حبيبتي الأبدية” مارغريت ” مرحى لكِ وألف تحية !

بقلم مهدي قاسم ــ صحيفة صوت العراق
أو حب عريق كنبيذ معتق و لذيذ عمره ثلاثون عاما ! ..
حينما زرتها ،..ور أيتها أحببتها من أول نظرة و لقاء كما يقال ، هذه ما كنتُ أتوق إليه دائما ، قائلا مع نفسي أنها ستكون بمثابة ملجئي الدائم ،سأهرع إليها راميا نفسي بين أحضانها الرحبة ،كلما ضاقت بي الدنيا نفورا وجاشت النفس اختناقا و ضغطا واعتكر المزاج سأما ر، وما من يوم أو فرصة متاحة ، حتى كنتُ أهرع إليها مستعجلا ، تقريبا جريا ، و بأذرع مفتوحة على وسعها كأجنحة نسر متفردة عودة شغوفا نحو عشه الدافئ ، كما لو كنتُ أخشى من أنها ستختفي فجأة ، كنيزك نازف زوالا ، أو غيمة عابرة متلاشية على ظهر بريق مدجج بصواعق مزمجرة..
ثلاثون عاما من حب فتي لا يني يجدد نفسه مزدهرا ، مورقا ببراعم عشق صوفي أبدي .. بعيدا تماما عن ضجر ، ملل و فتور .. رتابة .. عن برودة عاطفية مباغتة .. مثلما شعرتُ بها مرارا عند حبيبات وصديقات غاديات ورائحات أو عابرات كلمحة فصول غائمة ..تعقبها لحظات منسية ثم دائمة ..
أما هي فبقيت حبيبة أبدية أحببتها بشغف و.. حتى الآن ..
ولكن عذرا ….
فلا يشط بكم الخيال بعيدا .. فتتصورون كأنني أتغزل ــ مغرما ــ بحبيبة غالية أو عاشقة ولهانة..
لا أبدا ..
إنما أتغزل بحبيبتي جزيرة “مارغريت” الشامخة في وسط بودابست ،بقامتها المديدة المنحنية بخصلاتها الخضراء على أمواج الدانوب الأزرق ..
وهي تستقبلني كل يوم ـــ تقريبا ــ بهسهسة وهمسات أشجارها المعمرة بمئات سنين ، بورودها وأزهارها الزاهية … وسناجبها المرحة و غربانها الوديعة التي أضحت وديعة أليفة حقا ، إلى حد تحط واقفة بقرب كتفي ،رصانة و هيبة لورد إنكليزي ، على مسند مقعد عندما من مشيتي الرياضية جالسا لراحة أو أخذ حمامات شمسية ,,!..
و لا تستغربوا قطعا كل هذا الإطراء الجميل : فحبيبتي” مارغريت” تستحق مني هذا الغزل الأنيق و المديح الرشيق ، وهي التي أعطتني الكثير من راحة نفس وفرصة تأملات عميقة ومخاض أفكار و رؤى متنوعة ،دون أن تطلب مني شيئا مقابل ذلك ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here