وضعنا مزري

وضعنا مزري، نعيم الهاشمي الخفاجي

الكاتب والمثقف السياسي في العراق ولبنان لا يمكن مقارنته بوضع الكاتب بالجزيرة العربية، أنظمة دول الرجعية العربية لاتعير أي أهمية لأي مواطن خليجي بل يكون واجب المواطن الجلوس في مضائف الأمراء وترديد كلمة ياطويل العمر…. الخ

شيء طبيعي الكاتب والمثقف السياسي بالعراق ولبنان ومصر لحد ما يستطيعون نقد الرئاسات الثلاث على عكس وضعية فصيلة الكتاب بجزيرة العرب، لذلك المواقف السياسية بالعراق ولبنان تختلف عن وضع المشاركة السياسية وحرية الصحافة بالسعودية والسبب إنهم لا يشبهوننا.

نعم وضع المواطنة والمشاركة السياسية في العراق ولبنان لا تشبه وضعية المواطنة في نجد والحجاز، هناك مشاكل خلقت أزمات وصراع هويات، وهي المشكلة التي لا تزال قائمة وتأخذ أشكالاً مختلفة والنظام البدوي يدفع جزء كبير من ثروات البلد للدول الاستعمارية لكي يبقى حاكم ينفذ أطماع المحتلين بسرقات ثرواتنا، المنطقة العربية والتي كانت مصدر الطاقة الأول في العالم لا تزال تعيش شعوبها بوضع مزري ومؤلم، انظمة البداوة العربية تتعامل بطريقة بدوية تتجسد بها كل أبشع طرق الإذلال ، على عكس دول أخرى غير عربية مثل تركيا وإيران، العالم بات يعرف منطقتنا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تركيا وإيران وبني صهيون لديهم تطور إقتصادي والمواطن يشعر أن لديه كرامة.

مايسمى في العالم العربي، سابقا التيارات القومجية أعلامهم كان يركز على إبراز المنطقة متجانسة فكرياً واجتماعياً وثقافياً…الخ لكن في الواقع أنها شعوب عربية تعيش معها شعوب من قوميات كوردية وتركمانية وامازيقية وافريقية….الخ شعوب متعددة في الأعراق والأصول، العرب أمة محكومة وليست حاكمة عبر تاريخ ماقبل الإسلام وما بعد الإسلام، من الجهل والتعصب حصر الشعوب العربية و تعدد أعراقها وثقافاتها في عنصر قومي وديني ومذهبي واحد، قريش دخلوا بالاسلام بعام الفتح لحكم القوميات والأمم الأخرى وليس لنشر العدالة والمساواة، يفترض بثقافة العرب تتسع لتشمل الكردي والأفريقي والآسيوي والارمني والأمازيغي… الخ.

مواطنون تم دمجهم بالكامل في أوطان صنعتها اتفاقية سايكس بيكو في صناعة دول عربية تضم شعوب ومكونات غير متجانسة و متصارعة لتبقى دول فاشلة يسهل الدخول إليها بسبب وجود صراعات قومية ومذهبية، يرفض الساسة العرب الاعتراف بوجود هذه الصراعات ليمكن إيجاد حلول لتلك الصراعات، لكن دول الاستعمار تريد بقاء الصراعات لتبقى دولنا فاشلة.

الانظمة العربية تتع أسلوب التضييق العنيف واتباع أساليب العنصرية والتطرف والتمييز ضد مواطنيها، تميزت دول الخليج وبالذات السعودية في تبني فكر بدوي ديني متخلف، ومن المؤسف أصبحنا بزمن يصبح الصوت الأعلى فيها إلى أصحاب الريال والدولار أتباع أسلوب التمييز الطائفي والمذهبي وبل حتى المناطقي، نقل لي صديق سعودي أن لديه صديق طبيب أسنان يعمل بالأحساء كان عنده بالعياده جاءه شخص لديه تسوس في أحد أسنانه اتفق مع الشخص على قلع السن رغم أن السن كان يمكن إصلاحه قام بقلع السن الآخر بحجة خطأ وايضا بعد ذلك قام بقلع السن المصاب، يقول سألته لماذا قمت بهذا الفعل، كان جوابه هذا الشخص كافر( شيعي) وانا متقصد قلعت أسنانه؟، عندما تتبنى المملكة السعودية الدين وفق مذهب الوهابية أكيد تكون النتائج مثل هذه التصرفات القبيحة، رحم الله الفيلسوف ديستوفسكي فقد شخص حقيقة أن الشر والسعادة من الإنسان نفسه على مستوى الفرد فكيف إذا كان هذا الفرد التعيس زعيم أو مفتي ويتبعه الملايين من البهائم البدوية الوهابية، يقول ديستوفسكي (الانسان هو المصدر الاول والاخير لتعاسته)، ان تكون تعيساً ستجد الابواب كلها مشرعة لك، ستتحول كل مصادرك الذهنية والبدنية والنفسية إلى مصنع لا ينتج سوى التعاسة، بل أكثر من ذلك، فكما أن مصنع البلاستيك ينتج اشكالاً متنوعة من ذات المادة فكذلك العقل البشري سيغير من اشكال الافكار الى انماط متنوعه من التعاسة ستنتهي بصاحبها الى امراض لا حصر لها، فكن مصدراً لإسعاد نفسك وانظر ماذا انت فاعل بها.

من خسة الزمن أصبح الامعات من بدو الخليج كتاب ومحللين وهم لا يميزون ما بين المواطن وحق المواطنة، رحم الله العراقي الآرامي الأصيل ابن اهوار العمارة والناصرية أحيقار السومري عندما قال إلى ولده دانان ، يابني لو أكل ابن الغني حية لقالوا بانه تناولهــا كدواء ،امـا عن ابن الفقير الذي يأكل الحية فيقولون انه التهمهــا من الجوع.

بكل الأحوال نحن العرب نعيش في نفق مظلم ولانعرف سوى الأنانية ويقتل بعضنا البعض الآخر بدون أي ذنب، ورحم الله المفكر والاكاديمي البريطاني الراحل فريد هاليدي:

من يروجون لفكرة أن الغرب يعادي المسلمين مخطئون جداً، لأنه ليس لدى المسلمين ما يهدد الغرب أبداً. ليس لديهم اقتصاديات كبيرة، ولا تكنولوجيا خطيرة ولا ترسانات نووية، فلماذا يخشاهم الغرب إذاً؟.

فعلا وضعنا مزري وبائس.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

18/11/2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here