مصدر مطلع: اتفاق قريب بين PYD والنظام بضغوط من PKK وتنسيق تركي روسي

لتسليم المنطقة للنظام وفق تفاهمات بأي ثمن كان

كشف مصدر كوردي سوري مطلع، اليوم الخميس، أن مفاوضات تجري بين مسؤولين في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والنظام السوري بضغوط من حزب العمال الكوردستاني PKK وبإشراف روسي للوصول إلى اتفاق نهائي حول مصير المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية ‹قسد›.

وقال المصدر ، إن «قوات سوريا الديمقراطية تتعرض إلى ضغوط كبيرة من قبلPKK  والروس للتوصل إلى اتفاق مع النظام بأسرع وقت قبيل أي عملية عسكرية تركية في شمال البلاد».

وأضاف المصدر، أن «PKK يمارس ضغوطا كبيرة على (قسد) لتسليم المنطقة للنظام السوري والوصول معه إلى تفاهمات بأي ثمن كان».

وأشار المصدر، وهو مقرب من ‹قسد›، إلى أن «الروس وبالتنسيق مع تركيا يضغطون على (قسد) لتقديم تنازلات كبيرة للنظام مقابل بعض الحقوق للكورد»، مؤكداً أن «التهديدات التركية باجتياح المنطقة تصب في ذلك الاتجاه».

المصدر الذي رفض الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح، أوضح أن «مفاوضات جدية تجري بين (قسد) والنظام على كافة المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية بإشراف روسي وضوء أخضر أمريكي».

مؤكداً، أن «(قسد) سوف تضطر إلى تقديم تنازلات كبيرة للنظام بسبب الضغوط التي تتعرض لها من قبل PKK والروس والأتراك، والأمريكان»، وفق قوله.

ولفت المصدر، إلى أن «الولايات المتحدة الأمريكية تتجه نحو تسليم ملف تنظيم داعش وشرقي الفرات للروس والانسحاب من المنطقة، وإيجاد حل لملف (قسد) والكورد عبر اتفاق مع النظام السوري».

مردفاً، أن «واشنطن لا تريد أن تظهر وكأنها تخلت عن الكورد السوريين أمام الرأي العام العالمي، ولذلك تريد أن تتفق (قسد) مع النظام».

وأكد المصدر، أنه «في حال التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري سوف تكون قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات الأمن (الآسايش) جزءاً من منظومة النظام العسكرية في شرقي الفرات».

وتابع المصدر بالقول، إن «مفاوضات (قسد) مستمرة مع مسؤولين كبار من النظام السوري برعاية روسية، وسوف يصل الطرفان قريبا إلى تفاهمات أولية حول مصير (قسد) والإدارة الذاتية وخيرات شرقي الفرات».

في الإطار، يرى بعض المراقبين أن ما تشيعه إدارة PYD من ضغوط تتعرض لها من هذه الجهة أو تلك، ليست إلا ذرائع لتسليم المنطقة للنظام، وفق اتفاق مبرم بين الجانبين منذ أكثر من عقد، إبان انطلاق الأحداث في سوريا، حيث سلم النظام إدارة غربي كوردستان لـ PYD، والآن حان موعد إعادة «الأمانة».

كما يستبعد المراقبون، أن تكون هناك اتجاهات أو تيارات داخل PKK أو فروعه وتنظيماته بسوريا، فالمنظومة كلها موحدة، وما يظهر على العلن من تباينات ليست إلاّ تقاسم أدوار ووظائف فحسب.

وكان القيادي البارز في حزب الاتحاد الديمقراطي  PYD آلدار خليل، أبدى استعداده للتفاوض مع نظام الأسد بشكل مباشر، داعياً إلى نقل الحوار المتعلق بقرار مجلس الأمن 2254 من جنيف إلى العاصمة السورية دمشق.

وتأتي تصريحات خليل بعد أيام قليلة من أخرى مماثلة من الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكوردستاني (قيادة  PKK) جميل بايك، كان قد قال فيها إن حزبه لا يمكن أن يكون مناهضا للرئيس السوري بشار الأسد، مضيفاً «لم نقطع علاقتنا بدمشق قط، إن لم يقوموا هم بقطعها لن نقوم نحن بقطعها أبداً»، داعياً الإدارة الذاتية التي يشرف عليها PYD  في غرب كوردستان إلى المصالحة مع نظام الأسد، ضد تركيا.

وقال خليل (معروف بكونه رجل بايك في غرب كوردستان) في لقاء متلفز، يوم الاثنين: «من يحكم في دمشق هو من يمثل سوريا في المحافل الدولية. لذلك للوصول إلى حل لا بد من الاتفاق مع دمشق»، في إشارة منه لنظام الأسد.

مردفاً «يجب أن نفكر في صيغة أخرى، حيث لابد من بحث الحل مع النظام لكن ليس في جنيف بل في دمشق. ما المانع أن نجلس ونتحاور ونطرح الحلول الممكنة للتوصل إلى صيغة حل لعموم القضايا سوية».

وسبق وأن طالب نظام الأسد بنقل المفاوضات الخاصة بالملف السوري إلى العاصمة دمشق، وهو الأمر الذي دعا إليه خليل، مشيراً إلى أن «الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي جاهزان للحوار المباشر دون التوجه إلى جنيف».

ويأتي حديث خليل ضمن مسار بدأه مسؤولو PYD والإدارة الذاتية التي يشرف عليها، خلال الأيام الماضية، وذلك بالتزامن مع التهديدات التركية بشن عملية عسكرية يتحدث العديد من المصادر على أنها باتت وشيكة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here