رأيت كل من هب ودب

رأيت كل من هب ودب

صار رقماً صعبا

رأيت حقاً يُسلب وبلداً يُحلب

رأيت من لا يُصْلِحْ ولا يَصْلُحْ يصّوب

رأيت حَملاً من رحم امه يرتاب

رأيت يأسا مصاب

بخلسةٍ بحرقةْ يُملأ فمه تُراب

رأيت الفُجْرُ وَقَبْ

وأزلامه في عُقَب

رأيت عذاباً في عيون شباب

نغّصَ عيشهم خِطاب عن حور وما لذ وطاب

رأيت فسوق وغدر وظلم وإرهاب يضرب اطناب

رأيت من يُدار عليهم بصحائفٍ من ذهب ومِنْ ذَهَبٍ اكواب

رأيت صاحب ينال ما متيسر من عذاب ويُطرد من دون أسباب

رأيت وطنا توسخ باضطراب

وشعب بالغبار والغباء يغيب

رأيت قلق في صفوف يدب

رأيت من لا يعطي يطلب وهو متقلب مستغرب

رأيت فساد يبدا بالراس ولا ينتهي بالكعب

رأيت ردحا يبدأ بالذم وينتهي بسباب

رأيت سود نُدب في جبين وضميرٍ من بحقدٍ تخّضب

رأيت حُلماً مرعب يصرخ بصمتٍ إني أُعَذَبْ

رأيت تراب واسلاب وأهداب يحوم حولها غراب

رأيت عتاب من بين اطقم اسنان بصعوبة ينساب

رأيت ليبرالي وعلماني يبحث عن عشائر انساب

رأيت حريقا شب في هشيم اعمار شباب

وموت يسأل حي…لماذا للموت تُنْجِب؟

رأيت من يحتسي حساب ويتقيأ ثواب

رأيت عيوناً اثقلها تعب

رأيت مَنْ مِنْ سبعة الافً يُسلب يُنهب يُهّرب يَنْدُب يَنْحَب

كان في قلبٍ وتدثرهُ الاهداب

رأيت من شيمته السلب والسب والكذب

يتعبد في بيتٍ قيل ان مالكه رب

رأيت من لا يَجِدُ ويَكْسَب ومن جَدّ سُبْ

رأيت هياكل لأبواب تُرّكب ستكون حطب

رأيت كّذاب يدّوخ شعب وكِذْبِهِ اسراب

رأيت سائلاً… هذه نتيجةً ام سبب

رأيت غضبا تَصّلَبْ وصامتاً يتعذب يُعَذَبْ

من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يهرب

يبحث عن رشفت خمر يشرب

رأيته بسياط فتاوى يُضْرَبْ

رأيت كأساً يُصلب وظهورا تُجلد تُلهب

رأيت شعبا يُغْصَبْ في بلدٍ مُتْرَب يتناسل فيه خراب وسكراب

رأيت مآذن تلهو بصخب

ومن يصرخ احزابكم خِرَبْ

رأيت من يهتف انا عريق النسب

من الله اقودكم مُنتدب

اضّيق عليكم الرِحِب

رأيت متعالياً والذل له أقرب

رأيت من ينفخ في تاريخ أجدب

رأيت زُمراً لا تعرف الأعجب والأصعب ولأوجب

رأيت من يدعون شورى والمُشّيرون غُيّب

يدعون انهم اهل كتاب وسنن وحُقَب

يهمطون الناس ونسوا ابو لهب

رأيت من يفتي ان الكلام انثى الحجاب عليها وجب

رأيت معمما يتلذذ بدني المَطْلَب

رأيت من لم يتهذب

ويشيع ان السكوت من ذهب

رأيت ارواحاً تُنهب بيد من بالدِينِ تلبلب

رأيت مدارسا فيها تُغتصب حصص الرياضة والفنون والادب

فتصاب الحياة بالعطب

رأيت مكتباتها تبكي الكتب

رأيت نائبا غائبا

ولكل غائباً نائب

والنائب لا يستوعب

والمكتب يغضب بتثاؤب

سألت النائب فأجاب

لا استوعب ففي المكتب كتاب عن شعب مغيب في الاعم الاغلب

رأيت نُذر حرب تحت الطلب لها كثرٌ تَطْرُب

رأيت هوايات تُحجب بسبب او بدون سبب

رأيت حشوداً تتوجه صوب غائب من اتباعه في قبره يُعذب

رأيت دموع علياً حَرى تُسكب في قبره يتعذب

وعمرٌ يصرخ هلكتُ لولا ابن ابي طالب

رأيت خَضاراً يُجْدَب ودجلةً تنضب والفرات يتلوى يتعذب

فلقاء القرنة قد يصبح ذكرى عن قرب

رأيت بهرز تبكي هبهب*

وابو صيدا* تَنحب

ونخيل ورمان وبرتقال وعنب مطأطائين في مأتم شلب*

رأيت حقاً مقلوب راسا على عقب

رأيت من بالدْينْ يراد له ان يُخصى كي لا يَنْجُب

رأيت من يفتح نوافذ قهر ويغلق ابواب حب

