جائزة نوبل للآداب 2021

جائزة نوبل للآداب 2021
فاز الروائي التنزاني عبد الرزاق كرنة Abdul Razak Gurna بجائزة نوبل للآداب لهذا العام 2021. أعلنت ذلك الأكاديمية السويدية لجائزة نوبل. وجاء تبرير لجنة التحكيم لاختيارها هذا أن صاحب رواية Paradise )أي الفردوس) يتميز بسرد للأحداث “يخلو من أية مساومة لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات”:
“for his deep-rooted and unprecedented depth of the effects of colonialism and the destinies of refugees in the gulf between cultures and continents.”
ومما يذكر أن الروائي عبد الرزاق كرنة مولود في تنزانيا في جزيرة زنجبار عام 1948ويقيم حاليا في بريطانيا. وبعد انتهاء الحكم البريطاني عام 1963 لاقى كرنة اضطهادا بسبب أصله العربي المسلم مما اضطره إلى الهروب واللجوء إلى بريطانيا في نهاية الستينات. عمل في تدريس اللغة الإنكليزية وأدب مرحلة ما بعد الاستعمار في جامعة كنت Kent حتى تقاعده. لم يتمكن كرنة من العودة إلى زنجبار حتى عام 1984 إذ تمكن من رؤية والده الذي توفي بعد ذلك بوقت قصير.
نشر كرنة ما يقرب من عشر روايات، كان معظمها يدور حول تجربة المهاجرين الأفارقة إلى بريطانيا. وكانت روايته Paradise قد وردت عام 1994 ضمن القائمة القصيرة لجائزة بوكر Booker Prize.
ولم يكن اسم كرنة واردا ضمن قائمة مرشحي صحيفة النيويورك تايمز يوم الأربعاء(قبل منح الجائزة بيوم واحد فقط) التي اشتملت على الفرنسية آني أيرنو Annie Erno والياباني هاروكي موراكامي Haruki Murakami وموريس كوند Maris Conde من الكاريبي و جاميكا كنكايد Jamaica Kincaid من أنتيكوا والنرويجي جون فوس John Voss والكرواتية دبرافكا أوكاريسك Dubravka Ogarisk والصومالي نورالدين فرح وسلمان رشدي والكندية ماركريت أتوود Margaret Atwood والبريطاني مارتين أميس Martin Amis والفرنسية التشيكية ميلان كونديرا Milan Kundera.
ونتناول فيما يلي وصفا لبعض رواياته:
تدور حوادث روايته الأولى (ذكرى الرحيل)Memory of Departure (1988) في الساحل الشرقي لأفريقيا. وبطلها شاب يكافح في ظل نظام استبدادي قبل أن يرسل للعيش مع عم ثري له في كينيا. وقد وصفها النقاد على أنها ” دراسة جادة لكفاح رجل يحاول أن يوجد هدفا لحياته، وصورة مؤلمة لمجتمع تقليدي مثقل بالفقر والتغير السريع”.
الفردوس Paradise(1994)
أدرجت رواية الفردوس في القائمة المختصرة لجائزة بوكر عام 1994 كما أسلفنا. وتجري حوادثها في شرق إفريقيا قبل الحرب العالمية الأولى. وبطلها جوزيف(يوسف) البالغ من العمر 12 عامًا، وقد عُيّنَ خادما بعقد مع رجل أعمال ثري. ومن بداية الرواية إلى نهايتها، يتحدث يوسف عن الحياة الطبيعية في جميع أنحاء القارة وحياة القبائل والمخاطر التي تواجهها تلك القبائل في عيشها. وصف أحد النقاد الرواية على أنها “تأمّل مؤثر في طبيعة الحرية وفقدان البراءة لكل من الصبي الحساس والقارة بأكملها.”
الإعجاب بالصمت Admiring Silence(1996)
يهرب الراوي الذي لم يذكر اسمه من زنجبار إلى إنكلترا في الستينيات، وسرعان ما يقع في حب امرأة إنكليزية ويكوّنان أسرة. ويتصارع مع العنصرية التي يواجهها في بريطانيا ويتصارع أيضًا مع كراهية الذات في محاولاته الاندماج مع المجتمع. كتب عنها أحد النقاد أنها “مضحكة للغاية ولا هوادة فيها”. فهو “يصور بمهارة معاناة رجل عالق بين ثقافتين، كل منهما ترفضه بسبب علاقته مع الأخرى.”
عن طريق البحر(على ساحل البحر)By the Sea (2001)
يتقدم رجل أعمال يدعى صالح عمر من زنجبار يبلغ من العمر 65 عاما بطلب للجوء إلى بريطانيا هربًا من الفوضى والفساد. وتعرض الرواية تفاصيل الوحشية غير المتوقعة لضباط الهجرة البريطانيين والمكتبية(البيروقراطية) البائسة التي تقوّض جهود إعادة التوطين إذ يجري سجن صالح في النهاية في بلدة ساحلية هادئة. ومن قبيل المصادفة، يلتقي صالح بابن الرجل الذي تسبب في المعاناة الكبيرة لصالح وعائلته. وتكون صداقتهم في نهاية المطاف هي التوفيق بين تاريخي عائلتيهما. كتب عنها أحد النقاد “إنه لأمر مؤثر بصورة استثنائية عندما يجد صالح عمر ملجأ من نوعه في الصداقة، ملجأ مبنيا على الخبرة التي يجري تقاسمها”.
الهجران(التخلي)Desertion (2005)
تربط الرواية بين قصتي حب مؤسفتين: ففي عام 1899 استخدم صاحب متجر شرق أفريقي مغامرا بريطانيا و”شخصا ضد الإمبراطورية” ووقع ذلك الشخص في حب أخته ريحانة، مما أدى إلى فضيحة. بعد عقود، يروي أكاديمي زنجباري حزن عائلته وكيف وقع شقيقه في حب حفيدة ريحانة.
قلب من حصى Gravel Heart(2017)
نشأ سالم في زنجبار، وهو لا يعرف أبدًا سبب تفكك عائلته، كما يقول في بداية الرواية، “أبي لم يكن يريدني”. في وقت لاحق، يحصل سالم على فرصة للدراسة في إنجلترا بعد أداء أكاديمي ممتاز مثقل بتوقعات عائلته. لاحظ أحد النقاد أن “الشخصيات الثانوية في الرواية يجري تخيلها أيضًا بصورة غنية مما يؤثر على تفاعلاتهم القصيرة – وهي واحدة من أكثر ملذات الروايات المحببة، وهو خيار يجعل عالمه غير عادي ويؤدي إلى تكامل الرواية.”

وقد حقق كرنة نجاحات في رواياته الأخرى مثل: طريق الحجيج(1988) The Pilgrim’s Way (1988) وغيرها. وله مقالات في الأدب الأفريقي.

إعداد وترجمة
د. حميد حسون بجية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here