في شارع المتنبي …”ازمة المياه في العراق الواقع والافاق”

في شارع المتنبي …”ازمة المياه في العراق الواقع والافاق”
عامر عبود الشيخ علي
ضيف منتدى رواد المتنبي الثقافي صباح بوم الجمعة 8/10 المهندس الاستشاري والناشط البيئي جاسم الاسدي، على قاعة علي الوردي في المركز الثقافي البغدادي في المتنبي، للحديث عن ازمة المياه من خلال محاضرته التي حملت عنوان “ازمة المياه في العراق ..الواقع والافاق” وبحضور نوعي من الخبراء والمهتمين بهذا الشأن، اضافة الى الاعلاميين وجمهور شارع المتنبي.
حيث استعرض الاسدي خلال حديثه بعد تقديم سيرته الذاتية من قبل مديرة الجلسة الدكتورة هافان حسن، مشاكل المياه وشحة مياه الاهوار واسبابها في العراق، وتاثير دول الجوار ايران وتركيا على ذلك، وعدم وجود مفاوض قوي باستطاعته مفاوضة الجانب الايراني والتركي لهذا الملف الخطير والمهم جدا، مبينا “عندما كانت كميات المياه كبيرة وواسعة كنا لا نعرف ماهي شحة المياه، وليس لدينا ثقافة ادارة هذه الشحة وكان الهاجس الاكبر هو هاجس الفيضانات التي تحدثت ومنها فيضانات عام 1948 و1954 و1968، لتكون الاهوار هي الملاذ لمياه هذه الفياضانات، حتى ان البعض يقول ان الاهوار ماهي الا منخفضات لدرء الفيضانات، متناسيا الجزء الاكبر من اهتمامات الاهوار البيئية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرا الى “هذا هو وضع الاهوار سابقا، اما بعد عام 2002 وسياسة التجفيف لم يبقى الا الجزء الغامر القريب من الحدود الايرانية والذي يتغذى من نهر الكرخة والتي عملت الحكومة الايرانية الى قطع هذا النهر وانشاء ثلاثة سدود كبيرة عليه اضافة الى سدة ترابية بطول 64 كيلومتر وبارتفاع ستة امتار عن مستوى سطح البحر، وقطعت اغلب الجداول التي تزود الجانب الشرقي من العراق، ولهذا اصبحت الاهوار العراقية جافة تماما.
واكد جاسم الاسدي “ان الوطن العربي يصنف من المناطق الفقيرة من حيث المياه، وهذا الفقر اثر على تامين حصة الفرد العربي والتي يجب ان لا تقل عن الف متر مكعب سنويا الا ان هذه الحصة وصلت الى خمسمائة متر مكعب سنويا، مضيفا “اما في العراق عندما نقول وصلنا الى الفقر المائي علينا ان لا ننظر الى الارقام التي تطلقها وزارة الموارد المائية على كميات المياه التي تطلق الى نهري دجلة والفرات، بل الى كميات المياه التي تدخل سدي حديثة والموصل وكذلك سدي دوكان ودربندخان، ولهذه الشحة وصل العراق الى الفقر المائي والذي سيتضاعف كثيرا في المستقبل وستكون هناك نقص في كيات المياه بحلول عام 2035 بحدود 11 مليار متر مكعب.
واعرب عن “ان الخطر الحقيقي لا يتمثل بسد اليسو التركي وحده والذي يبلغ حجم تخزينه للمياه 11 مليار متر مكعب والذي انشأ لغرض توليد الطاقة الكهربائية، وانما هناك سد اخر قيد الانجاز في الجانب التركي وهو سد الجزرة، والذي يبعد 15 كيلو متر عن الحدود السورية، وهو سد اروائي وهو الاخطر في تاثيره على العراق.
وبعد ذلك بين جاسم الاسدي المعالجات لهذه الشحة في المياة ومنها “اعتماد طرق الوقاية والتخفيف من الجفاف عبر ادارة الخزانات المائية بشكل اكثر فاعلية واجراء الحسابات كل شهر على الكمية المحتجزة، تمكين جمعيات مستخدمي المياه واخال التحسينات المطلوبة في الالات الزراعية، الاستفادة من مياه المبازل والصرف الصحي بعد معالجتها، انشاء سد غاطس وهويس ملاحة في شط العرب وفي منطقة الفاو بالذات، ضبط التوزيعات المائية عبر توزيع المياه بنسب مئوية، رفع التجاوزات على اعمدة الانهار والحد من مزارع الاسماك غير القانونية والتي تربو على عشرين الف مزرعة.
وقبل الختام بين الاسدي نتائج تجفيف الاهوار الاقتصادية والبيئية وعدم الاستقرار الامني، والتي ادت الى النزوح والهجرة والموت وكذلك الفقر والاوبئة والامراض وتدمير البيئة وفقدان المرونة في ادارة المياه وكذلك تدمير التراث الثقافي والحضاري. وبعد ذلك كانت للحضور مداخلات مستفيضة اغنت الموضوع وغطت جوانبه.
وفي الختام قدم الدكتور علي مهدي باسم رواد المتنبي شهادة تقديرية للمحاضر جاسم الاسدي لانجازاته ونشاطه البيئي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here