المرأة في القرآن الكريم (الحلقة الثانية)

الدكتور فاضل حسن شريف

يقول الامام الصادق عليه السلام (المرأة كالقلادة التي تلبسها حول عنقك، فاحذر. لا تسود العواطف في اختيار الزوج. لا تتسرع وتتصرف إلا بعد التفكير والاستشارة والحديث) اي عليك بالاختيار الصحيح حيث لا ينفع الندم بعد الزواج. وغالبا التسرع في اختيار الزوجة يؤدي الى مشاكل بعد الزواج وخير الزيجات المرأة المؤمنة “وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ” (البقرة 221).
والاخلاق صفة مهمة عند اختيار الزوجة فعليك بمعرفة سيرتها فانها توضح سريرتها كما قال الامام علي عليه السلام (حسن السيرة عنوان حسن السريرة). وتعرض المرأة المختارة للزواج على ايات القرآن وهو الذي يهدي الى حسن الاختيار “قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ” (المائدة 15-16) فمثلا هل هي مشاكسة مع اهلها ووالديها وهل هي لينة او حلوة المعشر وليست فظة غليظة القلب اي يبتعد عنها الناس كونها سيئة العشير “وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ” (ال عمران 159). وكما جاء في الحديث النبوي الشريف (الخلق وعاء الدين) و (الاسلام حسن الخلق).
وان يسأل عن معاملتها مع والديها واهلها “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا” (الاحقاف 15) و “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ” (الاسراء 23) و “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى” (النساء 36) وان تكون ودود رحوم “وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً” (الروم 21) وتتعامل مع الناس بالحسنى “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا “(البقرة 83)، وغير متكبرة ومتجبرة “وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا” (مريم 32) و “إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا” (النساء 32) وتتعامل بالحسنى مع اهل الزوج والضيوف “وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا” (نوح 28). وجاء في الحديث الشريف (لا تزوجوا النساء لحسنهنّ فعسى حسنهنّ أن يرديهنّ، ولا تزوجوهنّ لأموالهنّ فعسى أموالهنّ أن تطغيهنّ) و (فاظفر بذات الدين تربت يداك). وان تتسم عائلة الزوجة بحسن التدبير المنزلي والنظافة وكما جاء في الحديث (النظافة من الايمان).
و الزوجة ان تكون صالحة “وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ” (النور 32) وليست بالضرورة من الاغنياء “إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ” (النور 32)، وكما جاء في الحديث النبوي (الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة). وان تكون عفيفة واخدانها اي صديقاتها سلوكهن حسن “مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ” (النساء 25).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here