رأيت من بالقشور يهتم ويترك الزُبدةَ والُلب

رأيت جيلا بل أكثر على عصف ونسف شب

رأيت مَنْ مِنْ أول الدرب للذل هرب

رأيت من قالوا عنه شيطانا أرحم أخصب

الرجيم رحيماً…جمع رأسين لينجب

الرجيم رحيما وصاحبه يكذب

الرجيم رحيماً ساوى بين العبد وبين الرب

الرجيم رحيماً لأنه ساعد من يحب

الرجيم رحيماً لأنه ما سرق ولا هتك ولن يهتك وينهب

الرجيم رحيماً لأنه للفقير أحب

وقال المسجد حانة غدر

يُكرع فيها الخبث والكذب

الرجيم رحيماً لأنه قال ادخلوها على السعة والرحب

الرجيم قال اخطأت هب لماذا لم أُعاقب؟

الرجيم رحيماً لأنه للصوص نصوص لم يرتب

الرجيم رحيماً لأنه ما قال ان مال الغير سائب

رأيت حاسبا يغلط فيما يحسب

رأيت عن قرب… ضيق افق المذهب

رأيت صاحب العرش يكذب يلدغ كالعقرب

بأنه اعطى ومنح وأكْسَب

يسيّر السُحُب

ويعاقب من سرق وعب

رأيت من لهفوات الغير يتعقب تفنن يُجرب ويُخرب

رأيت من سعى لوأد الحق ودأب

ونال في ذلك وسام عار ولقب

رأيت كتب ونصوص و سنن الحب فيها عارٌ يُحسب

رأيت كاسباً يفقد ما كسب

وجبينا عرقا يتصبب في رعبٍ مستتب

رأيت من صّدَعَ وأسهب واغتال من رأب

رأيت احكام وامثال وصور تتوسل ما للزمان من نُوّب

رأيت مُذنب لا يُحاسبْ على ذنب

رأيت من يريد ان يقتدي بما جرى في يثرب ويقينه في معضلة وخَطْبْ

رأيت من بالشعوذة يزهو يكسب

رأيت من يلطم ويشق جيب وهو على الرذائل مُنْصَبْ

في منصبٍ يخلع للحياء فيه ثوب

رأيت قدحا مُعلى يتدلى…يا للعجب لا شيء منه ينضح او يُسكب

رأيتُ حزناً يثقب قلب

رأيت بارقةً تُقب

رأيت الخراب اسراب بغير حساب

رأيت وطنا يُحرق بالتيزاب

رأيت حزنا يأسر شعب ودمعا يَصُب ووجوها تَشْحُب وحياة تُسلب

رأيت رقاب تُكسر…وضلوعٍ كالقصب

رأيت اجيالٌ للمجهول عنوةً تُسحب

رأيت من يستغرب لماذا هكذا نْسّبْ ونُسْلَبْ؟

رأيت نهبا يجادل سلب من صلب مستقبل شعب؟

رأيت خطراً من اعلى يُصَبْ

رأيت سياسيا للغش يتحزب

رأيت بلاءً وكرب

رأيت حقاً يُغْمط وباطلاً يُطْلَبْ

رأيتُ من أُسِرَ وحُزَ عن عقب

رأيت من دق خياماً على سُحُبْ

رأيت من تحول الى ذئب ونشر رعب

رأيت ما كسبت ولا يوم ريب

رأيت من يصلي وينسى الثاقب

وما يخرج من الصلب والترائب

ولم يقرا ان الموءودة تَسألُ عن ذنب

رأيت من ليس لربه يرغب ولا يخاف من سوط عذابه إذا صب فعصى وكذب

رأيت حسينا كل ساعة يصلب وزيب كارهة تصرح تندب الحسين اجتهد وجد وتعب

ابن مريم مرةً صُلب وانا كل شروق وغروب أُصلب

رأيت ذنوبا لمحاسن تَجب ودروبٍ تُخَرَبْ

رأيت عدلا ميزانه يتذبذب وسارق في المسروقين يخطب:

سأبني جامع واقيم في عاشوراء موكب وهذا عندهم عز الطلب

رأيت منقلبون أي منقلب

رأيت فشلاً يهدد… اشطب ما ارغب ان يُشطب

والعدل جسرا أملس مدهوناً أحدب

رأيت هدباً مُتعب وريح تُصفر في وطن صار ثقب

رأيت كفوفا من لطمٍ تتخشب

رأيت قاحلاً يقلع خصبا وارضاً تتيبب

رأيت من يمم وجهه صوب …خشب ودرب غائب من واجب

رأيت مستقبل اجيالا في مهب ووطنا تلاطمه الريح في مركب

رأيت خراب في صفوفٍ ورُتَبْ

رأيت كثيرا من تاريخ يُشطب وانخاب على وطن يُسرق تُشرب

رأيت صرير مثقاب أدنى من قوسين وقاب

رأيت بقايا لهاث لعاب وزَبَدُ تعب

رأيت فاعلاُ ينصب ومفعولاً مرفوع بالضمة يتلوى يتحدب وحروف الجر كسلى وحالٌ يُجر ولا يُنصب وضمير معلول يترقب وصيغةُ ماضيٍ تتحدث عن عذاب

