ظر لهم ( عبد العمص) وهز يده وكأنه يهزأ بهم ولم يتكلم بأي كلام.

ظر لهم ( عبد العمص) وهز يده وكأنه يهزأ بهم ولم يتكلم بأي كلام.
يتحدث أهل الحلة عن حادثة نسبت ل ( عبد العمص) ونسبت إلى العاقل الذي ساتناوله لاحقا ( ابو حيه) ، خلاصة الحادثة أن (عبد العمص) شج رأس احد الصبية بعصاه، وقدم والد الصبي الشكوى ضد عبد العمص عند شرطة الحلة، استدعي عبد العمص لمركز الشرطة وقال له الضابط الخافر، هل أنت من شج رأس هذا الصبي؟، قال نعم، قال الضابط لماذا فعلت به هكذا؟، قال عبد العمص للضابط سيدي قل ( اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد)، قال الضابط ( اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين)، قال له عبد العمص قل ثانية يرحمك الله، ردد الضابط ما أراد منه، قال عبد العمص للضابط قل ثالثة سيدي، أعاد الضابط الصلاة والسلام على محمد وآله، قال عبد العمص الرابعة كرامة للنبي وآله، قال له الضابط كفى أنا أحقق معك أم اجلس في مجلس ديني، قال عبد العمص للضابط، سيدي الصلاة على محمد وآل محمد فيها الكثير من الأجر والثواب وانت تثاقلت منها وجزعت، كيف بي وأنا من الصباح إلى المساء يردد خلفي الأطفال والصبية ( عبد العمص عموصي)، يقولون أن الضابط ضحك كثيرا وخاطب والد الصبي قائلا ابعد ولدك عن مضايقة هذا الرجل وإلا سأودع ولدك سجن القاصرين وأحيله للمحاكم المختصة.
ومن أطرف ما يروى عن (عبد العمص) حين يمر قبالة مقهى ( ابو سراج) التي تقع مباشرة على شط الحلة، مجاورة لجسر الحلة القديم، يسمِعُهُ احد رواد المقهى أو أحد المارة قائلا ( ما عنده، ما عنده) وتعني أن عبد العمص لا يمتلك كبقية الرجال من عضو الذكورة ، ويعلم عبد العمص انه هو المقصود بهذا الكلام، وفعلا هو المقصود فيسارع لرفع – دشداشته – ثوبه، والرجل رحمه الله نادرا ما يرتدي السروال الداخلي، ويهتف بأعلى صوته، ويلف بجسده ليري الجميع ويقول ( هذا عندي، والله عندي)، فتبرز عورته وشعر عانته الكثيف وتبتعد عنه النسوة مذعورات من فعله المشين، ويسمعُ أصوات التأنيب من السائرين أو من الجالسين بالمقهى، ( عيب يا عبد استر عورتك يا عبد).
تحمل المرحوم (عبد العمص) الكثير من الأطفال وأيضا من بعض الكبار من أهالي الحلة، قرر أن ينتقل لبغداد لعله ينهي هذه المضايقات، وفعلا انتقل لبغداد نهاية ستينيات أو بداية سبعينيات القرن الماضي كما أخبرني بذلك الأستاذ (د. مؤيد الطائي) ، وغالبا ما كان يتواجد بمنطقة علاوي الحلة، والظاهر ان اهل الحلة لم يتركوه فحين يراه احد الحليين يمزح معه بما لا يحب ذلك ( عبد العمص)، يقول الأستاذ جليل الجباوي عام ١٩٧٦ كنت عائدا للحلة ووجدت (عبد العمص) هناك في بغداد قرب – كراج – مآرب الحلة ، وسمعت بعض المارة يخاطب (عبد العمص) ويقول له ( ٢٣، ٢٣)، ويقول سمعت جواب ( عبد العمص) يصرخ بوجه ذلك المار ويقول ( ٣٢،٣٢) وهو يرفع دشداشته – ثوبه – كاشفا عن عورته.
رحم الله الراحل عبد العمص الذي كان مروره مصدر ابتسامة للكثير، ورحمه الله ونحن نستذكر نوادره وطرفه.
حامد كعيد الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here