الصدريون يطلقون مفاوضات تشكيل الحكومة: نخوضها بأريحية

بغداد/ فراس عدنان

لم يعر التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، أهمية إلى الاعتراضات على نتائج الانتخابات، وأكد المضي بمفاوضات تشكيل الحكومة، وقال إنه يخوضها بأريحية بعد حصوله على المركز الأول وبفارق كبير عن منافسيه، وتحدث عن قبول يلاقيه من كتل أخرى أعلنت رغبتها في التحالف معه.

لكن منافسه تحالف الفتح، بزعامة هادي العامري، يرفض الخوض في حوارات تشكيل الحكومة من دون حسم طعونه على الانتخابات، ودعا إلى اعتماد العد والفرز اليدوي على جميع النتائج، محذراً مما اعتبره الهدر الذي تعرضت له أصواته.

ويقول عضو التيار الصدري أحمد الربيعي في تصريح إلى (المدى)، إن “توجهات الصدريين منفتحة نحو بناء الدولة وبناء مجتمع يعمه السلام يحترم المكونات والتشكيلات والطيف العراقي”.

وتابع الربيعي، أن “التيار لم يتحدث لغاية الوقت الحالي عن أسماء مرشحة لمنصب رئيس مجلس الوزراء بقدر تعلق الأمر بالإطار العام وعن التوجهات الوطنية المتفقة مع رؤية الشارع العراقي للوضع العام”.

وأشار، إلى أن “نصوص الدستور والقانون تخولنا وفق معطيات نتائج الانتخابات الحالية بتشكيل الحكومة المقبلة”.

ولفت الربيعي الى، أن “اتصالات ومباحثات نجريها في الوقت الحالي مع بقية القوى السياسية وفي وضع مستريح ونملك أغلبية تمكننا من التفاوض على تشكيل الحكومة برئاسة وزراء صدرية”.

وأوضح، أن “الصدريين يحترمون حراك الكتل الأخرى مادامت في إطار الدستور والقانون، لكننا لغاية الوقت الحالي المؤهلين في أن نختار رئيس الوزراء لأٍسباب دستورية وأخرى تتعلق بالمقبولية التي نحظى بها في مواجهة الكتل الأخرى”.

ويتوقع الربيعي، أن “تكون حوارات الصدريين منتجة وأن تؤدي بهم إلى تشكيل الحكومة المقبلة”، مبيناً أن “الأهداف لدينا واضحة سبق أن أعلن عنها قبل الانتخابات تتعلق ببناء الدولة والقضاء على الفساد وهذه وغيرها من الرؤى تعبر عن إرادة الشعب العراقي ونسير وفق هذه الأهداف”.

ولفت، إلى أن “رسائل إيجابية عديدة وصلتنا من قوى سياسية مختلفة، وهناك رغبة كبيرة من الآخرين لمسناها بأنهم يرغبون في التحالف معنا”.

ذكر الربيعي، أن “نتائج المفاوضات لا يمكن الإفصاح عنها في الوقت الحالي، لأن هناك لجنة تفاوضية شكلها التيار الصدري تضم حسن العذاري ونبيل الطرفي ونصار الربيعي وحاكم الزاملي، وهم من سيطلعون الرأي العام على ما يتم التوصل إليه بكل شفافية”.

وشدّد، على أن “زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر شدد على عدم السماح بالتدخل في الشأن العراقي من أي دولة وكذا الحال بالنسبة لتشكيل الحكومة بوصفها من منطلقات الاستقلال”.

وأردف الربيعي، أن “الشعب العراقي هو الآخر يتفق معنا بأن تشكيل الحكومة هو شأن داخلي وليس للدول الأخرى أيا كانت أن يكون لها موقف أو رأي منه”.

وأوضح، أن “موقفنا من أي تهديد يصدر تجاه المفوضية ضمن إطار رفض نتائج الانتخابات هو الرفض، والدولة لها دستور وعلى الجميع احترامه والانصياع إلى العملية الديمقراطية ومخرجاتها”.

ومضى الربيعي، إلى أن “الذين لديهم موقف من النتائج ويشككون بها أمامهم الطرق القانونية في الطعن وبهذا نصل إلى بر الأمان ونحفظ السلم الأهلي”.

من جانبه، ذكر النائب السابق عن تحالف الفتح قصي عباس في تصريح إلى (المدى)، أن “موضوع تشكيل الحكومة المقبلة ومن له الحق في ذلك ينبغي البحث فيه بعد النظر في الطعون الواردة على نتائج الانتخابات”.

وتابع عباس، أن “قلقاً كبيراً نعاني منه في الوقت الراهن، نتيجة ما نراه من فقدان أصواتنا والاختلاف الكبير بين ما تلقيناه في الأشرطة من نتائج وما تم الإعلان عنه من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات”.

ودعا، “الجهات المعنية كافة إلى حفظ العملية الديمقراطية وعدم إهدار إرادة المواطن العراقي؛ لأننا أمام تحد كبير وهو وجود خروق واضحة في العملية الانتخابية”.

واردف عباس، أن “الخروق أكدت التوقف الكبير في عدد من أجهزة الاقتراع في يوم التصويت العام ولساعات عديدة”.

وأفاد، بأن “موقفنا واضح وهو رفض نتائج الانتخابات بشكلها الحالي ونحذر من المضي بها على هذه الأسس”.

وانتهى عباس، إلى أن “الحل يكون من خلال العد والفرز اليدوي لجميع النتائج بأسرع وقت ممكن ومن بعدها ستتضح حقيقة هذه النتائج ومن ثم نذهب إلى خيارات تشكيل الحكومة وفق ما نص عليه الدستور العراقي”.

وأسفرت نتائج الانتخابات التي أجريت في العاشر من الشهر الحالي عن فوز الصدريين بـ 73 مقعداً، وأكد زعيمهم مقتدى الصدر بأن تياره سيكون الكتلة الأكبر وسيشكل الحكومة وفق منهاج وطني يضم عددا من الفقرات أبرزها حصر السلاح بيد الدولة والقضاء على الفساد وتحقيق الإصلاح.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here