واسط غير مطمئنة لإنتاج حكومة قادرة على تلبية طموحات المواطنين

واسط / جبار بچاي

مع إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية لانتخابات العاشر من تشرين الحالي شكك مواطنو محافظة واسط بأن تؤدي تلك الانتخابات الى انتاج حكومة وطنية قادرة على تلبية طموحات الشارع العراقي وإسكات الحراك التشريني على افتراض أن الحكومة الجديدة تأخذ على محمل الجد تحقيق مطالب تشرين ومن أهمها محاسبة قتلة المتظاهرين والكشف عن المغيبين والمخطوفين ومحاسبة الخاطفين.

وأجمع مواطنون من المحافظة على أن النتائج التي تحققت خلال الانتخابات الاخيرة قصمت ظهر الاحزاب الكبيرة التي خسرت تمثيلها البرلماني ونفوذها في الشارع وفي ذات الوقت فتحت الباب لصعود مستقلين الى قبة البرلمان وآخرين نافسوا بشدة لشغل مقاعد أخرى لكنهم تخلفوا بفارق قليل عن مرشحين منتمين الى كتل سياسية نافذة تمتلك ثقلاً ماليا وجماهيرياً.

ويقول الناشط المدني علاء حسين كاظم إن “الناخب الواسطي وجه صفعة قوية الى الكتل والاحزاب التي كانت تمسك بمقاليد السلطة وتتسيّد المشهد السياسي وأخرج مرشحيها من ساحة التنافس فخسروا مقاعدهم بعد أن كان البعض من تلك الاحزاب يحوز في الانتخابات السابقة على ثلاثة مقاعد أو أكثر”.

وأضاف أن “أغلب النتائج كانت مخيبة لآمال تلك الكتل باستثناء الكتلة الصدرية التي لها جمهور منظم ومتفاعل ايجابياً مع العملية الانتخابية أكثر من غيره بدليل أن الصدريين حصلوا على خمسة مقاعد هذه المرة بعد أن كان رصيدهم في كل الانتخابات السابقة ثلاثة مقاعد لا أكثر”.

وشكك كاظم بقدرة البرلمان الجديد على “انتاج حكومة وطنية قادرة على تلبية متطلبات الشارع العراقي وكذلك تلبية مطالب تشرين وأولها محاسبة قتلة المتظاهرين والكشف عن المختطفين والمغيبين إضافة الى المطالب الاخرى المتعلقة بالجوانب الاقتصادية والخدمية والتعيينات وغيرها”.

مشيراً الى أن “المستقلين سيكون لهم دور كبير في تحقيق ذلك، بل سيكونون الرقم الصعب في تشكيل الحكومة إذا ما استمروا بالتعاضد والتكاتف والسير على ذات الخطى رغم الضغوطات الكثيرة التي سيتعرضون لها”.

فيما يرى الحاج ضياء عبدالامير وهو متقاعد أن “أقسى ضربة وجهت للسياسيين في واسط لاسيما أعضاء البرلمان السابقين إبعادهم جميعا عن ساحة المنافسة وخسارة تسعة نواب من واسط لمقاعدهم وكذلك نائبين آخرين جاءا من خارج واسط للترشيح عن المحافظة”. وأوضح أن “هذه العقوبة شملت أيضا أربعة أعضاء في مجلس المحافظة خسروا الانتخابات بفارق كبير عن أقرب منافس لهم إضافة الى مسؤولين اثنين في السلطة التنفيذية للمحافظة ما يدل على أن الجمهور رافض لتلك الشخصيات لاعتقاده أنها لم تنصف ناخبيها سابقا ولم تحقق شيئا يذكر للمحافظة بل كانت تسعى لتحقيق أهداف شخصية ومنافع حزبية دون الاهتمام بفئات المجتمع الأخرى”.

