ملاحظات الأستاذ أحمد الكاتب حول الأعلمية والإجتهاد عند الشيخ محمد اليعقوبي .. القسم الأول

ملاحظات الأستاذ أحمد الكاتب حول الأعلمية والإجتهاد عند الشيخ محمد اليعقوبي .. – القسم الأول –

حمزة بلحاج صالح

الشيخ المرجع سماحة محمد اليعقوبي شخصية علمية و دينية ذائعة الصيت في الفضاء الشيعي الواسع و شخصية ذات تأثير ملموس و مهم في الفضاء الشيعي عموما و في العراق خصوصا بل شخصية محورية في العراق بخطابها الوحدوي الجامع و بنشاطه و مواقفه الإنسانية و الاجتماعية و الدينية و السياسية …

يطرح سماحة المرجع بشجاعة و تحرر و إلتزام و مسؤولية و رصانة علمية قضايا عديدة و راهنية و أخرى تراثية مستقيلة عن الراهن يقوم بنقدها و تقويمها و عبرها يسعى لكسر الجمود الفقهي و التشريعي و الفكري و يحاول من خلالها خلخلة ماء البركة الراكد و يبعث الحياة من جديد فهو في خطاه تلك يتجه مرحليا و بتدرج نحو اتجاه مراجعة و تجديد العلوم و المعارف في التراث الشيعي …

و من هذه القضايا مثلا لا حصرا قضيتي الأعلمية و الإجتهاد في المعجم التشريعي الشيعي و يحاول مناقشتها كاسرا جدار الصمت و المجاملات..

رجل من رجال المرحلة في العراق بل رجل من رجال الشيعة في العالم الإسلامي بل رجل من رجال الامة الإسلامية بشيعتها و سنتها …

هذه مقدمة لقراءة نقدية لملاحظات الأستاذ أحمد الكاتب حول بعض اراء المرجع اليعقوبي نقدمها للقارىء العربي والمسلم سنيا و شيعيا …

السيد أحمد الكاتب ناقد حصيف و شجاع لمذهبه أهل البيت ومساهم في حركة الإصلاح والتجديد الشيعية و يحاول ما استطاع توخي الدقة و الموضوعية و العلمية في أعماله و هو ما لا يعني عصمته ولا عصمة غيره بالنسبة إلى..

و هو يعمل على تخليص المذهب من الذي لحق به من تشوهات تتعلق بالموروث أو التراث و من شطط و تعصب الغلاة تماما كما فعل و يفعل الكثيرمن المراجع و الباحثين والمجددين القدامى و المحدثين لمذهب أهل البيت .. .

قد نذكر بعضا منهم مثل الشيخ محمد الباقرالأول أي محمد باقر الصدر الأول و الثاني والسيد السيستاني والسيد مرتضي مطهري والسيد حسن الطبطبائي والشيخ امولي زاده و تقي المدرسي و السيد كمال الحيدري والشيخ محمد اليعقوبي والشيخ حسن الصفار والدكتور محمد يحي حفظهم الله ومنهم من الزوايا الدينية الصرفة و منهم من زوايا أخرى مختلفة عرفانية و فلسفية و معرفية نقدية تقويمية فمنهم رحمة الله عليه من إلتحق ربه و منهم من يواصل كفاحه.. . .

و هو ما حصل و يحصل أيضا في الفضاء السني على أيدي الكثير منهم الشيخ محمد عبده و جمال الدين الأفغاني و الشيخ محمد أبو زهرة و الشيخ محمد الغزالي والشيخ طه جابر العلواني والدكتورمحمد عمارة والدكتور حسن الترابي رحمهم م الله من المحدثين …

واخرون من زوايا فلسفية و معرفية نقدية و تحليلية من أمثال الدكتور و الفيلسوف محمد عابد الجابري والدكتور عبد الوهاب المسيري والفيلسوف أبو القاسم حاج حمد رحمهم الله والدكتورحسن حنفي حفظه الله و اخرون على اختلاف مكونات الفضاء الشيعي والفضاء السني من حيث التنظيم والمؤسسات ورمزية العالم ورجل الدين ودوره و غيرها من الخصوصيات وبعض الفوارق….

