بنو ساسان والميليشياوية البلطجية

بنو ساسان والميليشياوية البلطجية
عادل الخياط
البلطجة تتماهى على مستوى الشارع مع الدُول أو الحكومات البلطجية في التعامل مع الحدث .. الصيت أيضاً كوسيلة إعلامية يستخدمه بلطجي الشارع وكذلك الدولة المُؤسسة على الفِعل العسكري كوسيلة لردع الخصم .. بخصوص الوسيلة الإعلامية ( الصيت Reputation ) على مستوى الشارع .. لنضرب مثالا , وهذا المثال أعتقد ذات يوم ذكرته في مناسبة ما .. المثال يقول : ذات يوم حدثني صديق من ضمن اللفيف الشقاواتي , قال بفكاهة : هل تريد أن تصبح صاحب صيت شقاواتي ؟ لا تحتاج تحدي شقي معروف على مستوى العراق , لأنك سوف تخسر أتوماتيكياً ثم تنزوي في مشروعك الشقاواتي , أنت فقط بحاجة للحيلة لكي يصعد إسمك , ما هي تلك الحيلة ؟ الحيلة هي : أن تقف في كراج النهضة في بغداد , وبما أن هذا الكراج أيام الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات هو مصدر تصدير العسكريين شمالا وجنوبا نحو فيالق الجيش في تلك الحرب , تأتي أنت وتجرح بسكين شقي معروف على مستوى العراق ثم تصيح : أنا فُلان إبن فلان .. حينها سوف يذيع صيتك على مستوى العراق .. هل تلك الفكرة بسيطة أم ذكية ؟ هههههههههه

لنقيس تلك العملية واقعياً على المستويين المذكورين , أو لنقل المستوى الذي يخص الواقع السياسي وليس السلوك الشقاواتي على المستوى الفردي .. أولا لنرصد قول صاحب الميليشيا الأكثر صيتاً في المثلث العراقي اللبناني السوري , رأس ميليشيا حزب الله اللبناني , هذا الحزب على لسان زلمته صاحب العمامة السوداء المُترعة بفيروسات الشرور – حسن نصر الله – أخيراً إنفقع بالقول : سوف نُبلط البحر بـ فُلان وعلان ” فقط إنظر أو إستمع للُغة البلطجية ” عاقرت الحانات والشوارع , لكني لم أستمع لمثل تلك اللُغة البلطجية ! .. هههه .. بالنسبة لي لست خبيراً عسكريا لكي أقول : ان الأسلحة تبور , أو تفسد , وحتى لو إفترضنا فساد الأسلحة في دهاليز حزب الله الأرضية , وأن ثمة خُبراء يضخون فيها النفس أو التنفس – ترميم – , فثمة فساد قد ينخر جسد هذا الحزب الإيراني المتوغل في الجسد اللبناني , ما دام انه إمتداد للبيرقراطية المُلائية الإيرانية , ومع تطور الزمن سوف ينخر هذا الفساد في تكوين الحزب وجسد الذين يضخون فيه الكاربون القاتل , والتاريخ له بينات من قبيل تصريح النادم ” نصر الله ” : لو كنت أعلم ما قادت إليه العملية الإسرائيلية سنة 2006 لما عملت ذلك الإستفزاز ضد إسرائيل ” عن الفعاليات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني التي قادت لنزوح ما يقرب أكثر من نصف مليون شخص من الجنوب .. بلطجة .. كل تلك العمليات عبارة عن بلطجة , بلطجة لكي تُعطي ملالي إيران بُعدا أخلاقياً , والبُعد الأخلاقي لا يُمكن أو يتوشح على عمائم إيران كمقاومين أو مقاولين وهميين للكيان الإسرائيلي , لأنهم ببساطة أشد سوءً وعنصرية من إسراائيل ذاتها , : أنا لا أفهم كيف تقود البلطجة إلى لُبوس أخلاقي ؟! .. مع التذكير عن عدم ربط الشقاواتية التي وردت في الإستهلال بهذا السقوط الأخلاقي ..

