحين، جناح يقوده الاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة مام جلال، وجناح آخر يقوده الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة مسعود البارزاني. وينطبق المثل الشعبي على نظام حزب البعث المجرم: أم حسين جنتي بواحد صرتي باثنين؟؟.

05 10 2021

يتبع

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here