هبات مالية لاستعباد لبنان

هبات مالية لاستعباد لبنان، نعيم الهاشمي الخفاجي

العقلية البدوية الخليجية تتعامل مع العرب أنهم عبيد مقابل ريالاتهم ودولاراتهم، أنا عندما أتكلم عن حالات استعلاء هؤلاء البدو ليس افتراءات وإنما من خلال تجربة عملية قضيت أربع سنوات بالسعودية رأيت العجب العجاب لكن الكلام لا يشمل جميع أبناء شعوب نجد والحجاز، بعد خروجنا للغرب كل دول العرب أقفلت حدودها مع العراقيين إلا سوريا، خلال زيارتي إلى دمشق وجدت نسبة عالية من المواطنين السوريين ينظرون في احتقار للسواح العرب الخليجيين على عكس احترامهم العراقي والسوداني والمغربي حتى انا سألت مواطنين سوريين عن سبب بعضهم لأهالي الخليج قالوا هؤلاء يتعاملون معنا على أساس أنهم يملكون الأموال ونحن عبيد لهم.

منذ قيام بريطانيا وفرنسا في غزو الدولة العثمانية وإسقاط نظامها أقاموا دول عربية ونصبت عليهم حكام عملاء خونة يعملون لصالح دول الاستعمار، كان الصراع على الجامعة العربية بين الأنظمة القومية ودول الرجعية العربية، الان بعد سقوط الأنظمة القومية العربية باتت السيطرة على العالم العربي من قبل دول الرجعية العربية.

المال السعودي والخليجي يستثمر لخدمة مصالح الاستعمار والصهيونية، لذلك الضجة التي تعرض لها قادة لبنان بعد الإجراءات السعودية والخليجية من قطع علاقات ومحاصرة لبنان اقتصاديا مثل طريقة أسلافهم عندما حاصروا بني هاشم لمنع دعوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في هداية البشرية، نفس أساليب الحصار والحرب الاقتصادية تم تكرارها مع دولة لبنان في زمننا هذا، بعض المستكتبين الخليجيون يصفون حصارهم إلى لبنان بالإجراءات المتأخرة، وفي الحقيقة هي ليست متأخرة وإنما هي تنفيذ لما يطلبه منهم المعسكر الصهيوني من زعماء الخليج، ما حدث لم يكن مفاجئا وقاسيا.

المال السعودي صنع ساسة مطيعين لهم أمثال عائلة رفيق الحريري، وحتى قضية اغتيال رفيق الحريري كانت بسبب ولاء رفيق الحريري لعملية احتلال العراق واستقباله إلى رئيس الحكومة العراقي المعين من قوات الاحتلال الغربي الدكتور أياد علاوي وانا كنت بوقتها ادخل لغرف حوار لفئات وهابية في غرف حوار برنامج البالتوك أهدروا دم رفيق الحريري بسبب استقباله إلى إياد علاوي، لذلك عملية اغتيال الحريري نفذتها تيارات وهابية مرتبطة مع تنظيم القاعدة واعترفوا بتنفيذهم للغزوة التي طالت رفيق الحريري من خلال بيان رسمي، المال السعودي يريد تدجين لبنان ومحاربة سلاح المقاومة لأسباب مذهبية خدمة للصهيونية.

المال السعودي كان ولا زال ضد الأحرار في لبنان، بعد انسحاب وليد جنبلاط من 14 آذار، فقد ذكر عبد العزيز خوجة في مذكراته: أرسلت القيادة السعودية خطاباً تلاه خوجة على جنبلاط بحضور غازي العريضي، وكان الخطاب يؤنبه على الخذلان التاريخي لتكتل كان التعويل عليه لتركيب محور وازن داخل لبنان بوجه المحور السوري الإيراني.

أينما وجد المال السعودي وجد نشر الفكر الوهابي التكفيري ويتم توظيف المشاريع السعودية التي تتعلق بالاقتصاد والتنمية وسائل ضغط على ساسة لبنان لإستعبادهم واذلال هذا الشعب العربي المناضل.

المتابع إلى مايكتبه الإعلام الخليجي والسعودي بشكل خاص تجدهم يكتبون في مقالاتهم الصحفية بالقول ( أن

ساسة لبنان هم من اختاروا إيران).

عقليات بدوية متخلفة يريدون من شعب لبنان أن يصبح اداة رخيصة في بيع قضايا العرب والمسلمين يريدون من الزعيم العربي المسيحي العماد ميشال عون أن يصبح مع جوقة المنبطحين والمطبعين وفي رفع شعارات معاداة الشيعة في اسم ايران …..الخ.

السعودية ومعسكرها هاجمت شعب اليمن بحرب غير متكافئة لكن إرادة شعب اليمن لم ولن تقهر، الإعلام السعودي منزعج من رفض إدانة لبنان إلى عمليات القوات اليمنية في استهداف مصافي «أرامكو»، واغرب نكتة احد الكتاب السعوديين كتب مقال يقول( رفض لبنان إدانة العدوان الحوثي على السعودية).

وهل السعودية استشارت لبنان لشن حربها ضد اليمن، وهل التفوق الجوي السعودي على اليمن لم يتم استهداف الأهداف المدنية لشعب اليمن الفقير والرائع.

المال السعودي والخليجي موظب لخدمة المشاريع الاستعمارية وضد الاحرار أين ماوجدوا، هناك الكثير من الناس يفضل العيش مع الفقراء بكرامة من العيش مع الأغنياء بذل وخنوع.

شيء طبيعي الاخيار اللبنانيون يختارون المحور المقاوم ضد معسكر الرجعية العربية المتخاذل لذلك إيرانكان تصرح السيدة المناضلة المسيحية اللبنانية مي خريش نائبة جبران باسيل حيث قالت بعد سؤال احد الصحفيين إنها تفضل إيران على السعودية؟

شعب لبنان متحضر لا يمكن مقارنته مع شعوب الرجعية العربية، النظام السياسي انتج قادة وزعماء من تيارات اليسار والشيوعية والأحزاب القومية والتقدمية والاشتراكية لديهم تعدد حزبي وديني ……الخ.

لا قيمة للاموال السعودية الخليجية لشراء قيم الشعب اللبناني العربي المناضل والمقاوم والصامد.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

4/11/2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here