المونيتر: ممثلو الاحتجاجات والمستقلون يسعون لتشكيل تحالف مدني معارض

ترجمة / حامد احمد

تخطط مجموعة من مستقلين وممثلين عن حركة تشرين لتشكيل كتلة برلمانية مستقلة تكون معارضة لقوى وأحزاب متنفذة في الساحة السياسية.

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في 17 تشرين الأول النتائج النهائية للانتخابات العراقية، وكشفت النتائج عن فوز مرشحين مستقلين وممثلين عن حركة تشرين بـ40 مقعد، أما كتلة التيار الصدري فقد جاءت بالترتيب الأول بفوزها بأكبر عدد من المقاعد حيث حصدت 73 مقعدا من مجموع 329 مقعدا برلمانيا، تلاه تحالف تقدم الذي فاز بـ37 مقعدا ثم تحالف دولة القانون الذي فاز بـ34 مقعدا. اما الحزب الديمقراطي الكردستاني فقد فاز بـ32 مقعدا. وتراجع تحالف الفتح بفوزه بـ17 مقعدا فقط.

ويشار الى ان النظام البرلماني العراقي لم يعرف كتلة معارضة حقيقية منذ تأسيسه عام 2003. بل ان جميع القوى السياسية في البرلمان من داعمة ومعارضة للحكومة تشترك فيما بينها بتقسيم الكعكة.

بينما الاستعدادات جارية على قدم وساق لتأسيس تحالف مدني جديد في البرلمان يضم ممثلين عن حركة امتداد، التي تمثل الاحتجاجات الشعبية، قال المرشح المستقل الفائز عن محافظة النجف، هادي حسن السلامي، “الاجتماع الذي حصل الأسبوع الماضي في 18 تشرين الأول بين مرشحين مستقلين وممثلين عن احتجاجات تشرين قد اسفرت عن حدوث انشقاق ما بين مرشحين سينضمون للمعارضة وآخرين يفضلون الاستقلالية عن المعارضة والحكومة”.

وكشف السلامي عن ان “المرشحين الذين يمثلون احتجاجات تشرين قد انضموا مع حركة امتداد فقط وهم تسعة مقاعد، ليس كل المشاركين في التظاهرات، بضمنهم انا نفسي، التحقوا بأحزاب تشرين”.

وأردف قائلا “من المتوقع ان يكون للمستقلين ومرشحي حركة تشرين ما يقارب من 25 مقعدا برلمانيا. أما ممثلي الاحتجاجات فقد اتفقوا على ان لا يتحالفوا مع أحزاب متنفذة، وان تنسيقاتهم ستكون محصورة مع مستقلين من اجل تشكيل كتلة معارضة تتبنى توجها معاديا للفساد، معززا للدور الرقابي البرلماني”.

منار العبيدي، متحدث عن حركة امتداد التي فازت بتسعة مقاعد برلمانية، يبدو متفائلا، حيث قال “محاورات متقدمة عن تشكيل كتلة كبيرة قد بدأت، واتوقع ان تضم هذه الكتلة الكبيرة 70 مقعدا، هذه الحركة هي بمثابة بديل سياسي عن أحزاب فشلت في إدارة الدولة”.

هشام السياب، تدريسي في جامعة الكوفة، قال: “المستقلون فاجأوا الجميع بوصولهم الى البرلمان، ولكن رغم عدد المقاعد التي فازوا بها والتي سيشغلوها في البرلمان، فانهم لن يكونوا قادرين على تحقيق التغيير المطلوب لان المعارضة اضعف من ناحية القوة والسلطة”.

سعيد ياسين موسى، ناشط مدني يسعى لمكافحة الفساد وتعزيز الإدارة الجيدة، قال “كان من الضروري لشباب الاحتجاجات ان ينظموا انفسهم للمشاركة في الانتخابات الأولى بعد الاحتجاجات. الانتخابات العراقية تكللت بفوز اكثر من 30 مرشحا مستقلا وستكون لهم فرصة كبيرة لوضع اللبنة الأولى لبناء كتل العملية السياسية بمعزل عن الكتل الكبيرة المعروفة. وعليهم ان يتبنوا سياسات عامة واضحة ويحاولوا ممارسة الضغط وكسب الدعم لتشريع قوانين وإصلاح المنظومة السياسية، وذلك من خلال المشاركة في الحكم او من خلال المعارضة”.

ونصح موسى المرشحين الفائزين من المستقلين بان لا يرفعوا سقف طلباتهم عاليا، بل عليهم بدلا من ذلك ان “يحللوا بيئة الحكم وهيكليتها والتمييز بين القوى، ودعم المؤسسات الاستشارية وامدادها بنصائح رقابية فعالة”.

سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، قال “من الممكن ان تؤدي الجوانب المشتركة ما بين البرلمانيين المستقلين وبين المقربين من حركة الاحتجاج الى تشكيل حكومة تعيد نفس التوجه السابق. هذا هو التوجه الصحيح والسلمي”.

وقال فهمي “على المستقلين وأعضاء حركة تشرين الذين فازوا بمقاعد في البرلمان ان يعملوا على بناء علاقات مع قوى خارج البرلمان تناصر الحركة وتدعو للتغيير والتي تشمل قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني ونقابات، لأنه ليس هناك حزب سيكون قادرا على مواجهة نظام المحاصصة الفاسد لوحده”. الخبير الأمني والسياسي، فاضل أبو رغيف، قال “لقد نجح محتجو تشرين، خصوصا المستقلين، من عبور العقبة الأولى والتي كانت تتمثل بالانتخابات. العقبة الثانية ستكون بتشكيل تحالف سياسي لديه تكتل برلماني قوي، وانهم قادرون على تحقيق ذلك أيضا. الائتلاف السياسي المشكل من مستقلين وتشرينيين ستكون له أدوات التغيير لوضع معادلة برلمانية مختلفة”.

الاكاديمي والمحلل السياسي، غالب الدعمي، قال “المستقلون والتشرينيون ، بالإضافة الى فائزين آخرين من المرشحين الفرديين، بإمكانهم ان يشغلوا 40 مقعدا وربما اكثر. نفوذهم في البرلمان لن يكون سريعا وربما حتى قد يستغرق سنة بعد تشكيل البرلمان الجديد”.

مكي السلطاني، سياسي وناشط مدني، قال “نتائج الانتخابات البرلمانية كانت بمثابة مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لأحزاب السلطة، ولهذا السبب فانهم رفضوا نتائج الانتخابات”.

• عن المونيتر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here