التفكير المستقيم والتفكير الأعوج

التفكير المستقيم والتفكير الأعوج

فارس حامد عبد الكريم

لايمكن ان تكون محللاً سياسياً أو اقتصادياً مالم تكن متمكناً من العلوم والمعارف ذات العلاقة المعززة بالخبرة والتجربةالطويلة، ويبقى التحليل والإستنتاج شكلاً من أشكال التكهن غير اليقيني.

فالأحكام تبنى على أساس الظاهر أصلاً، ومع ذلك لابأس بالتحليلات والإستنتاجات المنطقية رغم امكانية تعدد الإحتمالات وتشعبها في الحياة، ولابأس كذلك بنظرية المؤامرة …. ولكن هذه كلها لاينبغي ان تبنى عليها مواقف سياسية أو اقتصادية يتعلق بها مصير شعب وحياته ومستقبله ومصير ثرواته مالم تتوفر ادلة او قرائن قوية تؤكدها لأنالنتائج الخاطئة لهذه التكهنات قد تتحول الى كوارث …

فالتكهنات والتحليلات والإستنتاجات مالم تقم على دليل علمي او لم يكن لها أصل من الواقع فإنها والحالة هذه تعدشكلاً من أشكال التفكير الوهمي والخيال الذي يغرق به صاحبه وربما يعترض بعنف على من يحاول إقناعه بخيالية فكره، وإذا كان مثل هذا الشخص قيادياً بيده زمام الأمور العامة فانه سيقود بلده للخراب ولاشك وحقائق التاريخ القريبوالبعيد تؤكد ذلك.

فالحرب العراقية الايرانية واحتلال الكويت بنيتا على أساس تحليلات وتوقعات من شلة من المراهقين يتسمون بالطيشوالرعونة وليس لهم باع في العلم والفكر السياسي والإقتصادي والتي ادت في النهاية الى دمار شامل أمتد لعقود منالزمن، خسائر بشرية باللآلاف وتدمير الإقتصاد الوطني وديون مليارية مع دفع تعويضات مليارية لم ينتهي تسديدها لليوم …

فالفكر ليس له حدود ولاينبغي ان تقام عليه قيود سوى قيود العقل والمنطق ومع ذلك يبقى متأرجحاً بين الشك واليقين والصواب والخطأ والحسن والقبح.

وتطبيق ذلك؛

تعرض منزل دولة رئيس الوزراء السيد الكاظمي ليلاً الى هجوم من طائرات مسلحة اوقعت اضرار مادية دون الأضرارالبشرية.

هذا هو الظاهر والقدر المتيقن من الوقائع ولأننا بشر لانعلم الغيب قطعاً فإن التكهن بأن ذلك عملاً مدبراً ومزيفاً كما توقعالبعض، ورأيهم محترم، لايتحول الى استنتاج منطقي معقول يمكن قبوله والإقتناع به إلا بأدلة مادية أو عقلية مقنعةويبقى الظاهر من الوقائع متقدماً على التكهنات مالم يقم الدليل على خلاف ذلك.

*استاذ جامعي – النائب الأسبق لرئيس هيئة النزاهة الإتحادية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here