والحاضر محتارا ينساب والامر للبنادق والحراب وحروف العله تُجَرِب و مبتدأ يُكسر بالضرب وشعباً مضافا اليه والمُضيف علية يتدرب

رأيت غبيا يتوثب

رأيت بصراً يتحجر يتصلب وصوتا يهرب

رأيت لعباً بلا لاعب ٌ يُلعب خارج ملعب

رأيت عبقا يُخْنَق وفرحا يُحْرَق ونفط على نار يُسكب

رأيت ماء منذ زمن لم يُشرب

رأيت رمضان يكره آذار وآب يكره رجب

رأيت حلم شباب وعمر اطفالا يسلب ورضيعا اشيب متعب

رأيت ظلما في صحف يُكْتَب وظالم للتاريخٍ زوراً يَكْتُب

رأيت قملاً يتناسل وعطراً أعزب وملحا أعذب ومرٌ اطيب ونهيق حمار يطرب

رأيت وطنا يفكر ان يهرب بعد ان سُلب

رأيت ظناً غَلَب

رأيت عن كثب كيف لقلب ان يعطب

رأيت صمتاً عَتَب وتعبٌ يّتْعَب وسؤال يصرخ أجب لماذا وطنا يُقّطَع إرب؟

ولماذا الكل على الكل يؤلب ولماذا تتيممون بقطع العشب؟ ولماذا طين فجركم لازب؟

رأيت دُب في صحراء يُعلنُ عن بلد صار في غيابات جب

رأيت رئيساً معلولاً ووزيرا يسبح ووكيلاً يكرز لب

رأيت نواب لهم اذناب وانياب

رأيت رعبا عن بعد …عن قرب

رأيت …سامحني مضطربا ورأيً يُفرض غَصب يهدد بإشعال قلب

رأيت مغصوب من فكر أجرب وملعب فيه جماجم تضرب

رأيت من يدعو للقاء ويهرب ولا يشعر بالذنب مهما أذنب او كذب او نهب او سلب او عذب او ضرب

رأيت ضمائر غطتها حُجُب

رأيت قبقابا يعزف في مجلس نواب

رأيت مدين واخاه شعيب في وضع صعب

رأيت يوما يبدأ بتعب واسراب عاهرين يلقون خُطب

رأيت بردا لاهب شعب في وحل يلعب وامطار تقرع شوارع ودُرُب وبلدا صار مكب لنفايات من قناني وصحف وعُلَب

رأيت من هَزُءَ يسأل هل دارون ابن قرد او ابن خنزير او كلب ابن كلب

رأيت العجب…

رأيتُ كيف الأعمار تُحلب والارواح تُحول الى حطب امام موقدا مستعر بلهب

هذا أوجب أن أصرخ بالواجب وأقول بكل احترام ورجاءٍ وأدب

يا من تحبون الوادي الاخضر والنهرين وما بينهما وعلى الكتفين والجبال من زاخو الى حمري والطيبين من تخومها الى نينوى الى السبخة وارض الطين

يا سامعين الصوت:

(دنيانه غيم مجلجلة والوكت مُغْرُب

والظلام بهلشكل يرهب ويرعب

الراح خليه راح لا إلَهَ نعقب

والجاي خَلوه وفه وخوه وحب

الدمع ينسمع من أيصب

والقهر والقلق يسحن كَلب

يا سامعين الصوت

لكل شمال جنوب

ولكل شرق غرب

الوسط جنوب الشمال وشمال الجنوب وغرب الشرق و شرق الغرب

فلنجمعها في وطن أرحب

لترتاح الاجيال من تعب

لنزرع اشجارا وارفة بالحب

ونطفي نار عصبيةٍ وغضب

هل من مجيب؟دعوة الداعي القريب ليهرب من وطني البكاء و النحيب

هل من مجيب؟ هل من مجيب؟ هل من مجيب؟

عبد الرضا حمد جاسم

……………………………………………..

* لبلب: درع

** بهرز هبهب و ابوصيدا: مدن تابعه لمحافظة ديالى مشهوره ببساتين الاعناب و الارطاب والرمان و الحب والحنان

*** حمرين: سلسلة تلال تمتد من اطراف كركوك الجنوبية مائله باتجاه بدره وزرباطيه(محافظة الكوت) في اقصى شرق وسط العراق

**** تخومها: المتكاتفة مع الصحراء وهي الانبار وكربلاء والنجف و السماوة والناصرية

نينوى: سهل الموصل بكل تنوعاته الأثنية والعرقية حتى اطراف جنوب تكريت

السبخه :قضاء الفاو في اقصى جنوب العراق على الحدود مع الكويت

ارض الطين: السهل الرسوبي من وسط الى جنوب العراق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here