و لا يمكننا في هذا الحيز التدويني ذكر الجميع بل إكتفينا بعينات من الأسماء لنبين أن هذه السنة الحميدة التقويمية للتراث بل الفريضة التي تتمثل في بعث الله على مطلع كل مائة سنة لأمتنا بشيعيها و سنيها و غيرهم من يجدد لها امر دينها أي أن الإجتهادات البشرية وما يلحق بها من تجاوز سنني اجتماعي و كوني و من وجوب تحيين و مراجعة و تقويم و تصويب و تنقيح لما يصيب التدين و التراث من اضطرابات و إهتراء و بلاء تقتضي ذلك حيث هذه الفريضة قسمة بين كل المذاهب الإسلامية سنة و شيعة و غيرها بل قسمة بين بني الإنسانية لما يتعلق الامر بالفكر الإنساني بطيفه المتنوع..ع

لم يرتكب الشيخ اليعقوبي حفظه الله جرما علميا ولا أخلاقيا لما نادى بالأعلمية و هذا من حقه المشروع و قد تابعت الرجل جيدا في خطاباته و كتاباته و فهمت و استخلصت من قوله بالأعلمية أن الغاية من هذا النداء او الإدعاء كما يريد ان يسميه البعض ولا أحبذه سواء من جهة استخداماته في المجال التداولي عموما او المنطق او علم الكلام او الحجاج فهو غير مناسب هنا على الإطلاق..

قلت إنني استخلص من هذا النداء بالأعلمية أي قوله ” أنا الأعلم ” نوع من الحجاج و السجال العلمي الذي رفعه في حق من يمارسون سلطة أبوية و كهنوتية و احتكارا لرمزية دينية تدوربينهم فيقوضون بها كل نقد نافع للمذهب أي مذهب أهل البيت أولا ومفيد لأمة الإسلام ثانيا وللإنسانية ثالثا…ا

فالشيخ محمد اليعقوبي حفظه الله لمن يتابع كتاباته و دروسه و محاضراته و كتابه في فقه الخلاف تفصيلا لا بصفة عابرة خاطفة لا يستكثر عليه القول بالأعلمية محاججة و مجادلة بالعلم لغيره فهو يريد نزع غطاء الكهنوت على الحالة العلمية – الدينية الشيعية و يقوم بخلخلة ماء البركة الراكد و يحدث ديناميكية معرفية ونقاشا بهذا الشأن و قد تمكن من تفعيل نقاش و منه مناقشة احمد الكاتب لاراء الشيخ اليعقوبي بل ذهب فيه البعض شططا…

فلماذا كل هذا التوتر من البعض تجاه الشيخ محمد اليعقوبي حفظه الله و هو ما لم نشاهده و نتابعه يحصل في حق محتكري الساحة العلمية – الدينية العراقية و الشيعية عموما وحتى السنية من أرثدوكسيات و لا أنزع هنا نزوعا علمانيا و لا علمويا ولا دينيا بل من قلب الحالة الإسلامية المتحررة المتوازنة و المحينة التي تستجيب لرهانات و تحديات المرحلة..

