ابونؤاس، شاعر الأنس والطرب

ابونؤاس، شاعر الأنس والطرب * د. رضا العطار

عندما دخل ابو نؤاس ليلا احدى حانات الكرخ ببغداد مع بعض رفاقه وانتشوا فيها حتى الصباح, احسّت صاحبة الحانة ان الشلة عاجزة عن تسديد ما بذمتها, فاحتجزت ابا نؤاس رهينة لديها.

وخمارة للهو فيها بقية * * * اليها ثلاثا نحو حانتها سرنا

الى ان طرقنا بابها بعد هجعة * * * فقالت من الطراق ؟ قلنا لها انا

شباب تعارفنا ببابك لم نكن * * * نروح بما رحنا اليك فأدلجنا

فأن لم تجيبنا تبدد شملنا * * * وان تجمعينا بالوداد تواصلنا

فقالت لنا اهلا وسهلا ومرحبا * * * بفتيان صدق ما ارى بينهم افنا

فقلت لها : كيلا معتقا مقوما * * * دواريق خمر ما نقصن وما زدنا

فجاءت بها كالشمس يحكي شعاعها * * * شعاع الثريا في زجاج لها حسنا

فقلت لها ما الأسم والسعر بيّني * * * لنا سعرها كيما نزورك ما عشنا

فقالت لنا:حنون اسمي وسعرها * * * ثلاث بتسع هكذا غيركم بعنا

ولما اقبل الصبح او كاد, اقبلت * * * الينا بميزان لتنقدنا الوزنا

فقلت لها جئنا وفي المال قلة * * * فهل لك في ان تقبلي بعضنا رهنا

فقالت لنا انت الرهينة في يدي * * * متى لم يفوا بالمال خلدتك السجنا

* مقتبس من ديوان ابي نواس لعمر فاروق الطباع دار الارقم للنشر بيروت 1998

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here