المرافعة … في الشعر ومواجع العصر

المرافعة …
في الشعر ومواجع العصر
ـــــــــــــ
سامي العامري
ـــــــــــــ

قالوا له
أحسنتَ،
ثم تورطوا
فأطال ثم أطال لا حسٌّ لديهِ
وليس يَصلُح مثلُهُ
إلا لتقشيرِ البطاطهْ
هم يمدحون على طريقةِ: معجزٌ، فذٌّ، خرافيٌّ
وما لهمو سواها
إنْ عوى
أو راح يسكب في صحونهمو مُخاطهْ
تعسَ الزمانُ
فأينما وليت وجهك لا ترى غير التململ
يا أعاريبَ التذلل
مظهراً وتفوُّهاً وتصرفاً
والعتْهُ محمودٌ
إذا ما العقلُ عند الفصلِ
قد هدموا بلاطَهْ
ماذا لدينا كي نباهي العالمين بهِ
وكيلا نُزدرى؟
هل إننا يوماً صنعنا إبرةً أو بعضَ ماكنة الخياطهْ
ماذا لدينا غير شِعرٍ
قد أخذنا من ثقافتهم حداثتَهُ
فصيِّرناه سهلاً بل وأسهل ما يكونُ
بحيثُ أصعبُ منه تحضيرُ (الزلاطهْ) ؟
شعراؤنا فاقوا نفوسَ الناس عَدَّاً
مَن سيقرأهم ومَن يصغي لهم؟
هل يا تُرى العنقاءُ؟
أم هارُوتُ أم مَارُوتُ
أم طالوتُ أم جالوتُ؟
مَن عنهم سنسأل
هل همُ النقاد؟
والنقادُ أنفسهم من الشعراء
يستجدون مدحاً
أنجِدوهم
طبُّبوهم
وابسموا
فالسندبادُ يبيعُ هذا اليومَ من أفلاسه حتى بِساطهْ
وأقول، في هذا الوضوح أقول
إني متعَبٌ
ومللتُ من شِعري
وشِعر الآخرينَ
كما مللتُ مِن الزمان وبَدوهِ
ومِن اللثام ومَن أماطَهْ
ما نفعُ أنك شاعرٌ
ولطالما افتُضَّتْ مجراتٌ
فلا تدري امتلاءً من خلاءٍ؟
ما مقامُ الشعر في زمن التحكُّم بالملامح والصفات؟ُ
فكل هذا من غُثاء الأوَّلين
يقدِّسون ويرفعون بجهلهم
مَن هُم أحقُّ بأن يدانوا
ما خلا مَن يستحي منهم
ومَن عرَفَ انحطاطَهْ
ـــــــــــــ
تشرين أول
2021
برلين
ـــــــــــ
زلاطهْ، باللهجة العراقية : سَلْطه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here