يُنظِّرُونَ للهزيمةِ! فكيفَ يبنُونَ لنا دَولةً؟!

يُنظِّرُونَ للهزيمةِ! فكيفَ يبنُونَ لنا دَولةً؟!

*هيئة الحشد الشَّعبي رفعت غِطاءَ الشَّرعيَّة عن مُحتِّجي أَحزاب السُّلطة المهزُومة ونأَت بنفسِها عن السِّجالات

*أُحذِّرهُم من تدميرِ ما بقيَ مِن ثقةٍ بالعمليَّةِ الإِنتخابيَّة!

*المبعُوثةُ الأُمميَّة؛ مِن جاسُوسةٍ إِلى أَمين سِر!

نـــــــــــــــــــــــــــــــزار حيدر

أ/ إِذا لم تتعامل الحكومة بشفافيَّة ووضُوح مع ملفِّ العمل الإِرهابي الذي طالَ منزل السيِّد رئيس مجلس الوُزراء فإِنَّها ستكون شريكاً في بل ومُحرِّضاً على إِثارةالشُّكوك التي تُثيرها تناقض المعلُومات والتَّفسيرات والتَّحليلات والشَّائِعات.

ب/ أَغلب الظَّن فإِنَّ الحكومة ستتَّفق مع القِوى السياسيَّة على تقديمِ [كبشِ فداءٍ] يتحمَّل مسؤُوليَّة العمل الإِرهابي وعَدم الذِّهاب الى أَكثر من ذلكَ، إِذ لا أَعتقد بأَنَّهاستُسمِّي، مثلاً، الجِهة التي تقف خلفَ ذلكَ سواءً كانت محليَّة أَو خارجيَّة.

بمعنى آخر، سيكُونُ الملف محلَّ تفاوُضٍ وابتزازٍ! فالذِّهاب إِلى أَكثر من تسميةِ [كبش الفداء] سيفتح أَبواب جهنَّم على الجميع، لأَسبابٍ عدَّةٍ رُبما من أَهمِّها ضَعفالدَّولة ومُؤَسَّساتها وسِعة نفوذ قِوى اللَّادولة المحميَّة بالميليشيات، فضلاً عن نفوذ [الغُرباء] من الإِتِّجاهات الأَربعة!.

وإِذا أَخذنا بنظرِ الإِعتبار الظَّرف العصيب والخطير الذي يمرُّ بهِ البلد فقد تكونُ فِكرة [كبش الفِداء] مُبرَّرة [منطقيّاً]!.

ج/ لقد ثبتَ بالتَّجربة التي دامت حتَّى الآن [١٨] عاماً بأَنَّ القِوى والزَّعامات السياسيَّة المُتصدِّرة للعمليَّة السياسيَّة لا تمتلك أَيَّة رُؤية حقيقيَّة معقُولة لبناءِ الدَّولة.

لذلكَ نسمع منهُم [رُؤية] قبلَ كلِّ انتخاباتٍ لتنقلبَ إِلى أُخرى على النَّقيضِ منها بعد إِعلان النَّتائج، ما يعني أَنَّهم يسعَون لتركيبِ [الرُّؤية] على الواقع وليسَ العكس،ولهذا السَّبب فهم مُتناقضُونَ في [رُؤَاهم] لا يهمَّهم منها إِلَّا حماية مصالحهِم ونفوذهِم وسلطتهِم.

قبلَ كُلِّ انتخاباتٍ يقُولونَ [كَيْتَ وَكَيْتَ] وعند ظهُور النَّتائج قالُوا [حِيدِي حَيَادِ]!.

د/ إِنَّ سبب تهالُك بعضَ الزَّعامات على السُّلطة [كحالِ صاحب نظريَّة (بعد ما ننطيها) وهو من أَكثرهِم تناقُضاً وفساداً في الرُّؤية] يعودُ إِلى خوفهِم من مواجهةِالقضاءِ الذي سيرميهِم خلفَ القُضبان في أَقربِ فُرصةٍ، ولذلكَ فإِنَّ مثل هؤُلاء يبحثونَ عن [حصانةِ السُّلطة] لحمايةِ أَنفسهِم، ولا علاقةَ لهُم بالدَّولة ومصالحَها ومستقبلَهاأَبداً.

هـ/ لو كانَ المهزُومونَ في الإِنتخاباتِ حريصينَ على الدَّولة وعلى التَّجربة الديمقراطيَّة لتساءَلُوا عن سببِ هذهِ القطيعة العميقة بينهُم وبينَ الشَّارع، لإِعادةِ النَّظر ومُراجعةِسياساتهِم ومناهجهِم السياسيَّة وولاءاتهِم وطريقةِ تعاملهِم مع المُواطن.

لقد تلقَّى المهزُومُونَ عدَّة رسائل من الشَّارع طِوالَ السَّنتَينِ الماضيتَينِ، والتي بدأَت بشعارِ [إِيران برَّا برَّا] في إِشارةٍ إِلى رفضِ الشَّارع واستهجانهِ لولائهِم خارج الحدُودبدلاً عن الولاءِ الوطني، ثمَّ عمليَّات الحرق التي تعرَّضت لها مقارَّهُم في جُلِّ مُحافظات الوسط والجنوب، لتُتوَّج اليَوم بالهزيمةِ السَّاحقةِ الماحِقةِ التي مُنيت بها هذهِ القِوىفي الإِنتخابات.

