صوت العراق

أغلب القوى السياسية تعلن اكتساحها التصويت الخاص وقطعات الحشد شبه خالية استعداداً لـ الاقتراع العام

بغداد/ تميم الحسن

أعلنت اغلب القوى السياسية اكتساح مرشحيها نتائج التصويت الخاص غير الرسمية للانتخابات المبكرة، وفاق عدد الفائزين المفترضين أضعاف عدد مقاعد البرلمان. بالمقابل شوهدت قطعات تابعة للحشد الشعبي وهي خالية تقريبا من القوات بسبب “تكتيك جديد” لبعض التيارات السياسية بعد عدم شمول الحشد بالتصويت الخاص.

النتائج المتسرعة وغير الرسمية للتصويت الخاص جاءت للتأثير على الناخبين – بحسب مراقبين- تمهيدا للتصويت العام الذي سيجرى اليوم الاحد.

واحتفلت بعض القوى السياسية بعد انتهاء التصويت الخاص في اشارة الى الفوز، وهو ما أثار خوف الشارع من ردود فعل غير محسوبة لتلك القوى في حالة خسارتها لاحقا. وكانت بعض القوائم في انتخابات 2018 قد اعلنت ايضا عن تفوقها في التصويت الخاص فيما حلت بعد ذلك بالمركز الثالث بحسب نتائج الانتخابات النهائية. ولوحظ ان تزايد عدد المشمولين بالتصويت الخاص يصل لنحو ربع مليون عن الانتخابات الاخيرة التي سجلت نسبة اقبال اكبر من الحالي بحسب بيانات المفوضية. ورفضت مفوضية الانتخابات اعلان نتائج التصويت الخاص دون اعطاء اسباب، وذكرت بأن النتائج ستظهر مدمجة مع التصويت العام.

التأثير على الناخب

وعقب اغلاق صناديق الاقتراع مساء الجمعة، اعلن عن تصدر نحو 500 مرشح نتائج التصوبت، رغم ان عدد مقاعد البرلمان هي 229 مقعدا.

وكان قد وصل عدد المرشحين في الانتخابات المبكرة الى اكثر من 3200 مرشح ينتمون لـ21 تحالفا واكثر من 100 حزب. وبحسب مراقبين، ان النتائج غير الرسمية التي اعلنتها احزاب وشخصيات هي “للتأثير على خيارات الناخب وترويج لها بانها قد حققت ارقاما عالية”.

وكان قادة احزاب قد ألقوا كلمات في يوم التصويت عبر منصات التواصل او الاعلام لدفع الناخبين الى التصويت لهم مستثمرين عدم شمول التصويت الخاص بـ”الصمت الانتخابي”.

ودفع عدم وجود هذا الاجراء الى اظهار عدد من المرشحين مثل هيثم الجبوري (كتلة كفاءات) وخالد الاسدي (تحالف العمق)، صورا لعسكريين قاموا بالتصويت لهم.

ونشرت صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام ضباط بالترويج للكتلة الصدرية.

ولاحقا أظهرت وثائق قيام وزارة الداخلية بفتح تحقيق مع الضباط في البصرة بسبب الترويج الانتخابي.

واظهرت صور اخرى عناصر امنيين يحملون شعارات الكتلة الصدرية التابعة لمقتدى الصدر، الذي لمح بعد اغلاق الصناديق الى فوز حزبه.

الاحتفال المبكر

واحتفل انصار التيار الصدري في بغداد بالفوز المبكر –بحسب زعمهم- للكتلة، حيث اعاد الصدر في خطابه بعد التصويت الخاص، الحديث عن رغبة التيار بترؤس الحكومة. ويخشى مراقبون ان يثير الإعلان المبكر عن الفوز الكلام عن التلاعب بالنتائج في حال أظهرت النتائج النهائية خلاف ما أعلنته القوى السياسية بعد نهاية التصويت الخاص. وفي 2018 كان ائتلاف النصر الذي يتزعمه رئيس الوزراء حينها حيدر العبادي قد تصدر نتائج التصويت الخاص بحسب التسريبات، لكنه في النهاية حل ثالثا بعد سائرون وتحالف الفتح.

وكان العبادي حينها يتمتع بسمعة جيدة بين صفوف القوات الامنية، حيث كانت الانتخابات الاخيرة هي الاولى بعد اعلان التحرر من سيطرة “داعش”.

وقالت بعض وسائل الاعلام ان النائبة عالية نصيف، ووحدة الجميلي، والنائبة السابقة امل القاضي، وسارة اياد علاوي قد تصدرن النتائج.

كذلك قالت وسائل اخرى ان المرشح عمار الحمداني، وبهاء الاعرجي، وعبدالكريم عبطان، واحمد المشهداني، وغاندي الكسنزاني قد تصدروا يضا.

