رفاق الناحر وراء هجوم المقدادية.. وقواطع للحشد خالية منذ التصويت العام

بغداد/ تميم الحسن

في توقيت حساس قرر رفاق “الناحر”، وهو قيادي من “داعش” قُتل قبل عدة اشهر في شرقي ديالى، ان يعيدوه الى الحياة مرة اخرى. وهاجم المسلحون على طريقة رفيقهم المقتول، قرية في شرق بعقوبة، مركز محافظة ديالى، وتسببوا بمقتل واصابة اكثر من 30 شخصاً.

وبعد الهجوم بساعات الذي وصف بـ”الفتنة الطائفية”، هاجم مسلحون قرية مجاورة يعتقد انها وراء الحادث الاول، لترتفع حصيلة الهجومين الى 40 بين قتيل وجريح.

وجاء الهجوم في اعقاب ازمة سياسية مع استمرار اعتراض بعض القوى الشيعية على نتائج الانتخابات وانتظار تشكيل حكومة جديدة.

والمحت بعض الاطراف السياسية الى مسؤولية “الحشد” عن الحادث بسبب انشغال الاخير بالتواجد في التظاهرات المندلعة منذ اسبوع في بغداد ضد نتائج التصويت. وكانت (المدى) قد كشفت قبل ايام من الانتخابات الاخيرة، عن “تحركات مريبة” لتنظيم “داعش” في مناطق ديالى وجنوب الموصل.

وفي موازاة ذلك، تشن القوات حملات وعمليات تمشيط عسكرية بين فترات متباينة لملاحقة فلول التنظيم في أنحاء البلد. وفي ايلول الماضي كشف جهاز مكافحة الإرهاب، عن قتل 257 مسلحاً، واعتقال نحو 500 آخرين، وتدمير قرابة 400 مخبأ للتنظيم.

كمين المختطفين!

وبحسب مصادر من سكان قرية الرشاد في اطراف المقدادية، شرق بعقوبة، فان مسلحين هاجموا في وقت متأخر عددا من الاهالي بالاسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية. الهجوم حدث اثناء عملية تسلم اهالي القرية لمختطفين اثنين، يعتقد ان تنظيم “داعش” كان قد اختطفهما قبل ايام قليلة. وبحسب سكان الرشاد الذين تواصلت معهم (المدى) انه “اثناء عملية تسليم الفدية لاخذ المختطفين كان المسلحون قد اعدوا كمينا”.

وجرى الحادث على بعد عدة كليومترات عن النقاط الامنية وفي منطقة ذات كثافة بالمزروعات، وتسبب “الكمين” بمقتل 11 واصابة 20 آخرين.

أساليب يائسة!

وأكدت قيادة العمليات المشتركة العراقية، مساء الثلاثاء، مسؤولية تنظيم “داعش” عن الهجوم في ديالى.

وقالت القيادة في بيان نشر “مرة أخرى يحاول مجرمو تنظيم داعش الإرهابي الرجوع إلى أساليبهم اليائسة في استهداف المواطنين الآمنين الأبرياء بعد عجزهم عن مواجهة قواتنا العسكرية والأمنية على امتداد التراب الوطني وبعد هزائم فلولهم وتخاذلهم من جراء الضربات الموجعة في معارك تطهير الأرض العراقية من دنسهم أينما حلّوا” . وأضافت “لقد أقدم المجرمون على تنفيذ اعتداء إرهابي على قرية الهواشة في المقدادية بمحافظة ديالى وسقط جراء الاعتداء 11 شهيدا بينهم امرأة وعدد من الجرحى من المدنيين العزل”. وأشارت القيادة إلى أن “العراق قيادة وشعبا وقوات أمنية وعسكرية عقدوا العزم وتوكلوا على الله بأن لا يبقوا لهؤلاء الشراذم من باقية وسيتم تعقبهم سواء في العراق وخارجه حتى يتم الله نصره المؤزر ومعركتنا معهم مستمرة”. وجرى الهجوم في الذكرى الثانية لمقتل زعيم مايعرف بـ”الدولة الاسلامية” ابو بكر البغدادي اواخر شهر تشرين الاول 2019 بغارة امريكية شمالي سوريا.

من هو الناحر؟

ودفع الهجوم الى ردود فعل غاضبة، حيث تمت مهاجمة قرية مجاورة من قبل مجهولين، ما تسبب بمقتل 10 اشخاص واحراق عدد من المنازل.