بل لماذا هذه الحساسية المفرطة فالعلم و فهم الدين و الإجتهاد في فهم الدين والحكم في نوازله الحديثة ليس حكراعلى فئة مخصوصة بنص إلهي ولا هو ملكية خاصة لقوم دون اخرين و الفيصل بين المتنافسين هو العلم و التاليف و الكتابات و الدراسات و المقالات و كل التوثيق و المنجز من حيث قيمته العلمية طبعا لا من جهة الكم بل قوة الدليل ومتانة المنهج و دقة الحجاج و البرهان وعلميته و معقوليته و مشروعيته ثم ماذا بعد هذا…

ناقشوا الرجل بالعلم الوافرو الدقيق و العميق مسألة بمسألة و نازلة بنازلة و حجة بحجة و منجز بمنجز وبعقول ممنهجة ومبنية في كل ما يطرح بدل التوجس منه و التشنج و شن هجومات و حملات ضده و هو الذي يجد في الساحة العراقية حضورا قويا ومتوازنا و واعدا بل يجد في الحالة الشيعية خارج العراق ايضا تمثيلا و حضورا و احتراما لرصانة الرجل و تعقله و شجاعته و صراحته و صدقه و رفضه لكل اشكال الإستلاب والإرتهان والتبعية التي تنتقص من القيمة العلمية والإستقلال في الذي يقتضيه الإجتهاد و البحث العلمي الرصين والمحين …

فله و من حقه عقلا و شرعا و خلقا و واقعا أن ينادي بالأعلمية الكونية في مجاله طبعا لا فقط في حيز مذهب اهل البيت بالعراق بل في حيز اهل البيت في البلاد الإسلامية التي بها مذهب اهل البيت بل في حيز الأمة الإسلامية سنة و شيعة فماذا يقلقكم و باب المناقشة العلمية لكل ما يطرحه و طرحه الشيخ اليعقوبي مفتوح…

و لقد قام احمد الكاتب ببعض هذا الدور لكنني لاحظت بعض التعارض و التناقض في نقاشه و اعتراضه على الشيخ اليعقوبي والذي سأتناوله عبر هذه السلسلة من المقالات التي لا اجد نفسي فيها متحيزا لأي كان …

بل لقد نوهت بالدور النقدي للأستاذ أحمد الكاتب حفظه الله والذي كان ثمنه باهظا ومكلفا بالنسبة إليه حتى قال له وعنه البعض لماذا تواصل الإنتساب لمذهب أهل اليت يا أحمد الكاتب و قد هدمت أركان المذهب و تركته و هذا لعمري حيف و شطط و جدارمنيع أمام النخب القديرة يضعه المتعصبون من الشيعة كما في السنة من الذين تتضخم في عقولهم الفروع فتتحول الى أصول و يغفلون عن المرتكزات و النواظم الأساسيىة التي بني عليها المذهب او النظام المعرفي او النسق بمنزع نسقي و مقاربة نسقية و هو نهج أشتغل عليه أنا و سوف إن شاء الله أتوسل ببعض عناصره المنهجية في دراسة لاحقة حول مشروع محمد اليعقوبي هذا من جهة..

و من جهة ثانية قد يضع هذا الجدار المنيع من يخشون على منازلهم ( جمع منزلة ) و مواقعهم أو من جهة مريديهم وأتباعهم وما يفعله المريد تعصبا أنكى من الذي يفعله الشيخ أحيانا…

فها هو السيد أحمد الكاتب يفعل بعض الشيء مع الشيخ محمد اليعقوبي حفظهما الله مثل ما فعله به و معه من عارضوه بل قاموا بتخوينه و شيطنته ونعته بنعوت لاعلاقة لها بأهل العلم و الدين و هم مستمرون للأسف في ذلك و سنكتب ما ينصف الرجل قريبا إن شاء الله في الذي تعرض إليه و نحسبه قد تحيز سهوا ربما أو ذهب شططا غفلة في نقده المجانب للصواب في كثير من الحالات المرتبطة بالشيخ اليعقوبي فهلا تكرم و راجع بعض ما قال مما لا علاقة له لا بالمذهب و لا بالعلم و لا بالعقل و لا بالشيخ اليعقوبي بل كأنه يحمل شحنة و حنقة ضد الشيخ و كلاما عاما في حق الشيخ محمد اليعقوبي لا يرقى إلى النقد على غير عادة الأستاذ أحمد الكاتب على الأقل كما عرفته في بعض نقده التقويمي و التطويري لمذهب أهل البيت…
في بعض الماخذ المنهجية.. مدخل نقدي
 
