ذاكرة مترسخة الإرهاب وهابي العقيدة،

  نعيم الهاشمي الخفاجي

المتابع لسير الأحداث التي عصفت بالخليج والعالم في النصف الثاني و العقدين الماضيين من الألفية الثالثة يتوصل لنتيجة أن الإرهاب ذات الصبغة الإسلامية وهابي العقيدة سعودي المنشأ والانتشار، وجود المليارات الخليجية وتبني السعودية نشر الوهابية كان العامل الرئيسي لانتشار الوهابية بكل أصقاع العالم.

أمريكا وظبت الوهابية التي أنشأها البريطانيون في تمويل حروبها الباردة والساخنة في صراعاتها مع السوفيت، وفي الصراعات الداخلية العربية واستخدمت الإخوان المتوهبون في أضعاف حكم الزعيم القومي جمال عبدالناصر من خلال المال السعودي، على سبيل المثال المكتبات السعودية كانت مزدحمة في كتب قادة الإخوان المسلمين بعد توهيبهم لذلك بحرب الجهاد ضد السوفيت والتي استثمرها الناتو كانت المساجد في الخليج تستقبل أسماء مثل سياف وحكمتيار وصبغة الله مجددي وعبدالله عزام والمواطن السعودي أسامة بن لادن… الخ من زعماء الجهاد الأفغاني،  هؤلاء يستقبلون من قبل حكومات الخليج كأبطال  يحتفى بهم من ائمة المساجد والدعاة والجماعات في السعودية والكويت  في الثمانينات من القرن الماضي، كان رسل ابن لادن   يطوف بهم المساجد والديوانيات للأمراء  والشيوخ والتجار من أجل تزكيتهم والحث للتبرع المادي لمشروعهم الجهادي، من خلال هؤلاء ومن خلال فتاوى إمام الحرمين وهيئة العلماء الوهابيين الكبار  ذهبت جماعات من أبناء السعودية والخليج   تحت ذلك الشعار للجهاد في أفغانستان، السعودية وهبت حركة الإخوان المسلمين والذين تربطهم علاقات قوية وممتازة مع صدام الجرذ الهالك ووقف معظم الإخوان مع صدام في حربه ضد إيران، وعندما احتل صدام الجرذ الهالك الكويت  وقف الإخوان وقادة الجهاد الأفغاني من الأفغان العرب مع صدام الجرذ الهالك، بل عباسي مدني زعيم إخوان الجزائر زار صدام الجرذ وكذلك علي بلحاج الذي أشار على صدام الجرذ في كتابة الله اكبر على العلم العراقي، حتى ان أمير سعودي اسمه خالد فيصل كتب أسماء قادة الإخوان المتوهبين الذين وقفوا مع صدام الجرذ الهالك، دول الخليج وحسب اعتراف خالد فيصل وقفت مع دعم المجاميع الوهابية في حرب مقاومة احتلال السوفيت بينما الدول العربية المصنفة مع السوفيت مثل العراق وسوريا وليبيا وعرفات واليمن الجنوبي والجزائر كانت مع السوفيت، لذلك الدول الوهابية دول الرجعية العربية مولت الجماعات الجهادية لمقاومة السوفيت، أكيد هذه الجماعات وإن اختلفت مع صدام في حرب الجهاد لكن صدام الجرذ يبقى كبيرهم الذي علمهم السحر بسبب حربه ضد إيران والشيعة، حاول  تركي الفيصل مؤسس العصابات الجهادية التنصل من ذلك من خلال ادعائه حيث ذكر في ملف الكتاب الأفغاني أن عدداً من الملتحقين العرب للجهاد في أفغانستان في ذلك الزمن أدمنوا على المخدرات، وهي طريقة سهلة لإقناع الفرد حسب قوله بأن يضحي بنفسه بشكل انتحاري وهذا الكلام غير صحيح، العمليات الانتحارية تنطلق من منطلق عقائدي من معتقدات أحمد بن تيمية، سبق للمؤرخين العرب اتهموا فصائل شيعية اسماعيلية أنهم يتناولون الحشيشة واسموهم في الحشاشين الذين سيطروا على أجزاء من الشام وفارس، لذلك الانتحاريين لدى القاعدة ومشتقاتها ينطلقون من منطلق عقائدي نعم يزرعون الحشيشة لتحطيم الدول الغربية والذي أشار عليهم بذلك هو صدام الجرذ ومعمر القذافي.

لذلك الأشخاص الذين اختطفوا طائرات في صباح الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 هم في وعي تام  عندما ذهبوا إلى الانتحار الجماعي، لأن عقيدة ابن تيمية تحلل قتل الأهداف المدنية وخاصة إذا كان  ركاب الطائرات مسيح ويهود وبوذيين  أبرياء، لذلك  انتحاريي القاعدة ومشتقاتها الداعشية وغيرها من الجماعات التي ذهبت الى نهج الانتحار هم وهابية، من خلال الفتاوى  يمكن الاستيلاء على العقول وذلك من خلال العمل على تخزين آلاف من عقائد باطلة  من الخرافات في الدفاع عن مذهب أهل السنة والجماعة وحماية عرض الرسول

….الخ.

غالبية أتباع التيارات الوهابية هم شباب لا يملكون ثقافة عالية تمكنهم معرفة أكاذيب مشايخ الوهابية لذلك غالبية الإرهابيين هم ضحية للفكر الوهابي السعودي الحاكم.

الإعلام الديني السعودي والعالمي صور هزيمة السوفيت على أيادي أسامة بن لادن لذلك بعد انسحاب السوفيات من أفغانستان أصبح بن لادن والظواهري رموز كبيرة بالوسط الإسلامي السني ويعتقدون  هم  من حققوا ذلك النصر، ولدى عودة ابن لادن للسعودية  طرح فكرة شن حملة عسكرية على الحكم الشيوعي في جنوب اليمن وقتها، وكان قادة الشيوعي اليمني الجنوبي يعيشون بحروب داخلية دامية،  ولنا في انقلاب علي عنتر ضد علي محمد والتي خلفت عشرات آلاف القتلى واستعمل علي عنتر سلاح العض بالأسنان.

أسامة بن لادن  بعد احتلال صدام الجرذ  للكويت قال إلى حاكم السعودية لا تجلبوا قوات من الخارج أنا وجماعتي قادرون على إخراج الجيش العراقي من الكويت.

ابن لادن ورهطة يعتقدون هم من حققوا النصر رغم أنه تم صرف تريليونات الدولارات وبمشاركة حلف الناتو وسخرت أجهزة المخابرات الغربية (الأميركية، البريطانية، الفرنسية) كل امكانياتها والجهد الباكستاني اللوجيستي والمخابراتي، والمال السعودي الغير محدود  بجانب سيل الأسلحة والدعم، لقد تعثرت المقاومة ضد السوفيات حتى جاءت المخابرات البريطانية وتم إدخال صواريخ ستنغر الأميركية المضادة للطائرات السوفياتيه، نحن كمجتمعات بشرية ضحية لسيطرة عقول محترفة تقود أكبر مجاميع ارهابية منتشرة بين صفوف مليار مسلم سني  أرضه مهيئة لانتشار الفكر الوهابية، لذلك كل الإرهاب ذات الصبغة الإسلامية هي من الفكر الوهابي ولا إصلاح بدون حذف فتاوى التكفير والقتل وإلغاء المدرسة الوهابية بشكل نهائي لأنها غير قادرة على تبني أفكار الإصلاح والتعايش السلمي وقبول الطرف الإسلامي الآخر والغير اسلامي.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

30/10/2010

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here