بين طريق الإسلام وبين طريق السلام

بين طريق الإسلام وبين طريق السلام

الخطأ الكبير ربط طريق الإسلام في طريق السلام و الإنسانية لكون هناك فئة تربط السلام و الإنسانية بجميع اشكالها في الإسلام على انه دين الإنسانية ، الإسلام دين حاله حال جميع الأديان في العالم، وحرية الأديان مقدسة في مواد حقوق الإنسان العالمي، والإنسانية ضمير واخلاق وسلام وتسامح، ليس لها ارتباط في ديانة معينة نهائي، مفتوحة المصدر للجميع بدون استثناء، الدليل على كلامنا ان الإنسانية ليس لها ارتباط بالديانة الإسلامية او الاديان الاخرى اكثر الفلاسفة ودعاة السلام والإنسانية والمفكرين دياناتهم مختلفة او لا دينيين اي يوضح لنا اعتناقهم للأفكار ، لذلك لا ارتباط بين طريق الإسلام وبين طريق السلام والإنسانية، انت في وقتها حر اتخاذ طريق العنف وإراقة الدماء وانت مسلم او مسيحي او لا ديني او يهودي وقتها تمثل افكارك وليس ديانتك ، وممكن ان تعكس الصورة لتتخذ طريق السلام والإنسانية وانت تملك الديانات اعلاه، وهنا لا يعني ان الدين الإسلامي غير إنساني نحن قلنا الربط بينها وبين الإنسانية، كل التشريعات الدينية والغير دينية ذات هدف إنساني لكن من يتبعها هو من يحرفها عن مسارها الإنساني وهذا القصد.

لم يكن للإسلام أعداء نهائي بل بمرور القرون هو من خلق اعداء له عندما تحول الدين إلى فكر وتنوعت الأفكار به من فكر التطرف وفكر التعصب وفكر القدسية الذي لا يبيح لك سوى العبادة غير ذلك يعتبر مس بالقدسية، علماً في الحقيقة الإسلام دين والدين جمع بين الحياة والآخرة ، الإسلام لو متخذ طريق الإنسانية كفكر كان لم يكن للإسلام اي اعداء ولا ينعت بالإرهاب لبعض الافكار المتطرفة، أي دين أو حزب او قومية او طائفه إذا لم يكن هدفه ومبدئه إنساني ليس له طريق لبناء الإنسان بل سيكون عنوانه الهدم وقتل الإنسانية، وعندما قلت الخطأ الكبير ربط الدين الإسلامي بطريق السلام والإنسانية، لإن هناك من يجاهر ان الإسلام مصدر التشريعات الإنسانية، وكأن الإنسانية والسلام ربطت بالديانة الإسلامية فقط وهذا غبن بحق الإنسانية وانا ارى الكثير من المتعصبين دينياً يسيئون لحقوق الإنسان وحريته في الحياة، جميع الديانات لها دساتير والحكومات لها دساتير جميعها كرمت الإنسان ودعت للمحافظة على كرامته لكن الخلل من يقود هذه الدساتير هم من اساؤوا وانتهكوا وحرفوا الدساتير واجرموا في حق الإنسان.

صديق لي سافر مع والده لأجراء عملية للقلب في الهند، نجحت العملية ولكن والده بعد العملية بدء يعاني من الم ويتطلب حضور الدكتور الهندي ضروري، المستشفى تتصل بالدكتور تلفونه مغلق، وبيت الدكتور قريب على المستشفى، فأضطر صديقي خوفاً على والده الذهاب لبيت الدكتور ليناديه حتى يتابع حالة والده، ما هو سبب الالم القوي بعد العملية؟ دخل صديقي بيت الدكتور وبعد اتمام الدكتور لبس ملابسه وحمل حقيبته اليدوية وقبل الخروج انحنى وتبارك برأس بقره مبنية على جدار البيت، انا لا يهمني ان يعبد ويقدس بقرة ولكن الذي يهمني عمله الإنساني لينقذ حياة والدي، افضل من رجل دين متعبد ويقتل بإسم ديانته ابي او اخي وينتهك حقوقي، الإنسانية ضمير واخلاق وطريق السلام هو انقاذ البشرية لا ترتبط بعبادة، العبادة شيء منفصل حرية شخصية وليس فرض، هنا بينا الحكمة ليس عبادتك تمثل الإنسانية وانا ارى المجازر ترتكب بحق الإنسان لينسبوها لديانتهم، علينا فصل الديانة عن اي طريق إنساني ودعوة السلام عامة وليس خاصة لفئة معينة، والإنسانية لا يمكن تخترقها الطائفية لإن دستورها عظيم وراسخ في الأرض.

هناك من يسأل لماذا دائما تتهجم على الديانة الإسلامية؟ انا اكيد لم اتهجم على اي ديانة واحترم جميع الاديان، رغم انسلاخي الروحي من جميع الاديان واتخاذ طريق الإنسانية كطائفة ومبدأ مؤمن به وهذا اكيد حريتي الشخصية ، بل اتكلم من يسيئون لديانتهم ويمثلون بجسد الإنسان بأسم الدين، وايضاً يوجد متطرفين وعنصرين في كل مكان في العالم، وايضاُ يوجد اصحاب دين ولهم مبادئ بعيدة عن العنف ويرفضون العنف والتطرف، نحن احترامنا للإنسان البعيد عن العنف وينبذ التطرف ويكرم الإنسان لذالك لا نسأل عن انتماءه بل نسأل عن اسمه ودوره في المجتمع، لا اريد اعدد الجماعات المسلحة لمن انتمائها بل معروفة للجميع، خلقوا روايات وعداء بأسم ديانتهم وهم ليس لهم اعداء لكن العداء يكون من طريقتهم للعنف باسم الديانة، وكان المعتنقين للإسلام اكثر عدداً من هذه المجاميع وهدفها العنف وقتل الإنسان وهدر كرامته، هل الإسلام سيء؟ اكيد لا بل القائمين عليه هم سيئين نشأوا على فكرة العداء لهم من قبل الموكلين على الديانة فخلقوا للاتباع ان العالم عدو لهم، فاصبح هدفهم من البحث عن الإنسانية في مضمون الديانة إلى البحث عن الانتقام والعنف لحماية الدستور الإسلامي وهو ليس له اي اعداء والعداء لهم كان على طريقة العنف ونشر التطرف.
“إذا اتخذت طريق العنف سيكون لك اعداء اكثر من الاصدقاء وإذا اتخذت طريق الإنسانية سيكون لك اصدقاء اكثر من الأعداء”

سلام المهندس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here