من الذي فكك البيت الشيعي العراقي، نعيم الهاشمي الخفاجي
عندما طرح المرحوم الدكتور أحمد الجلبي أثناء فترة مجلس الحكم المنحل بعض الفئات الإسلامية الشيعية سخروا منه، انا سمعت ذلك من عضو في مجلس الحكم المنحل من حزب إسلامي شيعي، بفترة المرحوم السيد عبدالعزيز الحكيم وقبله المرحوم عز الدين سلم كانا يدعوان لوحدة الصف الشيعي، بل هناك فئات حزبية شيعية وقفت موقف مخزي من دعوة السيد عبدالعزيز الحكيم لتشكيل لجان شعبية تشبه قوات الحشد لدعم القوات الأمنية وعملوا على رفض المقترح وتركوا الناس تقتل وبطرق بشعة وبشكل يومي، بعد وفاة الحكيم وبحر العلوم والجلبي لم يعد هناك ساسة حريصين على وحدة البيت الشيعي، ومن يدعي انه حريص على البيت الشيعي هو سبب تشرذم وتفكك الشيعة العراقيين وجعلهم طرائق قددا، ، منذ سقوط صنم جرذ العوجة الهالك في ظهيرة يوم التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ورغم خلاصنا من أسوأ نظام طائفي وشوفيني عرفه العراقيين خلال تاريخهم القديم والحديث، ورغم تعرض الشيعة للقتل والاضطهاد أكثر من بقية المكونات العراقية، لكن للأسف من وصل لمكان القرار للمكون الشيعي العراقي مجموعة أشخاص لا يعون مايدور حولهم من صراعات دولية ومصالح وبدون قيم وأخلاق، مانعيشه من تخبط سياسي و تشتت في البيت الشيعي وانهيار للدولة سببه أن فلانا ً…. شق الإئتلاف الشيعي الى شقين وكان يتأمل شيئا ً ان يكون هو الزعيم الأوحد واضطر رغم أنفه ليتحالف مع الائتلاف الشيعي ليبقى رئيس حكومة، كان يطمح أن الشق الذي يتزعمه يكون هو البديل عن كل الفئات الشيعية العراقية، ولاتنسى الميزانيات الانفجارية من صرف رواتب تقاعدية ورتب لشيوخ العشائر والوجهاء….الخ لكن هذا وأمثاله أنه بمرور الزمن خسر وخسر حزبه وتشتت وتناحر الشيعة فيما بينهم، بل واسترخصوا دماء أبناء جلدتهم بقصد أو بدون قصد، في مسميات كل طرف من هؤلاء السذج يعتبر نفسه على حق وأنه حامي الشيعة والتشيع رغم أن العقل والمنطق يرفض سفك الدماء البريئة بل ويوجب من وصل بدماء جماهيره التي تحدت الإرهاب وذهبت لصناديق الاقتراع رغم المفخخات أن يصون دمائهم.
إن بساطة المكون الشيعي في العراق نعم يوجد بلد اسمه العراق لكن به ثلاثة شعوب وليس شعب واحد بل حتى المقبور فيصل الأول اول ملك بالعراق الحديث اعترف بوجود ثلاثة شعوب بالعراق وليس شعب واحد، بساطة البيئة الشيعية وتناحر الزعامات هي من ضَيّعت حقوق شيعة العراق وعدم وجود زعيم يصارح الجماهير ويقودهم لمواجهة التآمر والصراعات الدولية بساحتنا العراقية، فالشعب أو المكون الساذج يعيش العبودية دائما و أبدا ً.
بالعراق الشيعة مقاومين مثل لطم شمهوده مقاومين بدون أن يتفقون على مشروع سياسي جامع لهم جميعا، القضية هي ليست لبس ملابس عسكر ورفع أعلام ورايات واناشيد حماسية، تتجاوز حدود العراق وقارة آسيا وأفريقيا …..الخ، لننظر إلى اقراننا الشيعة، في لبنان مقاومين و سياسيين محنكين كبير المحنكين نبيه بري، اليمن رغم تعرضهم لغزو لكن كانت مقاومتهم رائعة وساستهم صريحين بحيث وقعت قبائل اليمن على اتفاق بهدر دم كل إرهابي اما عندنا بالعراق الحكومة تطلق سراح الذباح وتدفع عن جرائمه ديات لضحاياه بل كرم حكومة العراق وصل حتى الإرهابيين الانتحاريين ايضا تم شمولهم في رواتب تقاعدية من مؤسسة الشهداء العراقيين ؟؟؟؟.
