خبراء: الأمية في العراق في تزايد مستمر بسبب «كورونا» والحروب وداعش والفقر

يواجه المجتمع العراقي تدهوراً في الاقتصاد والتهديدات الأمنية ونزوحاً بالملايين، إضافة إلى الفساد والبطالة والعنف والإرهاب، وكل هذه العوامل أثرت على العديد من أفراد المجتمع وتسببت بالكثير من المشاكل، منها تزايد نسبة الأمية في البلاد، فبحسب الإحصائيات الرسمية تصل نسبة أمية الكبار في العراق إلى حولي 50% منذ العام 2018.

ويرى مراقبون، أن لتفاقم مستوى الأمية انعكاسات كبيرة على اقتصاد البلاد من حيث وجود الأيدي العاملة لشغل الوظائف والمهن وعلى مختلف المستويات.

لا توجد إحصائيات دقيقة

وعن ذلك، تقول الخبيرة في مجال التربية والتعليم إسراء الزهاوي في حديث لـ (باسنيوز)، إن «العراق يعاني من ارتفاع مستمر بنسب الأمية تعود لأسباب عديدة، في مقدمتها الوضع الأمني والفقر، وسيطرة داعش على ثلثي مدن العراق، مع عدم وجود إحصائيات دقيقة عن نسبة الأمية الحقيقية».

مضيفة «ناهيك عن أن ظروف الحجر الصحي وانتشار مرض كورونا الذي رفع النسبة أكثر من السابق بالنظر لأن التعليم الالكتروني لم يستطع أن يصل إليه جميع التلاميذ والطلبة، إذ أن هناك قرى لم يصل إليها الانترنت لحد الآن في العراق، كما أن المئات من العوائل لا تمتلك الإمكانية المادية لتوفير الانترنت في منازلها ليواصل أبناءها الدراسة الالكترونية، ما تسبب بترك العديد من الأطفال للدراسة في السنتين الماضيتين».

من جانبه ذكر المتحدث باسم وزارة التربية حيدر فاروق، أن «وزارة التربية عملت على افتتاح ما يقارب الـ20 ألف مركز لمحو الأمية، شملت أكثر من مليوني شخص، إضافة إلى أن هناك أنصاف متعلمين، وهناك متعلمون، وهناك من تخرج من محو الأمية، وهناك أكثر من 600 ألف دارس».

وأضاف فاروق، أن «وزارة التربية تعمل مع المنظمات الدولية، للوصول إلى أبعد الأماكن في العراق والمناطق النائية، ومن الممكن البحث عن الأسر أو البحث عن الشباب وحتى المتقدمين بالسن، لتعليمهم القراءة والكتابة».

وبشأن عدد الأميين في العراق، أكد فاروق أنه «لا توجد أرقام حقيقية، لكن من الممكن أن يكون هناك 5 ملايين أمي في البلاد، وبالتالي فإن الوزارة تعمل على تقليل هذه الأعداد، وهي حريصة كل الحرص على أن يكون هناك عام دراسي جديد، حتى لا يكون هناك تفشٍ أو انتشار للأمية بين أوساط المجتمع العراقي».

حملة وطنية

وترى الناشطة في مجال حقوق الانسان مها مولود أحمد، أن «تفشي الأمية في العراق أصبح ظاهرة خطيرة تهدد كيان المجتمع العراقي».

وتقترح مولود، تنسيق قطاع التربية والتعليم مع المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلية لإطلاق حملة وطنية للدعوة لمحو الأمية، إضافة إلى القيام بحملةً إعلأمية تبين أهمية دور محو الأمية وتعليم الكبار.

وتقول الناشطة في تصريح لـ (باسنيوز)، إن «معظم الذين لا يعرفون القراءة والكتابة هم من النساء، إذ أن هناك عائلات بل مجتمعات كاملة في العراق لا تؤمن بحق التعليم للفتيات».

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء، فإن نسبة الأمية في العراق بين السكان الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، بلغت 13%، وترتفع النسبة بين الإناث ممن يزيد أعمارهن عن 10 سنوات، لتصل إلى 18%، فيما تنخفض بين الذكور إلى 8%.

وتقول التقارير الصادرة عن اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة)، إن هناك ستة ملايين أمي في العراق لا يعرفون القراءة والكتابة، وعاجزين عن تكوين جملة مفيدة، معظمهم من النساء.

ويعتبر العراق استنادا للتقارير الصادرة عن منظمة اليونسكو، أول دولة في منطقة الشرق الأوسط استطاعت القضاء على الأمية بشكل تام في فترة الثمانينات، لكن فداحة الظروف السياسية التي يمر بها العراق منذ عام ٢٠٠٣ وما سبقها من انشغال العراق في حروب مدمرة غير مجدية، وما أدى إليه الحصار الاقتصادي من تدمير الاقتصاد والبني التحتية وإلغاء جميع المشاريع الحية وتعطيل تقدم التربية والتعليم والصحة خلال التسعينات، أدى إلى انتشار الأمية بشكل وضع العراق على أعلى هرم الأمية في العالم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here