في تسجيله على قناته على اليوتوب الموسومة احمد الكاتب بتاريخ الرابع و العشرين من شهر أكتوبر الفين و ثمانية عشر قدم الأستاذ احمد الكاتب حفظه الله ملاحظات نقدية حول سماحة الشيخ محمد اليعقوبي لمست فيها بعض السطحية و ضعف المنهجية و التماسك المنطقي و هشاشة الحجج و البراهين المقدمة و شيء من الحيف و كثير من الكلام العام الذي ليس فيه إسقاط دقيق بالحجة و الدليل …

و قد شرع الأستاذ احمد الكاتب بتساؤل مفاده هل ادعى الشيخ اليعقوبي الأعلمية حقا و انه أعلم المجتهدين و أنه مجتهد و لماذا لا يترشح الى الانتخابات كرئيس حكومة للعراق و بعدها ربما يصل الى رئيس الجمهورية و يقوم بتأسيس حزب و يكون رئيسا له و كأنه يعاتب الرجل على قوله بالأعلمية و يراه دونها و يقترح عليه أن يتوجه الى السياسة اين يخوض الخائضون …

و بكل صدق إنني بقيت في حالة من الإستغراب و الدهشة و لم أجد ما الذي أصف به هذا الكلام الصادر عن الأستاذ احمد الكاتب هل هو نقد علمي و فقهي و ديني و فكري و معرفي و اصولي أم هو كلام عام لا ينقص من دعوة الشيخ اليعقوبي و قوله بأنه الأعلم فما المانع ” شرعا ” من داخل منظومة فقه اهل البيت و تراثهم ” و أيضا من منظومة التراث الفقهي و الاصولي الإسلامي بكل مذاهبه و طيفه المتنوع و لا ما يمنع عقلا وواقعا الشيخ اليعقوبي من إعلانه و قوله بالأعلمية فلماذا يقف غاضبا الأستاذ احمد الكاتب و متوترا يعيب على الشيخ اليعقوبي ما فعل …

لم اجد الخيط الرابط بين جزء من الأسئلة تتعلق بالشيخ اليعقوبي طرحها احمد الكاتب لما نادى اليعقوبي بأنه الأعلم و سؤال غريب جدا من الناحية المنهجية لماذا لم يرشح نفسه لرئاسة الحكومة ..الخ ما اخرج الأستاذ احمد الكاتب في هذا المقام من دائرة الناقد العلمي و الموضوعي خروجا كليا ففقد مشروعية الحديث التي ختمها بكلام نستنكره دعا فيه الشيخ اليعقوبي ان يحترم نفسه …

فأي تلازم يجعل احمد الكاتب يربط الأعلم بممارسة وظيفة رئاسة الحكومة تتعلق بالشأن الحوكمي والتسييري وهل التلازم من روح فهم ولاية الفقيه ام إنها مقابلة خاطئة منطقيا و فلسفيا و حجاجيا و سجاليا و فقهيا وعلميا …

أليس من الاجدر و الاجدى ان يدعو الأستاذ احمد الكاتب كل الذين تركوا الفضاء الشيعي مهلهلا لا تحكمه ضوابط علمية تحدد من المرجع ومن الأعلم و كيف ومن المجتهد و ما شروطه وخصائصه لأن هذا الوضع المضبب يخدم من يحتكرون هذه المواقع فيرفضون تماما مغادرتها و تعينهم هذه الضبابية على الإقتيات منها ..

