نصيحة إلى درجال .. في نهاية ولايتك

حيدر العازف

يؤسفني ما آل إليه موقفك في الوسط الرياضي ،، و آلمني جداً أزمة الثقة مع الجمهور ، في ملفات كثيرة ظلت حبيسة التصريحات والصور ، لم تترجمها في واقع يحتاج الى أفعال لا أقوال ، كنا نمني النفس بتقديمك ورقة إصلاحية للوسط الرياضي و مؤسساته المنخورة فساداً ، لكن جرى العكس و تكاثرت الأندية الوهمية بمباركتكم و دعمكم ، أنتهى عصر الكرة العراقية بأزمات و مشاكل مفتعلة مستمرة ، ربما لن تتوقف عند حدود مدرب عبر الأنترنت و دوري كروي بائس ونقل تلفزيوني فاشل و لاعبين أكسباير و تجهيزات ( مزروفة ) و غربة المنتخب في الأراضي المفترضة ، و الحال ذاته لأغلب الألعاب الرياضية الجماعية و الفردية تحت خيمة حكمكم الوزاري ، ظننا لوهلة إنك المصلح في مجتمع الشباب و القائد المنقذ لأحلامهم و آمالهم و تطلعاتهم من الإنحراف و الضياع ، حين سمعنا حديثك عن التشرد و المخدرات و البطالة ، لكن الأمر لم يتعد حدود قاعة المؤتمر وتناسيت بقصد أو بدونه تصريحاتك و حديثك الشجي عن الشباب و مشاكلهم .
للأسف ظنوننا خابت و أحلام الشباب تلاشت في بيئة قذرة كل شيء فيها قابل للحدوث بلا أندهاش و إستغراب ، لتبقى تصريحاتكم عناوين تتصدر صفحات أقزام الفيس بوك المدفوعة الثمن ، و إن كانت بثمن بخس في ظل رخص أصحابها ، و المضحك المبكي انك تطالب بدورة وزارية ثانية !!! ، و أنت الذي افتقرت لبرنامج عمل و دراسة و خطة مستقبلية ، فضلاً عن إنشغالك بكرة القدم حتى تحقيق منالك و وصولك لكرسي الرئاسة .
لم تعر أهمية لكل نُصحٍ قُدم لك ، تخليت عن اصدقائك و داعميك و استندت على ( مزعطة ) الفيس بوك ، , بقيت معتلياً برجك العاجي ، توهمت إن لك قاعدة فولاذية و التأريخ يشفع لك ، في واقع يختلف جذرياً عما كنت فيه لاعباً لمنتخب الوطن ، لم تعي إن قاعدتك كـ رمال الشاطئ عرتها شمس الحقيقة ، و جرفتها أمواج الواقع إلى نهايات لم نتمنى وصولك لها ، لأنك اغفلت شيئاً ، هو ليس كل لاعب و رياضي هو قائد ميداني و راعي حقيقي ، فالوزارة انتهت كلياً في عهد ولايتكم ، لا يحترمها أحداً ، و لا هي القادرة على الصمود و المواجهة و العمل ، كل أنشطتها تحصيل حاصل و إسقاط فرض و أقرب الى الوهم حين تخلى عنها قائدها تاركاً مصيرها للحيتان و التماسيح .
لست هنا في معرض الإساءة و التسقيط كما تظن و يظن البعض من اللاهثين وراء فتاتكم ، لكنه الواقع المزري و المؤسف يا سد دوكان ! ، و في حسبة بسيطة خصص دقائق من وقتك الثمين و اقرأ تعليقات الجمهور عبر صفحاتك الرسمية و الظلية المروجة لكم ، ستلمس نقمة الجمهور و كوادر الوزارة و سائل الإعلام .
و في الوقت الذي شارف فيه إنتهاء ولايتكم الوزارية و هي الأتعس من بين الحكومات السابقة ، نصيحة من أخ محب أن تراجع نفسك ملياً لضمان عدم تكرار أخطاء الماضي القريب و تنشغل بتطوير الإتحاد و الكرة العراقية و حل مشاكلها إن كنت تستطيع ذلك، و تترك حلم الولاية الثانية و الوسط السياسي بعد فشلكم الإنتخابي بإعتمادكم على شخصيات غررت بكم و خدعتكم و رسمت لكم واقعاً وردياً تحول الى أضغاث أحلام صعبة المنال .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close