مقال (المرأة في القرآن الكريم)

مقال (المرأة في القرآن الكريم) الدكتور فاضل حسن شريف

كرم الله تعالى المرأة في كتابه المقدس القرآن الكريم. فمنذ ادم وحواء عليهما السلام لا يوجد تمييز بين الذكر والانثى فعاقبهما الله بدون تمييز لاكلهما من الشجرة كما في الاية الشريفة “فازلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما
كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين” (البقرة 36)
ولا تأثير للزوج او الزوجة على بعضهما البعض في ثواب وعقاب الله، فهذه زوجة نوح عليه السلام تدخل النار “ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح و امرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين * وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين” (التحريم 10-11) بينما زوجة الطاغية فرعون تدخل الجنة وهي احدى سيدات نساء العالمين. وللمرأة حق اعطاء الرأي والتشاور معها كما جاء في قوله تعالى “فان ارادا فصالا عن تراض منهما و تشاور فلا جناح عليهما” (البقرة 233)
وللمرأة مكانة كبيرة فهذه مريم عليها السلام تكفل برعايتها نبي من الانبياء وهو زكريا عليه السلام “وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من عند الله” (ال عمران 37). وليس للرجل فضل على المرأة او بالعكس فهما مخلوقان من نفس واحدة “يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثرا ونساءا” (الاعراف 189)
ولكل من المرأة والرجل نصيب من التركة المالية لا ينفرد احدهما بالتركة “للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا” (النساء 7)، ومع ان الرجل هو المنفق فان المرأة تأخذ نصف ما يرث الرجل ولا يحق للرجل الزوج ان يأخذ منه شيئا كما قال الله تعالى “يا ايها الذين امنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها” (النساء 19). وللمرأة حق الاكتساب مثل الرجل ” للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن” (النساء 32)
واية القوامة التي ذكر الله فيها “الرجال قوامون على النساء” (النساء 34) تخص العائلة وليس المجتمع، فمثلا في العمل قد تكون القوامة للرجل او المرأة، في حين قوامة الرجل للعائلة لا تتم بالانفراد وانما بالتشاور كما ذكرنا في ايات سابقة
اما كلمة الضرب في قوله تعالى “واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا” (النساء 34) فالضرب في ايات قرآنية تعني الفصل مثلا “فضرب بينهم بسور” (الحديد 13) و “فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا” (طه 77) و “ضربنا لكم الامثال” (ابراهيم 45) و “ضربت عليهم المسكنة” (ال عمران 112) اي معالجة النشوز تتم بمراحل ثلاث الوعظ ثم الهجر ثم الانفصال عند بعض المفسرين لان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم نهى الضرب على الوجه. وفي تفاسير ليست قليلة تؤكد الضرب غير المبرح مثل استخدام السواك بدون الانفصال لتبيان الامتعاظ، اما الضرب فوق ذلك فانه يتطلب القصاص والدية من الزوج فيد الله الكبيرة فوق يد الزوج الظالم كما جاء في قوله تعالى “ان الله كان عليا كبيرا” (النساء 34) فيخسر الدنيا والاخرة “ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم
تتقون” (البقرة 179))

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here