تكرار استهداف مساجد الشيعة في افغانستان

تكرار استهداف مساجد الشيعة في افغانستان، نعيم الهاشمي الخفاجي

عمليات القتل التي تستهدف الشيعة لم تكن أعمال فردية أو طارئة وإنما تنطلق من منطلقات عقائدية عبر تاريخ حافل مليء في جرائم وصلت إلى جرائم تطهير عرقي وأبيدت دول شيعية مثل القضاء على دول الفاطميين في مصر في إسلوب الاستئصال، وإبادة دولة الشيعة الأدارسة في شمال أفريقيا، بل تعاون الخليفة العباسي وزعماء السنة في إيران مع التتار إلى ابادة الشيعة الإسماعيلية في إيران في دولة البويهيين، في الدولة العثمانية أصدر مفتي الدولة الإسلامية العثمانية الشيخ نوح الحنفي بفتوى قتل الشيعة وقتل الذي يرفض قتلهم، فعندما أسس الإنجليز الوهابية ارتكتب الوهابية أبشع الجرائم بحق الشيعة والمتصوفة في الجزيرة العربية واليمن والعراق، وبعد الحرب العالمية الأولى وتنصيب الإنجليز إلى عبدالعزيز آل سعود ملك إلى السعودية عادت الوهابية لحكم الجزيرة العربية وبعد اكتشاف البترول خصص ملك السعودية خمس عائدات البترول لنشر الوهابية.

السعودية وقطر والإمارات قاموا بنشر الوهابية بكل اصقاع العالم وكان نتاج ذلك تأسيس حركات وهابية مثل طالبان والقاعدة وداعش وبوكو حرام ….الخ ارتكبت حركة طالبان أبشع الجرائم بحق الشيعة وبعد قيام أمريكا في إسقاط حكومة طالبان بقيت طالبان تهاجم التجمعات الشيعية، عالم تحكمه مصالح وفاقد للقيم والانسانية، تم أعادة طالبان للحكم وحاول قادة طالبان إعطاء انطباع أن طالبان اليوم تختلف عن طالبان السابق، لكن عادت مسلسل استهداف الشيعة وبطرق أقسى من السابق، في كل جمعة يتم مهاجمة مسجد للشيعة ويتم قتل أعداد كبيرة في يوم أمس الجمعة المصادف يوم ١٥/١٠/٢٠٢١ تم استهداف مسجد في صلاة الجمعة في ولاية قندهار تم قتل ١٣٠ مواطن شيعي وجرح ٢٠٠ شخص في انفجار استهدف مسجدا شيعيا في مدينة قندهار في جنوب أفغانستان من خلال هجوم انتحاري ووقع الانفجار في وسط المدينة أثناء صلاة الجمعة، التي يشارك فيها عدد كبير من السكان.

وحسب قول متحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة طالبان إن انفجارا كبيرا استهدف مسجدا للشيعة في مدينة قندهار بجنوب أفغانستان خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا.

وفي الجمعة الماضي وقع انفجار استهدف مسجدا آخر للشيعة في مدينة قندوز في شمال البلاد وأسفر عن مقتل العشرات بل تجاوز عدد الشهداء المائة شهيد.

طالبان والقاعدة وداعش وبوكو حرام وفلول البعث بالعراق عقائدهم وهابية لذلك لايمكن وقف مسلسل استهداف الشيعة إلا إذا تقوم السعودية في إلغاء وحذف فتاوى التكفير الموجودة والتي تدرس في كتاب منهاج السنة إلى إمام المفخخين أحمد بن تيمية.

الأخ الاستاذ المصري سامح عسكر كتب( ‏للمرة الألف: تفجير انتحاري في مسجد شيعي بمدينة ‎#قندهار في ‎#أفغانستان وسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى كالعادة..

ضريبة التحريض الطائفي الذي موّلته دولا وحكومات في السابق، والآن على تلك الحكومات أن تعيد النظر وتطلق حملة تسامح مذهبي المسلمون هم في أشد الحاجة إليها الآن..).

نعم يدفع الشيعة ضريبة تحريض الإعلام والمؤسسات الدينية الوهابية السعودية بسفك دماء الأطفال والنساء، كان يشيع الوهابيين أن الشيعة لا يصلون ولا يصومون رغم أن العمليات الانتحارية تستهدف الشيعة في مساجدهم وهم يؤدون صلاة الجمعة، العمليات الإرهابية في أفغانستان التي تستهدف الشيعة تتم بضوء أخضر من طالبان، بكل الأحوال لولا المؤسسة الوهابية السعودية وتكفيرها للشيعة لما حدثت جرائم استهداف الشيعة بعمليات انتحارية، ماحدث في افغانستان يحدث في العراق ولبنان وسوريا واليمن ونيجيريا وفي أي بلد يوجد به شيعة ويوجد به حواضن وهابية.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

17/10/2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here