حراك محموم لأجل السّلطة

هناك إتفاق محسوم بين تحالف الفتح و إئتلاف دولة القانون اللذان يسعيان لكسب و ضم كيانات أخرى كآلكرد الفيليية و الشبك و المسيحيين و أقليات أخرى إجتمعت و الكتل الشيعية الفائزة في منزل المالكي هذه الليلة لبحث آلية تشكيل الكتلة الأكبر التي يجب أن تصل لـ 78 نائباً لترشيح و إنتخاب المالكي رئيسا للوزراء, و في حالةِ الذهاب لحكومةِ التوافق و الشراكة مع الكتلةِ الصدرية فقد إتفق المجتمعون على وضع إطار تنسيقي وخطوط عامة بين هذه الكتلة “الأكبر” و الكتلة الصدرية. 

كما تمَّ تحديد شكل التحالف السياسي العام مع الكرد و السنة قبل بدء المفاوضات معهم, وكذلك الأتفاق على عدم منح الكاظمي الثقة مجدّداً لتشكيل الحكومة عبر ولاية ثانية. 

و قد يذهب السيد العامري كوسيط إلى الحنانة لتثبيت الأدوار و التنسيق مع الكتلة الصدرية المصممة على تشكيل الحكومة لاجل المناصب و بشكل قاطع في حال القبول بنتائج الأنتخابات التي فازت فيها الكتلة الصدرية, و هكذا ما زالت الخارطة السياسية للعراق للسنة القادمة 2022م غير معلومة الملامح مع مستقبل غامض و خطير بدأ يلوح في أفق العراق بعد إنتهاء إنتخابات تشرين الحالية ..

من جهة ثالثة وصل المستشار الأمريكي (بريت  ماكفورك) الذي أشرف كما يعتقد البعض على إحداث تغييرات في إنتخابات 2018م عن طريق قاعدة (عين الأسد) لمراقبة الوضع الجديد الذي بدأ يُبرز تطورات خطيرة محتملة حتى بين الطائفة الواحدة و القومية الواحدة!

هذه آلمؤآمرات و السيناريوهات التي تسعى لترشيح المالكي لمنصب رئاسة الوزراء كنوع من الرّد على سعي التيار الصدري لترشيح صدريّ (قح) لهذا المنصب ألاكبر في العراق .. و هو إتفاق مهم لأنه يمثل كبحاً للتّمدد الصدري الكاسح للساحة العراقية .. كما يُمثل نوعاً من الأحتراف السياسي الذي يربك الخصم و يجعله يفقد أكبر أوراق إبتزازه, و هكذا [بين حانة و مانة ضيّعنا لحانا]!؟

و إجمالاً  نتوقع و كما ألمحنا في أول مقال كتبناه بهذا الشأن عشية أعلان النتائج الإنتخابية بعنوان(لا خير في الحكومة القادمة)؛ لذا نتوقع حدوث تطورات لا تحمد عقباه ليستمر الضياع و الفوصى و الخصام في العراق بسبب هؤلاء الجهلاء: خصوصا وأن المستقبل العراقي مستقبل غامض و لا يبشّر بآلخير بسبب عتاوي السياسة التي تريد التسلط على المناصب لإستمرار النهب و الفساد و الخراب و إفقار الناس و سلخهم و كما كان جارياً لحد الآن.

علّة العلل في كل هذا الفساد و الأنقلابات و الفوضى الذي نشهده و شهدناه مذ فتحنا عيوننا على الدّنيا  و الحراك المحموم و فقدان الأخلاق و القيم ؛ هو لفقدان الفكر و التقوى وإصابة “القيادات العراقية الوطنية و الأسلامية و القومية و غيرها”  بآلأمية الفكريّة وإختلاط مبادئ الثقافة الدِّينية الأسلاميّة العلويّة و الأنسانيّة مع المبادئ الشيطانيّة في عقول و ثقافة الأحزاب و الكتل  العراقيّة جملة و تفصيلاً إلى جانب لقمة الحرام و الرواتب الحرام التي مسختهم و أقست قلوبهم و دمّرت وجدانهم و وجودهم!

ولا خلاص إلّأ بإتباع نهج الفلسفة الكونيّة العزيزية .. 

العارف الحكيم عزيز حميد مجيد 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here