و هو ما يحدث في جامعاتنا العربية و الإسلامية المأزومة التي نوه بها الاخ احمد الكاتب و أشاد بشهاداتها و رتبها و طرق التقييم فيها لكن أحسبه أنه لا يعرف الدمار الموجع في هذه الجامعات و مخرجاتها إلا ما رحم ربي او من صمم على جبر النقص بنفسه و استكمل الثغرات و رمم العيوب و اصلحها بحهده الفردي…

و كأن لسان حاله انه يقول ان ما حصله من كسب معرفي احمد الكاتب خارج الإطار الجامعي هو لغو و هراء و لا أظنه يقبل ذلك إننا في الهم شرق و لا فرق بين جامعاتنا المنكوبة و مؤسساتنا الدينية من حوزات و مؤسسات سنية فالتخلف هو عنوان الحالة الإسلامية و العربية و ليس هذا من جلد الذات و كل أدمغتنا التي هاجرت و اكثر منها المهمشة في بلاد المسلمين إنما بنت نفسها بنفسها…

ثم إن للشيخ وحده القرار للترشح من عدمه فلماذا مسائلته بأسلوب لا يليق بمقامات اهل العلم ولا علاقة بين حقل علمي فقهي و الترشح لرئاسة الحكومة بمعنى علاقة تلازم منطقي وفقهي وشرعي بالرجوع سواء لولاية الفقيه او غيرها مما تقتضيه المصلحة…

و هب أن هنالك تلازما فلينتهي الشيخ أولا مع محتكري فهم الدين و توزيع الألقاب او الإعتراض عليها هكذا أمرا واقعا ورثوه كالملك العضوض بلا تنظيم و شروط دقيقة و معايير واضحة رشحتهم و مكنتهم و منحتهم هذه السلطة الدينية وهذا الإحتكار وهو عندي الدافع الرئيس الذي جعل الشيخ ” يدعي ” بلغة شائعة متداولة الأعلمية بما يجعله لاحقا بعد حسم الموضوع و حق اكتساب ما يراه من حقه كغيره ممن اكتسبوها أمرا واقعا …

ثم ما الذي يربط بين ولاية الفقيه و احسبها غير رئاسة الحكومة بل القيادة الروحية الضابطة و المراقبة لممارسة الحكم كما هو الحال بالنسبة للإمام الخامنائي في إيران و هو موضوع نعود إليه إن شاء الله…

و إن كانت الادبيات تلمح كتحصيل حاصل ما مفاده و معناه ان يتولى امر رئاسة الجمهورية احد الفقهاء و لا تحدد بالتفصيل و التوزيع الدقيق و رفع الإلتباس التفسيرإلا عبر الدستور الإيراني بعد تناولها عند الامام الخميني ومن رافقوه و بعده مثلا لارتباط مقولة ولاية الفقيه بالفضاء الإيراني و الثورة الإسلامية أولا…

فماذا عن المراجع في الفضاء العراقي و موقفهم من ولاية الفقيه و هو ما نعود إليه ربما قريبا في إطار هذه السلسلة من المقالات لنتناول موضوع ولاية الفقيه عند الشيخ اليعقوبي …

تناول احمد الكاتب بالنقد نظام الحوزات العلمية و بين و وضح إنعدام اليات التقويم الدقيقة و منح الشهادة و التقييم على نحو يشبه الجامعات الحديثة كما نوه بنظام الجامعات الحديثة دون التعرض لها بالنقد في الفضاء العربي والإسلامي بل ذهب الى ان رتبة بروفيسور تخضع الى شروط دقيقة و ان منح الدكتوراه لا يتم الا من خلال إبداع و إضافة هامة فهل يتحدث احمد الكاتب عن الجامعات في البلاد الإسلامية و التي نشاهد نوعية و جودة مخرجاتها ودرجة التردي و الإهتراء و التدني المفزع في مستويات التحصيل و انعدام الجودة عبر مخرجاتها عامة و له في نظام الترتيب للجامعات في العالم خير دليل..