هنا يمتد أو تمتد الحروف الأبجدية إلى العراق , لكن العراق ليس لبنان : شلون , كيف ؟ العراق لم يكن لبنان ولن يكن لبنان , لننظر إليها – العملية – تاريخيا , تاريخ قريب وليس بعيد :
في سنة 1975 إندلعت الحرب الأهلية اللبنانية , المعروف أن تلك الحرب كانت قد تأسست على بُعد عرقي : مسيح ومسلمين , من ثم تطورت لطائفية بعد تأسيس حزب الله من قبل ملالي إيران سنة 82 بصرف النظر عن حركة أمل الشيعية لأنها لم تكن بذلك المستوى عسكرياً وسياسياً .. الصعود الصاروخي لـ حزب الله تأتى على خلفية الصراع مع إسرائيل بإعتباره مُحور مقاومة , حزب الله محق حركة أمل وصاحبها ” نبيه بري ومن ثم توافقا الرأسان الإيرانيان – بري ونصر الله بمباركة إيرانية , ونبيه بري نفسه شاهدُ على نزوله على الخضوع بعد أن دمرت ميليشيا نصر الله حزبه أو حركته في عُقر مواقعها في جنوب بيروت وتلك الأحداث شاهدة على جبينه الفاقع , و و وبري لا يزال على قيد الحياة ودون ريب ان من يُذكره بها : هل سوف يعض إصبع الندم على ذلك الجُبن الذي مارسه في مواجهة حزب الله , لكن نماذج مثل بري هل من الممكن أن ينساب في كياناتها شعرة من الكبرياء ؟ يا ترى كم يبلغ عُمر ” بري ” اليوم وهو يواصل تآمره على الواقع اللبناني البائس ؟ ” في الخاتمة ان تلك الجماعة كونت تشكيلاً سرطانياً داخل الكيان اللبناني بواسطة العمائم الإيرانية .. التسمية الأوفر لدي هي : غزو مُبطن , أو لماذا نقول مُبطن , إنما غزو إيراني صارخ .. لكننا نحاول أن نقرن ذاك بهذا .. ما حدث في لبنان وما يحدث اليوم في العراق ؟!

وهنا يُطرح تساؤل منطقي : هل الواقع العراقي يتماثل مع الواقع اللبناني ؟ جميع الوقائع التاريخية تقول : لا , لا يتوافق .. فإذا كان حزب الله اللبناني قد إستمد بعض الزخم الشعبي في جنوب لبنان من خلال صراعه مع إسرائيل << مع التأكيد ان هذا الزخم قد وصل إلى الحضيض , وتلك بديهة في سلوك الأحزاب والتشكيلات الدينية وعبر التاريخ وعلى مستوى جميع الديانات وليس بالضرورة دين الإسلام , لكن بساطة الناس تقودهم للسقوط في المخلب الديني المُؤسس على الخديعة وغسل الأدمغة >> , فالعراق غير خاضع لتلك المعادلة , بل العكس , إنما سوف تتجاوز الدعوات ليس جزر الميليشيات التابعة للولي الفقيه فقط , إنما إعادة إقليم الأهواز العراقي .. في تحور آخر ان إنتفاضة أو ثورة تشرين التي خرجت فيها الملايين ضد الأحزاب الموالية لـ ايران , لنشاهد هذا الفيديو في البصرة , نقول في البصرة لكنه ” المد الجماهيري ” يمتد أو إمتد لجميع المحافظات التي تفاعلت مع هدف الفوز لمنتخب العراق على ايران , التفاعل مع تلك المباراة التي تزامنت مع ثورة تشرين ضد الأحزاب الموالية للفقيه الإيراني لنشاهده في الفيديو التالي :
https://youtu.be/izisCwMvKS

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here