طبعاً أَنا هُنا لستُ في معرضِ رفضِ أَو تأييدِ ذلكَ، أَبداً، وإِنَّما الذي أُريدُ قولهُ هو أَنَّ هذهِ الظَّواهر كانَ ينبغي أَن تكونَ جرس إِنذارٍ للقِوى السياسيَّة المعنية لتُطلقعمليَّة مُراجعات شامِلة تجنِّبها الهزيمة في الإِنتخابات وتحمي العمليَّة السياسيَّة برُمَّتها.

بدلاً من ذلكَ تورَّطت بالدَّم والعِرض والطَّعن والتَّشكيك بهويَّة الاحتجاجات وولاءاتها وانتماءاتها! فكانت أَن دفعت الثَّمن اليَوم باهضاً.

و/ مُشاركة السُّلطة القضائيَّة في السِّجالات السياسيَّة للكُتل والأَحزاب يطعن بمصداقيَّة القضاء ويتعارض معَ المبدأ الدُّستوري في الفصلِ بين السُّلطات!.

أُحذِّرهم من مغبَّة القضاء على ما تبقَّى من ثقةٍ بالعمليَّة الإِنتخابيَّة إِذا تلاعبُوا بالقوانين والتافُوا على النُّصوص!.

ز/ خيراً فعلت هيئة الحشد الشَّعبي عندما نأَت بنفسِها عن الصِّراعات السياسيَّة الحزبيَّة الجارية، فلقد أَغلقت ببيانِها الباب بوجهِ المهزُومينَ الذين يحاولُونَ الإِتِّجاربالحشدِ وتضحياتهِ.

إِنَّ بيان الهيئة كرَّس المفهُوم الدُّستوري والشَّرعي للحشدِ الشَّعبي، فلقد حرَّم الدُّستور على المُؤَسَّسة العسكريَّة الخَوض في السِّياسة، كما أَنَّ الخِطاب المرجعِي هوالآخر حرَّم على الحشد الخَوض في السِّياسة.

ح/ عندنا، فإِنَّ المهزُوم بدلاً من أَن يعترفَ بخسارتهِ ويستَوعبَ الصَّدمة ويبدأ التَّعامل معَ الواقع على أَساس النَّتائج الجديدة، فإِنَّهُ يجتهد ليُفلسِف الهزيمة ويُنظِّر لها! كان آخرها قولهُم؛ أَن حجمَ الكُتل والزَّعامات لا يُقاس بعددِ المقاعد التي تحصدها في الإِنتخاباتِ وانما بوزنِها السِّياسي والدِّيني والإِجتماعي و [الأُسَري]!.

علامَ إِذن تجري الإِنتخابات؟! أَوليست هيَ أَداةٌ في النُّظم الديمقراطيَّة لقياسِ حجمِ القِوى السياسيَّة التي ستُشكِّل الحكومة أَو تذهب إِلى المُعارضة؟!.

أَوليسَ من نتائِج صُندوق الإِقتراع يتُم تداوُل السُّلطةِ؟!.

بأَيِّ منطقٍ تُساوُونَ بين تيَّارٍ حصدَ [٧٤] مقعداً وآخر حصدَ [١] مقعد فقط أَو [٢]؟!.

يكفيكُم الإِسترسال مع فضائحِكم! ويكفي استصحابِ العقليَّة المريضة التي أَوصلت البلد إِلى ما هوَ عليهِ اليَوم! فإِلى متى؟!.

ط/ زعيم ميليشياوي إِتَّهمَ المبعُوثة الأُمميَّة السيِّدة بلاسخارت بالتجسُّس وأَنَّها مُهندِسة التَّزوير في الإِنتخابات الأَخيرة! لكنهُ اليَوم يجتمع بها ويسلِّمها ما عندهُ من أَدلَّةوإِثباتات تؤَكِّد التَّزوير.

تناقُضٌ يؤَكِّد تهالُك المهزُومينَ على السُّلطةِ، وخرقٌ فاضِح للقانُون والسِّيادة التي تُبشِّرنا بها قِوى اللَّادَولة!.

ي/ الجدال الآن ليس على عددِ المقاعدِ، فالنَّتائج محسُومة على هذا الصَّعيد، إِنَّما يبحثُون عن تسويات لتقاسُمِ السُّلطةِ والنُّفوذ والإِمتيازات!.

ك/ ثلاثة مصدَّات أَساسيَّة نحتاجها لحمايةِ المُجتمع من مخاطرِ وسائل التَّواصل الإِجتماعي التي تتعاظم يوماً بعد آخر؛

١/ الفلترة الذَّاتيَّة [الرَّقيب الذَّاتي].

٢/ التَّربية والتَّعليم، سواءً على مُستوى الأُسرة والمدرسة.

٣/ التَّشريعات والقوانين، بما لا تتجاوز على حريَّة المُواطن في الوصُولِ والحصُولِ على المعلُومةِ.

١٧ تشرين الثَّاني ٢٠٢١

لِلتَّواصُل؛

‏Telegram CH; https://t.me/NHIRAQ

‏Face Book: Nazar Haidar

‏Skype: live:nahaidar

‏Twitter: @NazarHaidar5

‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here