هل سينجو العالم من التغييرات المناخية؟

هل سينجو العالم من التغييرات المناخية؟
بروفسور عبودي جواد حسن
رغم مساوىء الافراط في استخدام الموارد الطبيعية والبشرية وتاثيرها سلبا على حياة المخلوقات على هذا الكوكب , تواصل حكومات الدول سعيها الى التقليل من اهمية هذا الافراط من اجل تحقيق مداخيل تحافظ على مستوايات معيشة الفرد واستغلال ذلك انتخانيا او الاستمرار في الحكم في الدول ذات الانظمة غير الديمقراطية كما يقال. وذلك بدل ان تسعى هذه الحكومات الى الاستخدام المعقول او استخدام البدائل المتاحة في توفير ما يكفي من المداخيل للحفاظ على هذه المستويات من المعيشة كالتقليل من استخدام وقود المتحجرات (Fossil Fuels ) او الحد من قطع اشجار الغابات ( Deforestation ) على سبيل المثال لا الحصر.
شهد العالم هذه العام وبشكل ملحوظ وفي السنوات القليلة الماضية تغيرات مناخية خطيرة ومرعبة تهدد الحياة كاملة على هذا الكوكب وقد ادرك العالم والناشطون في هذا الميدان بشكل خاص اهمية هذه التغيرات المناخية كالارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة وحرائق الغابات ( Wild Fires) في اوروبا واستراليا و الفيضاتات في اسيا و اوروبا وافريقيا والامريكيتين وتغير نسب الكربون في الهواء وانفجار البراكين وكل هذا ادى الى حدوث خسائر بشرية ومادية كبيرة مما اضطر الحكومات الى الدعوة الى اتخاذ ما يلزم لمعالجة هذا الوضع الخطير لمناخ هذا الكواكب وتباعاته المفجعة قبل فوات الاوان.
فقد تقرر عقد مؤتمر دولي كما هو معروف (COP 26 ) لمعالجة هذه الوضعية في غلاسكو في نوفمبر واعد كبار العلماء والمختصون في العالم تقريرا بهذا الخصوص على ان يقدم للمؤتمر واتخاذ مايلزم. وتضمن التقرير الكثير من الملاحظات والتوصيات مؤكدا غلى ضرورة تجنب الاستخدام المفرط للموارد استهلاكا او انتاجا واستخدام البدائل المتاحة كما ذكرنا سابقا.
ولكن اظهرت تسريبات ال ( BBC) ان عدد من الدول الاوربية والاسيوية بدأت تشكو مشتركة ( Lobbying) مقللة من اهمية (Playing Down )ما ورد في التقرير الذي اعده العلماء والمختصون في العلوم المناخية Climate Science)) وطلبت اجراء بعض التغيرات على ما ورد في التقرير بحيث يتوافق مع توجهات حكومات هذه الدول ويبقي على مستويات مداخيلها من انتاج هذه الثروات بشكل خاص للابقاء على مستويات المعيشة لسكانها وعدم التضرر ماديا.
فمثلا الصين لاتريد الاقلال من استخدام الفحم الحجري كمصدر للطاقة في مصانعها فهي من كبار منتجي الفحم في العالم ولا ترغب بابداله بنوع اخر من الطاقة النظيفة وغير الملوثة بكسر الثاء. وبذلك تريد اجراء تغيرات على مفردات جمل التقرير بما يناسب رغباتها وتطلعاتها ولايضر كثيرا بانتاجها من الفحم. والحال نفسه ينطبق على البرازيل والارجنتين بخصوص صادراتهما من اللحوم ذات العلاقة بنسب الكاربون وكذلك الحال مع اليابان التي يبدو انها غير راغبة في الاقلال من استخدام البترول في مصانعها .
هذا المؤتمر يمثل دعوة الى دول العالم لتغيير او تعديل انماط المعيشة فيها لتقليل من المخاطر التي يواجها العالم وتهدده. هل تقدم شعوب العالم تنازلات من اجل الاستمرار في الحياة او ان بعضها سيغلب مصالحه الخاصة على مصلحة البشرية جمعاء ؟ نجاح المؤتمر يمثل الخطوة الاولى نحو النجاح في مقاومة المخاطر التي تواجهها مخلوقات هذا الكوكب. على البشرية الاختيار بين التفاوت والتباين في درجة رفاه العيش وبين استمرارالحياة على هذا الكوكب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here