الولايات المتحدة تقتل المسلحين المواليين لتركيا

أحمد الخالد، صحفي وكاتب سوري

أعلن متحدث باسم القيادة المركزية للولايات المتحدة (سنتكوم) جون ريغسبي أن نتيجتاً للعملية قامت بها واشنطن في بلدة سلوك بمحافظة الرقة في يوم الجمعة، 23 أكتوبر / تشرين الأول ، قد قُتل عبد الحميد المطر وهو القيادي البارز في تنظيم القاعدة. وصرح ريغسبي أن تستخدم القاعدة أراضي سوريا لانتشار وتثبيت تأثيرها في المنطقة ما تشكل تهديداً لأمن الولايات المتحدة وخلفائها. ناقلاً من قول متحدث بإسم سنتكوم عملية قتل المطر ستتخلص القاعدة أية الامكانيات لتنفيذ أنشتها الإرهابية في جميع أنحاء العالم.

تعتبر قتل عبد الحميد المطر بالطائرة الامريكية المسيرة عن عملية الولايات المتحدة الروتينية في إطار مكافحة الإرهاب في المنطقة. إعتباراً هذا الضرب عن تنفيذ واشنطن التزاماتها وتبقي القوات الامريكية في سوريا من أجل تجنب إزدياد الخطر الإرهابي في الدولة. ولكن تجد في هذه العملية سلسلة العوامل التي تطلب مناقشة حولها وتحليلها.

أولاً، هذه الغارة الجوية هي الضرب الأول تقوم بها واشنطن في منطقة تسيطر عليها تركيا وخاصةً منطقة عملية “نبع السلام” شمال الرقة. في هذا الصدد، أكّدت الولايات المتحدة رسمياً أنه تمت قتل الإرهابي الذي قد يعيش ويعمل في المنطقة تُديرها دولة عضوا في تخالف ناتو.

سبب هذا الحدث عدم التفاهم وتفاجئ عند عدد من محللين وصحفيين – كيف يمكن المسلح من القاعدة أن يبقى في نفس المنطقة حيث ينفذ الجنود الأتراك مهماتهم؟ ولكن، كما يتعرض تأريخ ظهور الفصائل الموالية لتركيا عندها توجد العلاقات مع تنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش. المثال أكثر الشهرة هي فصيلة هيئة تحرير الشام التي تتعاون مع القوات التركية في محافظة إدلب.

ثانياً، ما خبّرت واشنطن الطرف التركي أن رحلة الطائرة المسيرة في المنطقة المذكورة. وأكثر من ذلك، ما حصلت تركيا على أية المعلومات حول خطط الولايات المتحدة لاستهداف الأغراض على الأراض تحت سيطرتها.

تشاهد كل هذه العوامل أن العملية شنتها الامريكة في يوم 23 أكتوبر / تشرين الأول لا تساوي الغارات قامت بها واشنطن سابقاً. هل هي المرحلة المتوقعة في تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا التي بلغت مستوى أكثر منخافض في تأريخها؟ يبدو أنها خسرت الإدارة الأمريكية ضمانها لتركيا التي تسعى لتدير سياستها المستقلة ولا تبذل الجهود المناسبة في إطار مكافحة الإرهاب وفقاً لوجهة نظر واشنطن. لسة ما ردت أنقرة على هذا الضرب الأمريكي، ولكن من الواضح أنه رفع مستوى التوتر بين خليفين في المنطقة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here