بالعراق حقوق المكون الشيعي مفقودة لكن الارواح رخيصة والشهداء بدون شكر وتقدير بل بسبب الخلافات يسمونهم ذيول …..الخ السبب نحن مكون رغم أننا مكون كبير لكن أيتام قادة لديهم معرفة بعلوم السياسة والعلاقات الدولية، ومن المؤلم كل من يدعي الوطنية خلال تتبعي لما يكتبه المغردون الشيعة العراقيين في تويتر يربطونها دائما بحل الحشد الشعبي وضرب فصائل المقاومة التي قاومت المحتل وادواته من الإرهابيين؟؟.
أليس الحشد والفصائل المقاومة بكل مسمياتهم هم الذين حرروا وحفظوا شرفنا وأعادوا لنا جميعا كرامتنا عندما كان داعش كان على مشارف بغداد والمطارات قد ازدحمت من ساسة العار للهروب من بغداد والعراق، كل شعوب العالم تحترم مجاهديها وبالذات يحترم من دافع عن الوطن.
أعجبتني تغريدة إلى الأخ الداعية ابو يوسف حيث كتب التغريدة التالية في تويتر(
بدأنا المسيرة بأن كلام سيد مقتدى ما يستاهل الرد عليه و مضيعه للوقت و وصلنا الى مرحلة نطلب من سيد مقتدى ان يتفهم ان العراق يحتاج توافق و نرجوا منه القبول بحكومة توافقية !!! لا حول و لا قوة الا بالله ، و الله عن نفسي لو وصلت لهذه الحاله اعتزل السياسة اشرف لي بألف الف مره).
هذا الكلام ليس لي وإنما للأخ الحاج الداعية ابو يوسف.
نذكر أصحاب العقول النبيلة وأصحاب النوايا الصادقة المدافعين عن الشرف والعرض لنعيد الذاكرة للوراء كيف تم اختيار السيد إبراهيم الجعفري لرئاسة الحكومة ألم يكن سيد مقتدى الصدر ونوابه هم من صوتوا لترشيح الجعفري وليس عادل عبدالمهدي، أيضا بقضية ترشيح السيد نوري المالكي ألم يكن نواب السيد مقتدى الصدر هم من صوتوا إلى نوري المالكي وكان الفارق صوت واحد عن السيد عادل عبدالمهدي، بأصوات نواب التيار الصدري وصل السيد نوري المالكي لرئاسة الحكومة والنتيجة؟ وقعت معارك بين جيش المهدي وقوات الحكومة بقيادة السيد نوري المالكي، أنا لم افتري لانه لاتوجد عندي مصلحة ولا اترجى فائدة من الاخوة أنصار السيد المالكي أو أنصار السيد مقتدى الصدر ابدا لكن علينا نحن ككتاب نذكر هذه الأمور للقراء الكرام، أنا لست من الدعوة ولا من أتباع السيد الصدر، بل أنا رغم أنني أصلي وأصوم لكنني يساري بل وعضو في حزب يساري دنماركي لكن يساريتي لاتعني انسلخ من ديني ومن مذهب ال البيت عليهم السلام ابدا، ولايمكن اختزال المذهب والتشيع بالمتحزبيين من الأحزاب السياسية الشيعية هؤلاء لايمثل لايمثلون سوى نسبة عشرة بالمائة فقط، نحن من الغالبية الشيعية الغير متحزبة في الأحزاب الإسلامية الشيعية نحن أولى من غيرنا للدفاع عن ديننا ومذهبنا وقيمنا وخاصة عندما رأينا انبطاح هؤلاء الساسة ومتاجرتهم بالدم الشيعي العراقي.
علينا ان نستفيد من تجارب الأمم الأخرى على سبيل المثال لا احد يستطيع اختراق سور الصين العظيم لكن سجل التاريخ أن هناك أحد عشر غزوة على مر تاريخ الصين قد حدثت وتم إحتلال الصين في وقت وجود السور، كل الغزوات دخل الأعداء كانت أبواب سور الصين العظيم لأن العدو يدفع رشوه أو يستميل الحرس أو الفئات المعارضة ويدخل جنود الأعداء من أبواب السور، الخيانه من الداخل أخطر من مواجهة الأعداء في ساحات الحرب،ربما البعض يستكثر علينا لأننا ندافع عن مكوننا الشيعي لكن هناك مقولة قالها الصديق المفكر المصري سامح عسكر(إذا اضطررتَ للدفاع عن مكونك الاجتماعي الذي تنتمي إليه فتأكد أنك تعيش في مجتمع عنصري أو طائفي لا يحترم الآخر من الناحية العملية).