وكان عشرة نواب سابقين في واسط أعادوا ترشيحهم للانتخابات الماضية، أحدهم عن كوتا الكرد الفيلية وبواقع ستة رجال وأربع نساء، والنواب هم كل من أحمد صلال، كاظم الصيادي، يوسف الكلابي، عباس يابر، علي غركان، مازن عبدالمنعم الفيلي، سعدية العقابي، انتصار الغريباوي، إيناس كاظم المكصوصي، وإقبال الامارة التي رشحت ضمن قائمة تحالف تصميم بزعامة محافظ البصرة اسعد العيداني، فيما رشح نائبان سابقان من خارج محافظة واسط ضمن المحافظة هما، آراس حبيب عن قائمة كوتا الكرد الفيلية وندى شاكر جودت ضمن حركة الوفاء، بزعامة محافظ النجف الأسبق النائب عدنان الزرفي ولم يفز من هؤلاء سوى نائب واحد عن ائتلاف قوى الدولة.

كذلك خسر أربعة من أعضاء مجلس واسط السابق هم كل من مهدي يونس عيال المرشح عن قوى الدولة تيار الحكمة، وغضنفر البطيخ ورشح عن تجمع المنتج الوطني، ومراد حامد الشجيري ورشح عن تحالف تقدم الوطني (تقدم) الذي يتزعمه رئيس البرلمان الحالي، محمد الحلبوسي، وكريم البيضاني ورشح عن تحالف العقد الوطني، فيما فازت عضوة المجلس محاسن خيري عن كتلة الفتح الذي حصل بصعوبة على مقعد الكوتا النسوية. من جانبه يقول سجاد المسعودي، أحد العاملين في الماكينة الاعلامية للمرشح المستقل الفائز بعضوية مجلس النواب سجاد سالم إن “الانتخابات الحالية جرت بصورة سلسة وشفافة وخالية من التزوير الذي يتحدث عنه الخاسرون وجاءت النتائج وفق تطلعات الشارع العراقي والشارع الواسطي الرافض لوجود مرشحي الكتل السياسية والاحزاب صاحبة السطوة في الانتخابات السابقة لذلك كان رصيد المستقلين عددا جيدا من المقاعد في مختلف المحافظات ومنها واسط التي حصلوا فيها على مقعدين”.

وأضاف “أجد ان هناك صعوبة في تشكيل الحكومة المقبلة لسبب واضح يتعلق بعدم قبول الخاسرين بخسارتهم التي جاءت كرد فعل طبيعي على أدائهم السياسي في السنوات السابقة”.

وأوضح أنه “في حال التلاعب بأصوات الناخبين ومحاولة ازاحة المستقلين فأن الحراك التشريني سيعود بقوة هذه المرة لاقتلاع ما تبقى من رموز الفساد وأصنام الاحزاب التي فشلت وتلقت ضربة قوية في الانتخابات الاخيرة وكان عليها أن تتحلى بروح رياضية كما يقال وتقبل النتائج”.

ووفق تقارير مفوضية الانتخابات فأن نسبة المشاركة على صعيد محافظة واسط كانت 44 بالمئة، أما الذين حجزوا مقاعدهم في الدورة البرلمانية الجديدة وعددهم 12 نائباً كانوا بواقع خمسة عن الكتلة الصدرية واثنين مستقلين وواحد عن كل من تيار الحكمة، ائتلاف دولة القانون، كتلة الفتح، تجمع أهالي واسط المستقل وكوتا الكرد الفيلية الذي طرح نفسه مرشحاً وحيداً عن ائتلاف دولة القانون.

يذكر أن نتائج الانتخابات السابقة جاءت فيها كتلة سائرون اولا بـ(١٠١) ألف صوت وحصلت على ثلاثة مقاعد والفتح ثانياً بـ(٧٤) ألف صوت وحصل على مقعدين وائتلاف النصر وحل ثالثاً بـ(٥٤) الف صوت وحصل على مقعدين ثم تيار الحكمة رابعا بـ(٥٢) الف صوت وحصل على مقعدين ودولة القانون خامساً بـ(٤٤) الف صوت وحصل على مقعد واحد واخيرا كفاءات للتغيير سادساً بـ(٣٧) الف صوت وحصل على مقعد واحد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here