ويقول مؤيد العزاوي وهو مرشح سابق عن تحالف “عزم” في ديالى لـ(المدى) ان “مايجري هو فتنة، ورغبة في تدمير المحافظة بعد الانتخابات”.

وطالب تحالف عزم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، بتحقيق “فوري” بشأن حادث الاختراق الأمني لتنظيم داعش في مدينة المقدادية بمحافظة ديالى.

وأكد المتحدّث الرسمي باسم التحالف صلاح الجبوري، في بيان “ضرورة ان تكون للقائد العام وحكومة ديالى المحلية وقفة جادة وإجراءات واضحة لردع الارهاب”.

وكان رئيس الوزراء قد توعّد بملاحقة مرتكبي “جريمة المقدادية”، قائلا: “سنطاردكم أينما فررتم داخل العراق وخارجه”. وبحسب ضابط بالشرطة في ديالى فان “الهجوم على القرية المجاورة للحادث جاء بسبب الناحر”.

والناحر واسمه أسامة علي، هو احد قيادي “داعش” في المقدادية، والذي قتل في شهر حزيران الماضي في شمالي المقدادية. وبحسب الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه في تصريح لـ(المدى) ان “الناحر – وهو لقب نسبة الى قيامه بعمليات نحر- كان من سكان قرية نهر الامام التي جرى عليها الهجوم الثاني”.

ووقف سكان “نهر الامام” بالضد من الناحر لعدة سنوات بعد اعلان بغداد انتهاء العمليات ضد “داعش” نهاية 2017.

وتسبب موقف السكان من القيادي في “داعش” بان يهاجم “داعش” القرية في 2020 ويقتل عائلة كاملة من عشيرة الخيلانية.

وحين قتل “الناحر” بعملية امنية شمال شرقي المقدادية، كان يحمل معه سلاح m16) ) ومسدس وجعبة تحوي وثائق سرية لتنظيم داعش”.

والناحر القيادي في “داعش”، مسؤول عن تفجيرات كازينو القدس، وسوق حي المعلمين، في ديالى.

فضلا عن قتل شيخ عشيرة بني كعب شمالي المقدادية، وقاد وادار اغلب الهجمات بالعبوات الناسفة والمفخخات في ديالى منذ ايام تنظيم القاعدة وصولا الى “داعش”.

ويرجح الضابط في الشرطة ان “اغلب رفاق الناحر قد هربوا او قتلوا، لكن بقي منهم افراد قليلة لاتزيد عن 10 اشخاص هم من نفذوا الهجمات الاخيرة”.

أين كان الحشد؟

وكان وفد كبير وصل الى ديالى برئاسة زعيم منظمة بدر هادي العامري، حيث تسيطر قوات المنظمة على بلدات كثيرة في ديالى. وتوجد في ديالى نحو 10 تشكيلات مسلحة يقوم بعضها بمنع السكان من العودة، حيث مازالت العشرات من القرى في المقدادية خالية من السكان، 5 منها على الاقل يوجد فيها مسلحون.

وضمنا اشار مقتدى الصدر، صاحب اكبر المقاعد في الانتخابات الاخيرة، في تغريدة على “تويتر”، الى ان “انشغال” الحشد بالتظاهرات على نتائج التصويت تسبب بالخرق الامني.

وقال الصدر في التغريدة “ها هي قرية من قرى المقدادية يعصف بها الإرهاب في خضم الصراع السياسي”، مشيراً الى أنه “لا ينبغي التغافل عن الإرهاب وجرائمه”.

واضاف الصدر أنه “لا ينبغي على المجاهدين ترك السواتر فما زال الإرهاب يتربص بالعراقيين المنون”.

ونفى “الحشد” ان تكون المقدادية ضمن مهمات الالوية التابعة له، وقال انه رغم ذلك “ارسل تعزيزات الى المنطقة”.

ووفق مصادر سياسية في ديالى تحدثت لـ(المدى) ان “الحشد قد افرغت قواطعه قبل الانتخابات للمشاركة في التصويت العام، واغلبهم لم يعودوا بسبب التظاهرات في بغداد”.

ورجحت بالمقابل تلك المصادر ان “تجري الحكومة تعديلات على المناصب الامنية في ديالى منها مناصب قائد الشرطة وقيادة العمليات”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here