أقول لساسة مكوننا المبجلين عندما يجاملونك شركاء الوطن اجتماعيا ويسلخون جلدك سياسيا فتأكد أن مفهوم الوحدة الوطنية عندهم يساوي يجلسك في مضيفة وبالقرب من الأحذية فتأكد أنك تتعامل مع ناس لا يعيرون لك أي أهمية أو قيمة معنوية.
مشكلة العراق ليست في إجراء انتخابات عادية او مبكرة وليس في وجود نواب وساسة متحزبون، مشكلتنا ولدت مع ولادة العراق مذهبية قومية منذ عام١٩٢١ بالله عليكم لماذا انحصر الإرهاب ضمن حواضن المكون السني العراقي فقط، لماذا كل قادة عصابات الإرهاب من القاعدة و داعش والنقشبندية وحماس العراق كلهم من ابناء المكون السني العراقي، لماذا نواب ووزراء السنة ضد الحكومة ويشلون عمل البرلمان، لماذا الكتاب والصحفيين السنة غالبيتهم ضد الوضع العراقي الجديد الذي سمح إلى ابراهيم ونوري وحيدر وعادل ومصطفى بتقلد رئاسة الحكومة؟ لماذا آباء هؤلاء وقفوا ايضا ضد ثورة عبدالكريم قاسم وكانوا أكثر صراحة اعلنوها بكل شجاعة ومن مسجد الإمام أبو حنيفة وقفنا ضد عبدالكريم قاسم لانه متشيع، لماذا ساسة المكون الشيعي يرفضون الاعتراف بحقيقة وجود هذا الصراع القومي والمذهبي لأن الاعتراف عامل مهم لإيجاد حلول دائمة، متى يتحمل ساستنا مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية والشرعية أمام الله عز وجل وأمام الناس لوقف مسلسل القتل والتآمر والاستقواء بالمحتلين ضد شيعة العراق.
يقول الفيلسوف أرسطو(العقل الضيق يقود دائماً إلى التعصب).
يعني باختصار شديد فإن المتعصبين إن كانوا من مكون أو طائفة أو قادة أحزاب من مكون مثل مكوننا الشيعي تكون غالبيتهم عقولهم صغيرة وضيفة جداً.
أقول لمن يريد أن يجرد الحشد من سلاحه( يحكى بأن القط ذهب إلى الحج، و حين عودته جلس بلباس أبيض يتلقى التهاني من الحيوانات، إلاّ الفأر ظلّ مترددا خلف الباب .قالوا له” لا تخف اذهب وسلّم على الحاج لقد تاب و لن يأكلك، أجابهم بقول غدا شهيرا
(الثوب ثوب حاج والعينين عينين قط
😾).
لمن يثق بفلول البعث ويحلم ببناء دولة ديمقراطية فعليه أن يضع في حسبانه قصة حج القط.
في الختام الكل يعرف أن الوضع العراقي لم يكن طبيعي بل أمريكا هي من أحتلت العراق واسقطت صدام الجرذ واسست عملية سياسية جديدة، بريمر جعل رواتب الرئاسات الثلاثة والوزراء والمسؤولين جدا عالية تفوق رواتب رؤساء أمريكا نفسها، المحتل أنسحب والكتل الشيعية تملك نواب قادرين على تغير الرواتب وتشريع قوانين تغلق الطريق على المزورين من الاستفادة منها، ووقف تبديد ثروات البلد، وتأديب الوزراء والنواب والساسة أجنحة عصابات فلول البعث ومن خلال القانون والدولة العراقية، دعوة الجماهير من ابناء ضحايا الإرهاب بالخروج بمظاهرات تطالب في تنفيذ أحكام القضاء العراقي في إعدام الذباحين وتطهير وزارة الدفاع والداخلية من فلول البعث، لا يعقل يتم ضبط ضباط ومراتب يتعاونون مع عصابات فلول البعث وفي أعداد كبيرة وأجهزة الاستخبارات والمخابرات العراقية لديها ملفات هائلة في أدلة تدين هؤلاء المجرمين القتلة، من المؤسف الضابط العراقي الشريف الذي عارض صدام الجرذ يتم معاملته معاملة سيئة ويتم اضطهاده وسلب حقوقه، هل يعقل أنا نعيم عاتي كنت ملازم أول عندما عارضت نظام صدام الجرذ يتم اعطائي رفض نهائي غير قابل للطعن بسبب خطأ وتقصير موظف لم يبلغني أنهم يريدون مني ورقة من وزارة المهجرين ويتم حرماني من حقي للعودة للجيش ومن الحصول على حقي الطبيعي بينما ارشد ياسين مسؤول حماية صدام الجرذ يتم إعطائه حقوق ليست له ومعزز ومكرم؟ هذا بفضل حكومة يقودها ساسة أحزاب الشيعة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
19/11/2021
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط