ديالى …. تكشف عورة المليشيات الإيرانية في العراق

عبد اللطيف الهجول

يبدو أن مدينة ديالى الواقعة شرق العاصمة العراقية بغداد أصبحت ضحية نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الاخيرة فتهديدات المليشيات الولائية والتي تدين بالولاء لولاية الفقيه الإيراني وتؤتمر بأمر الحرس الثوري الإيراني نفذت تهديداتها بأن تكون نتائج الانتخابات الاخيرة سببا في زعزعة الأمن العراقي وسببا في إشعال الحرب الطائفية مرة أخرى.

مجازر أخرى

قيس الخزعلي زعيم مليشيا عصائب اهل الحق والتي خسرت الانتخابات الاخيرة أكثر من 15 مقعدا قال في تغريدة نشرها في 27.10.2021 “واتمنى ان تكون هذه المجزرة ( يتحدث عن احداث ديالى ) لوحدها كافية بدون الحاجة إلى مجازر أخرى، ليعلم
من يطالب بحل الحشد أو دمجه إنه الجانب الصواب”.

ويبدو لنا كعارفين لهؤلاء المجرمين انهم يقصدون انهم نفذوا هجمات إرهابية وتم اتهام داعش الارهابي بها رغم اننا لا ندافع عن هذا التنظيم الذي فتك بالعراقيين هو الآخر ولكن لا يعني ذلك أن نسكت عن جرائم الحشد المليشياوي والتي لا تقل سوءا وجرما عن جرائم داعش.

يبحث قادة الحشد الإيراني عن حجج طائفية لاقناع جمهورهم القليل أن سبب خسارتهم طائفية رغم خسارتهم الفاضحة في الجنوب العراقي الذي يعتبر معقلهم الرئيسي ولكن لا يستطيعون تخطي ذلك بسبب نيتهم البقاء في السلطة لمدة أطول.

وقال مقتدى الصدر زعيم مليشيا سرايا السلام في تغريدة عبر صفحته على تويتر، إن “الخطر محدق بمحافظة ديالى، ونار الفتنة الطائفية يؤججها البعض”.

وأضاف أن “المحافظة أسيرة التهريب والمليشيات والتبعية والإرهاب”، في إشارة إلى الفصائل الشيعية الموالية لإيران، إضافة إلى تنظيم “داعش” الإرهابي.

وأردف الصدر: “على قواتنا الأمنية في وزارة الداخلية العمل الجاد والسريع لحماية الحدود والانتشار السريع من أجل درء المخاطر”.

تجربة جرف الصخر

يبدو أن المليشيات الولائية تهدف إلى تكرار جريمة جرف الصخر حين تم تطهير هذه المنطقة القريبة من مدينة بابل جنوب العاصمة العراقية بغداد عرقيا من خلال طرد سكانها من المكون السني وتم تهجيرهم في عام 2014 بعد دخول داعش العراق وسيطرته على عدة مناطق منها جرف الصخر.

وأعلنت الحكومة العراقية إغلاق جرف الصخر لثمان (8) أشهر بعد تحريرها من الإرهابيين في عملية سميت بمعركة عاشوراء، وذلك لرفع العبوات الناسفة ومعالجة الدور المفخخة، وكذلك هناك مشاريع لبناء مصفى الجرف وتأهيل البنايات والطرق في القضاء، وقد أعلن أحد أعضاء مجلس محافظة بابل أن عودة الأهالي النازحين ستتم بعد انتهاء المدة المقررة وهي الثمان أشهر، ولكن المنطقة بقت مغلقة عسكرياً منذ تحريرها من داعش وحتى الآن وتحتوي حالياً على مقرات ومخازن سلاح ومعسكرات وسجون تابعة للحشد الشعبي (كتائب حزب الله).

وتهدف المليشيات الإيرانية الآن إلى تكرار ذات العملية من تطهير عرقي وطائفي في ديالى أيضا وذلك يبدو واضحا من خلال دعوة عدة صحفيين تابعين للحشد الولائي إلى تكرار تجربة جرف النصر الاسم الجديد لجرف الصخر في ديالى أيضا.

ديالى بوابة إيرانية

تعد مدينة ديالى منذ 2003 بوابة مهمة لإيران لإدخال سلاحها ونفطها ومخدراتها إلى العراق ونقله إلى دول محور المقاومة في سوريا ولبنان ولذلك تهدف المليشيات الإيرانية في العراق إلى تطهير هذه المدينة عرقيا لغرض بقاء المدينة بالكامل لهم.

تهدف إيران إلى إعادة الوضع في ديالى إلى زمن الحرب الطائفية وخاصة انها كانت ولا زالت تلعب دورا كبيرا في إثارة النعرات الطائفية في العراق بشكل عام وديالى بشكل خاصة باعتبارها بوابة رخوة من خلال البساتين والاراض الزراعية وسهلة الاختراق من قبل الإيرانيين.

التصعيد في ديالى يأتي بعد رفض الشعب لحلفاء إيران ومعاقبتهم في الانتخابات، خاصة في الوسط والجنوب، لكنهم لا يستطيعون في هذه المناطق فعل شيء؛ لأنها ضمن المكون (الشيعي)، وذلك يحدث حربا أهلية، فلجأوا إلى ديالى، وهي أضعف النقاط؛ لإحداث الفوضى، وإحراج حكومة الكاظمي، لتحقيق مكاسب أكثر بتشكيل الحكومة، لأنه لا يمكن إعادة الانتخابات وخاصة أن مقاعد المكون السني في ديالى بات أغلبية وتحصلوا على 10 مقاعد من أصل 14 مقعد مخصص لهذه المدينة.

موقف الحكومة

اكتفت الحكومة العراقية بالتفرج خلال الأيام الأولى من عمليات التهجير وعمل جهاز مكافحة الإرهاب العراقي كعربة تاكسي لنقل المهجرين الى مناطق آمنة دون الدفاع عنهم رغم حدوث اشتباكات بينهم وبين المليشيات الإيرانية الا ان هذا الأمر لم ينفع في شيء وخاصة أن عمليات التهجير والقتل الطائفي مستمر إلى الآن.
الحكومة العراقية أعلنت مداهمة معقل عصابة “احمد رومية” التي تعد من اخطر العصابات الاجرامية في ديالى شرق العاصمة العراقية بغداد، ألقت القبض خلالها على افراد العصابة، بينهم مجيد رومية شقيق زعيم العصابة المطلوب وفق المادة 4 ارهاب وهذه العصابة هي جزء من منظمة بدر الإرهابية بقيادة الإيراني هادي العامري
يبدو أن الحكومة العراقية عاجزة امام سطوة المليشيات وانه هناك أوامر إيرانية مبطنة بعدم التدخل في شأن ديالى بشكل كبير وترك المليشيات تعمل ما تريد إلى حين الاكتفاء وتطهير ديالى عرقيا وطائفيا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here