بالمقابل سربت احزاب في كركوك فوز محمد نصير سعدون وبعده ارشد الصالحي عقب فرز 80 % من الأصوات لمراكز التصويت الخاص.

يأتي بعدهم رعد صالح الجبوري، وخالد المفرجي، اسماعيل الحديد، محمد الشاهين، يوسف عكاب، وياسين العبيدي.

وفي كربلاء سُرب فوز مرشحي الكتلة الصدرية بالتصويت الخاص، وهم طارق الخيكاني، حسين الغانمي، رائد الفتلاوي، جواد اليساري، شيماء السعيدي.

وفي الانبار ادعت الاحزاب فوز القيادي في تقدم محافظ الانبار علي فرحان، بالاضافة الى مرشح تقدم في المحافظة هيت الحلبوسي وحصولهم على أعلى الأصوات. اضافة الى تصدر كمال العيساوي (مستقل)، والنائب فيصل العيساوي عن تقدم، والنائب السابق سالم مطر العيساوي.

كذلك اعلن العشرات من مرشحي دولة القانون بزعامة نوري المالكي تصدرهم نتائج التصويت الخاص في كربلاء وبابل وبغداد. كما سُرب اكتساح النائب قتيبة الجبوري الاصوات، والنائبة السابقة حنان الفتلاوي، ومرشحي حركة امتداد في الناصرية برئاسة علاء الركابي.

واعلنت بعض الاحزاب تفوق كريم ابو سودة عن تقدم في شمال بغداد، ومحفوظ التميم عن النهج الوطني (الفضيلة) في كربلاء.

خطة قوى الحشد

وسط مئات المرشحين الذين اعلن عن اكتساحهم للأصوات كان الصمت شبه التام لمرشحي القوى القريبة من الحشد مع عدم شمول الاخير بالتصويت الخاص.

لكن وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ(المدى) ان تلك القوى قامت بـ”تكتيك جديد” لضمان تصويت أغلب عناصر الحشد في التصويت العام.

وكان زعماء الفصائل المرشحين في الانتخابات قد أصدروا بيانات غاضبة بشأن عدم شمول الحشد بالتصويت الخاص، واعتبروه خسارة لاصواتهم.

والخطة الجديدة وفق المصادر انه “تم اعطاء اجازات لقطعات الحشد بنسة 90% ليتسنى لهم المشاركة بالتصويت العام، حيث اغلب مواقع الحشد فارغة الان”.

ويقود اكثر من 20 شخصية وتحالفا مشاركا في الانتخابات فصائل مسلحة، ابرزها تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، وتحالف العقد الوطني بزعامة فالح الفياض رئيس هيئة الحشد.

كذلك تشارك كتائب حزب الله لاول مرة عن طريق حركة حقوق، وكتائب الامام علي عن حركة العراق الوطنية.

نسبة المشاركين والمشمولين بالتصويت

واعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، الجمعة الماضية، عدم تسجيل خروقات في التصويت الخاص بقوات الأمن والنازحين ونزلاء السجون.

وقال رئيس مجلس المفوضين جليل عدنان في مؤتمر صحفي إن “الاقتراع الخاص شهد مشاركة توحي نسبها لبداية النجاح في الانتخابات التشريعية”.

وأضاف، “لم يتم تسجيل أية خروقات امنية خلال عملية التصويت”.

وكان التصويت الخاص قد انطلق لنحو 1.2 مليون ناخب من أفراد الأمن، ونزلاء السجون والنازحين بالمخيمات في عموم البلاد صباح الجمعة، قبل يومين من الاقتراع العام بالانتخابات البرلمانية المبكرة. وفتحت مراكز الاقتراع المنتشرة في عموم البلاد أبوابها عند الساعة 7.00 بالتوقيت المحلي (7 صباحا)، أمام الناخبين، وأغلقت في تمام الساعة 18:00 (السادسة مساء).

وكانت المفوضية قد أعلنت أن نسبة المشاركة في التصويت الخاص بلغت 36 % لغاية منتصف نهار الجمعة، قبل ان تعلن في النهاية ان النسبة ارتفعت الى 68%.

وهذه النسبة تعد أقل من نسبة التصويت الخاص في 2018، حيث بلغت حينها 78%، لكن عدد المصوتين في هذه الانتخابات كان الأكثر. وبلغ عدد المصوتين في 2018 اكثر من 700 الف من اصل اكثر من 940 الف شخص، مقابل نحو مليون و200 الف هذا العام، مايعني ان عدد المشمولين بالتصويت الخاص ارتفع الى نحو 250 الف خلال عامين.