البيت الشيعي يتناثر وفوز الصدر خراب العراق

عبداللطيف الهجول

بيوم واحد قبل الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في العاشر من أكتوبر الجاري، تم العثور على جثة شاب عراقي يدعى “حيدر الزاملي” الذي بلغ هذا العام ربيعه ال16 وتم العثور على جثته في إحدى الأنهار الصغيرة في مدينة الديوانية جنوب العاصمة العراقية بغداد.
يبدو أن الأمر بحسب متابعين واصدقاء له جاء خطفه ومقفله بعد نشره منشور ينتقد في التيار الصدري من خلال صفحته الخاصة التي غير اسمها الى أيقونة احتجاجات تشرين العراقية الشهيد “صفاء السراي” والمنشور كان قد سبق الانتخابات العراقية الاخيرة بأيام قلائل فقط وهذا الجريمة ليست الأولى من قبل أنصار التيار الصدري الذي كانوا معروفين ببشاعة اجرامهم ايام الحرب الطائفية في العراق 2006.
نتائج مريبة
الأمر الاكثر ريبة هو فوز التيار الصدري بالمركز الأول من حيث المقاعد في الانتخابات البرلمانية العراقية بحسب ما أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق من نتائج أولية خلال الأيام القليلة الماضية.
وسرعان ما أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ترحيبه بالانتخابات التي جعلته فائزا وهو احد اهم المشاركين في قتل العراقيين عام 2006 و2007 وكذلك في احتجاجات تشرين وما تلاها من عمليات اغتيال وخطف لكل من انتقدهم واليوم بات وضع العراق مريبا من خلال هذه النتائج الكارثية.
الصدريين لم ولن يكونوا الكتلة الأكبر في العراق شعبيا والدليل انهم حصدوا 600 الف صوت فقط وسط مقاطعة أكثر من 11 مليون شخص يحق لهم التصويت في الانتخابات وهذا العدد لو شارك كفيل بجعل الصدر في مؤخرة القوائم الفائزة ولكن الإرادة الشعبية بمقاطعة الانتخابات هي إشارة لعدم جدوى النظام السياسي العراقي الحالي وسط تبعية شيعية لإيران وعلى رأسهم مقتدى الصدر.
إيران والصدر
قد تكون الفصائل العراقية المعروفة بفصائل المقاومة ومستولية على هيأة الحشد الشعبي العراقية تدين بالولاء لإيران بالعلن ولكن مقتدى الصدر يحاول إخفاء ذلك على قدر الإمكان من خلال رفع شعار لا شرقية ولا غربية ونشر أكثر من تغريدة معلنا رفضه تدخل أمريكا ودول الجوار دون تسميتها في الشأن العراقي الداخلي ولن يستطيع رفض التدخل الإيراني بالعلن مهما حصل فملجئه الاخير في حال حدوث اي شيء هو إيران وهي من حمته طوال السنوات الماضية.
كما أن إيران تفضل الصدر على بقية الفصائل لان الصدر لديه قوى شعبية وعناصر عسكريين وهو أقوى من بقية وهو شخص واحد ممكن السيطرة عليه بسهولة عكس البقية الذين ممكن الاستغناء عنهم في اي وقت كان وهناك بدائل عنهم عكس الصدر الذي لا بديل بقوته الشعبية والعسكرية في الوقت الحالي وهذا كان جليا في إعلانه الانسحاب من الانتخابات البرلمانية وهذا الأمر ولد ضغط كبير على الحكومة العراقية والكتل السياسية خشية افشاله للانتخابات.
ولكن كالعادة وكما هو معروف عن الصدر فإنه تراجع عن الإنسحاب وعادة لها مرة وكان أقوى من قبل لان استغل الجمهور الصدري الذي لا يعرف سوى الطاعة لهذا الرجل الخطير على العراق ولا مانع لديه من حرق العراق وبالتحديد جنوب بلاد الرافدين لفرض سيطرته كما حدث في عام 2020 وحرق خيم المحتجين السلميين في محافظة ذي قار لاجبارهم على ترك الساحة له ليتصدر المشهد العراقي وحيد وبتواطى حكومي مفضوح من قبل حكومة الكاظمي، لهذا الأمر تفضله على الآخرين.
تناثر الإطار الشيعي
لظ يمض سوى واحد على اعلان نتائج الانتخابات الا وخرج علينا الخاسرون بموضوع تزوير الانتخابات البرلمانية العراقية وخاصة الكتل القريبة من إيران مثل تحالف الفتح وتحالف قوى الدولة بقيادة عمار الحكيم وحيدر العبادي إضافة إلى قيس الخزعلي وقائمة حقوق التي تمثل كتائب حزب الله في العراق بالإضافة إلى الفائز نوري المالكي الذي يقود ائتلاف دولة القانون رافعين شعار لا قبول بنتائج الانتخابات مهما كانت العواقب.
الإطار التنسيقي الشيعي أكد في أكثر من بيان ان نتائج الانتخابات حصل فيها تزوير وتغيير للنتائج مستهدفين فيها الاغلبية الشيعية التي تحكم البلد منذ 2003 والتي لم تقدم انجاز واحد للعراق سوى زيادة التبعية لإيران وتسليم ثلث العراق لتنظيم داعش الارهابي.
المالكي انضم إلى رأي الخاسرين رغم انه فائز بعدد مقاعد أكثر من الدورة البرلمانية السابقة بسبب علمه أن الصدر الفائز الأكبر يرفضه ويرفض أن يعطيه اي فرصة للعودة لمنصب رئيس الوزراء الذي غاب عنه منذ 2014 والصدر كان صريحا في إحدى تغريداته الاخيرة موجها رسالة لحزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي بأن على الحزب الاعتذار عن أخطاء الماضي وضمن تغريدته رسالة خاصة للمالكي من خلال استعانته بقول مرجعية الشيعة في النجف وهو “المجرب لا يجرب”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here