ما فيش فايدة يا صفية !

ما فيش فايدة يا صفية !

بقلم مهدي قاسم

بعد إعلان نتائج الانتخابات ( بل حتى قبلها و انطلاقا من معرفتي بالنتائج مسبقا ،بل و تراكم خبراتي وتزايد معرفتي الجيدة بطبيعة التفكير العقائدي والعشائري والفئوي للبيئة العراقية بمختلف مكوّناتها ) قررت أن أكف عن الكتابة في الأمور السياسة أو بالأحرى عن شأن عام ذات طابع سياسي بحت ، بالطبع ليس يأسا ، أنما انطلاقا من عدم جدوى وفائدة ذلك ، بمعنى آخر :
ــ فما جدوى أن تكتب لشرائح وفئات اجتماعية واسعة وهي نفسها تشكو طوال سنين وتذمر محتجة و حانقة و ساخطة من فقر مدقع و بطالة متفاقمة وسوء خدمات و مظاهر فساد منتشرة علنا وعلى نطاق واسع ،بينما في وقت الانتخابات لا تصوّت هذه الجماهير ” العريضة “إلا لممثلي أحزاب فاسدة و فاشلة وهي نفس الأحزاب التي كانت ولا زالت سببا لبقاء و رسوخ مظاهر الفقر و البؤس و سوء الخدمات وتعطيل عمليات الإنتاج والإبداع والتحديث والتطوير
ولكن الأكثر إثارة للاستغراب في هذا الأمر أن تقوم هذه الجماهير بإعادة انتخاب ساسة ونواب سابقين ( كحنان الفتلاوي ــ ومشعان الجبوري ــ مثلا وليس حصرا ــ والذي كانت جماهير غفيرة تهتف باسمه متراكضةمتدافعة خلف موكب سياراته اثناءالحملة الانتخابية الأخيرة ـ) اللذين اعترفا علنا ــ عبر قنوات تلفزيونية بفسادهم السياسي والمالي و بقبول الرشاوى ، طبعا دون أن نشير إلى مجازر مقتدى الصدر بحق المتظاهرين التشرينيين الذين تظاهروا من أجل الخبز والعمل والخدمات تحت ذريعة” جرة الأذن” ،إلى حد حصل التيار الصدري على أكثر المقاعد النيابية ، كأنما تقديرا وتثمينا بل و مكافآت على تلك المذابح والمجازر!! ..
علما أن فساد التيار الصدري كحزب مشارك في الحكومات المحاصصتية والطائفية المتعاقبة والسابقة طيلة السنوات الماضية ، لا يقّل كثيرا عن فساد باقي الأحزاب الحاكمة .
فرجوعا إلى موضوعي الأساسي فقد أوشكت على أن أكتب مقالة سياسية لأقول أن حصول التيار الصدري على 73 أو 75مقعدا لا يعني الضمانة المطلقة لتشكيل الحكومة في كل الأحوال ،إذ سبق لأياد علاوي أن حصل في الانتخابات السابقة على مقاعد أكثر من هذه المقاعد الصدرية ومع ذلك فلم يفلح في تشكيل الحكومة لافتقاره إلى كتلة أكبر ..
غير أنني سرعان ما تذكرتُ قراري مع نفسي في عدم الكتابة عن السياسة بعد الآن إلااثناء حدوث أمور وأوضاع استثنائية جدا ..
لادعم قراري هذا بمقولة سعد زغلول لزوجته:
” مافيش فايدة يا صفية ” !..
فضلا عن إنني سأوفر عن نفسي كثيرا من قلق يومي ومعاناة دائمة ، كنت أشعرها إزاء هذه الجماهير “العريضة” والفقيرة البائسة والمحصنة بالجرثومة العقائدية والعشائرية والقبلية غير القابلة للعلاج إطلاقا ..
بمعنى آخر سوف نحترم اختياراتهم وخياراتهم في التصويت الانتخابي للساسة و الاحزاب الفاسدة وإعادة انتخاب نواب فاسدين ومرتشين مجددا ،ولكن دون شعور بأي تعاطفي معهم بعد الآن :
إذن…….
فلينبشوا في مكب القمامة بحثا عن خرق بالية ومعادن مزنجرة وفورفيات متكسرة…وليطوفوا فوق بولهم و” خرائهم” في قعر دارهم أثناء هطول أمطار غزيرة وتحولها إلى بحيرات في الشوارع والبيوت ..
فهم اختاروا بإرادة حرة وديمقراطية !!.. وما علينا نحن سوى أن نحترم هذه الخيارات الحرة من باب الديمقراطية أيضا !,,

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here