السبت ١٣ نوفمبر ٢٠٢١
جلال آباد – (أ ف ب): قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 15 آخرون بجروح اثر انفجار وقع أثناء صلاة الجمعة في مسجد في ولاية ننغرهار الأفغانية حيث ينشط تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بحسب ما اعلن مسؤولون. ويسلط هذا الهجوم الذي لم تتبنه أي جهة بعد التحديات التي تواجه مساعي طالبان لإعادة إرساء الاستقرار في البلاد، بينما حذرت الأمم المتحدة من ان البلد يواجه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ووقع الانفجار في منطقة سبين غار في الولاية الواقعة في شرق البلاد، قرب الحدود مع باكستان. وقال مسؤول في طالبان لوكالة فرانس برس: «يمكنني التأكيد أن انفجارا وقع أثناء صلاة الجمعة داخل مسجد في منطقة سبين غار. هناك ضحايا وقتلى». وأكد طبيب في مستشفى محلي: «حتى الآن، هناك ثلاثة قتلى و15 جريحا».
من جانبه، أكد والي محمد وهو ناشط محلي في المنطقة لفرانس برس أنه يبدو أنه تم إخفاء القنبلة في مكبر صوت قرب منبر الإمام في المسجد. وبحسب والي فإنه عندما تم تشغيل مكبر الصوت لإقامة الأذان انفجر الجهاز. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، الذي ظهر أول مرة في ننغرهار عام 2015، مسؤوليته عن سلسلة اعتداءات دامية وقعت في أفغانستان منذ عادت طالبان إلى السلطة.
وفي أحد آخر الهجمات، اقتحم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الشهر الجاري مستشفى كابول الوطني العسكري حيث قتلوا 19 شخصا على الأقل وأصابوا أكثر من 50 بجروح. وقتل أكثر من 120 شخصا في هجمات نفّذها تنظيم الدولة الإسلامية في وقت سابق هذا العام استهدفت مسجدين يتردد إليهما أفراد أقلية الهزارة.
وسيطرت طالبان على السلطة في أفغانستان منتصف أغسطس وأطاحت الحكومة السابقة المدعومة من الولايات المتحدة وتعهدت بإعادة الاستقرار بعد حرب استمرت 20 عاما. وتبنى التنظيم في 2021 أكثر من 220 هجوما في أفغانستان بما في ذلك العديد من الهجمات في كابول حيث سيطرت طالبان على مقاليد الحكم. ومن بين هذه الهجمات هجوم انتحاري في 26 أغسطس، وسط حشود قرب مطار كابول، خلف أكثر من مائة قتيل بينهم 13 جنديا أمريكيا وبريطانيان.
وكان المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد قد أكد في مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء في كابول أن التنظيم أصبح «تحت سيطرتنا بطريقة أو بأخرى»، مؤكدا انه «لا يشكل تهديدا كبيرا». وتأسس تنظيم «الدولة الإسلامية-ولاية خراسان» في عام 2014، حين بايع مقاتلون سنة متشدّدون في العراق وسوريا أبا بكر البغدادي «خليفة» للمسلمين.
وتختلف حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية حول تفاصيل تطبيق الشريعة وفي الاستراتيجية. وأصبحت أفغانستان موطنا لواحدة من أسوأ الازمات الانسانية في العالم، ومن المتوقع أن يعاني أكثر من نصف الأفغان من «انعدام الامن الغذائي الحاد» هذا الشتاء مع الجفاف.