فنحن نؤيده على كون الفضاء الحوزوي يشهد فراغا كبيرا في التنظيم و التقويم و التقييم و التحديث و الإصلاح الذي لم تشهده الحوزات و في المناهج و البرامج لكننا لا ننكر ان عددا من الحوزات في الفضاء الشيعي عموما الإيراني و العربي تشهد بعض التحسينات و النقلات النوعية و ان كانت إلى اليوم في جزء هام منها مشدودة و مكبلة سواء من جهة المحتوى أي بلغة العلم الحديث ” المناهج ” ومحتوياتها او من جهة مواكبة التطورات المعرفية و المنهجية و التعليمية ..

و إن كنا نشهد رغم تحديث مؤسسة الأزهر و الجامعات الإسلامية في بعض الدول الإسلامية الان تأخرا رهيبا تشهده هذه المؤسسات في البحث و مناهجه و طرائقه و في محتويات البرامج و المناهج و جودة التعليم و البحث و معايير الجودة عموما و ترتيب جامعاتنا عالميا المخجل دليل كما أسلفت على خطأ احمد الكاتب…

و لا تشهد لا نظمنا التربوية و لا جامعاتنا إصلاحات عميقة للمناهج و الموضوعات و إشكاليات أطاريح الدكتوراه و الماجستير و الماستر..

فلا فرق كبير بين مخرجات هذه و تلك فإن أوضاع التعليم الديني لا تختلف عن أوضاع التعليم الحديث سواء في العلوم الانسانية او العلوم الأخرى التطبيقية و الهندسة ..الخ…

ففي العلوم الدينية و الإنسانية التي لا تتطلب كثيرا أقول كثيرا مخابر بحث مجهزة تجهيزا عاليا كما تتطلبه مخابر البحث في العلوم التجريبية و التطبيقية و العلوم الهندسية حيث تمكن عدد كبيرلا يستهان به من غير الحاملين لشهادات جامعية عليا من التألق و الإبداع و الإضافة بجهودهم الخاصة و نباهتهم ما يفوق خريجي الجامعات ممن تحدث عنهم الأستاذ احمد الكاتب بإعجاب فيه مبالغة و لا تعكس واقع حال جامعاتنا المفزع….

و من ثمة فلا أرى إلا تحيزا من احمد الكاتب نحسبه غفلة باعتماد شهادات الجامعات معيارا في كل الأحوال دون نقد موجه لجامعاتنا و نظمنا التعليمية…

لقد تخرج من الحوزات من أصبحوا فلاسفة كبارا وعلماء دين و فقهاء و مفكرين و لغويين و باحثين مقتدرين و احسب ان الشيخ اليعقوبي واحد من هؤلاء و لا ادري لماذا لم يشر احمد الكاتب و لو إشارة عابرة الى التردي الحاصل في الجامعات في بلاد المسلمين و يخفض من نبرة هجومه على الشيخ اليعقوبي…

و هل يؤمن حقا أحمد الكاتب بأن الدكتوراه لا تمنح إلا لمن قدم إبتكارا و إضافة علمية و ابداعا و هذا لا يحدث حتى في الجامعات الغربية ذلك ان باب الابداع يفتح بعد الدكتوراه والأستاذية ..

لقد جانبت الصواب أستاذ احمد و تهاوت حججك و براهينك و ظلمت الشيخ اليعقوبي و ما ربك بظلام للعبيد و قد حرم الظلم على نفسه فلا تظلم …

كما أنك لم تمارس نقدا علميا لمنجز و كتابات الشيخ اليعقوبي بل وجهت كلاما عاما و هو ما سوف يتطلب منا مواصلة تناول تسجيلاتك و ملاحظاتك و ماخذك على الشيخ اليعقوبي علميا.. . . .

لنرى بعد ذلك أيهما يبني ناطحات سحاب على الرمال الشيخ اليعقوبي أم أحمد الكاتب الذي كان يمكنه ان يقدم بعض الماخذ العلمية المتوازنة على الشيخ اليعقوبي و هو غير منزه عن الخطأ و ما ادعى ذلك لكن لو صدق احمد الكاتب و لم يغلب هواه نزوعه العلمي… . …(يتبع)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here