موفد قطري قريباً في بيروت لبحث الأزمة مع السعوديَّة

موفد قطري قريباً في بيروت لبحث الأزمة مع السعوديَّة

 بيروت: جبار عودة الخطاط
لم تمرّ تصريحات زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ضدَّ حزب الله مرور الكرام  في ظلِّ تفاقم الأزمة مع الخليج من دون أن يتوقف عندها المراقبون بالتساؤل عن سر التصعيد في موقف جنبلاط بحيث وصل به الحال إلى التشديد على قوله: “صبرت على الحزب كثيرا”، وإن الحزب “خرب بيوت اللبنانيين”، ويبدو أنه بدا “يصعد تماهياً مع بورصة المواقف السياسية التي تحاول الاستثمار في الأزمة اللبنانية مع السعودية”، كما أكد باحث لبناني.
ومعروف أنَّ الزعيم الدرزي كان يحرص في تصريحاته إزاء حزب الله على أسلوب المهادنة وربما يرسل إشارات مشفرة عبر تغريدات مواربة هنا وهناك، غير أنه في تصريحه الأخير تجاوز كل السقوف بهجوم لاذع الأمر الذي ترك لدى الأوساط السياسية والإعلامية علامات استفهام عدة عن سر ذلك وما هي الرسالة الداخلية والخارجية التي أراد إيصالها “زعيم المختارة” من تصريحاته.
ووفقاً لمعلومات تم تداولها في بيروت  الأربعاء -لم نتأكد من مدى صحتها- فإن جنبلاط سيقوم قريباً بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، وفي وقت تساءل فيه آخرون عن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري حيال الأزمة من الخليج ومن تصريحات (صديقه) جنبلاط التي هاجم فيها حليف بري الستراتيجي حزب الله،  بدت مواقف الحزب قوية إزاء الرياض بحيث وصل الأمر بالشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب إلى المطالبة باعتذار السعودية من لبنان وليس العكس، وهو الأمر الذي أثار جنبلاط ورد عليه بتصريح اعتبر تصعيداً لافتاً إزاء الحزب، وكان زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي قد ذكر في وقت سابق بأن “المخرج  لحل الأزمة هي إقالة قرداحي ثم الاعتذار من الخليج”، وأن “حزب الله خرب بيوت اللبنانيين في الخليج”، مشدداً على أنه “صبر كثيراً على حزب الله”، متسائلا عن موقف رئيس الجمهورية ميشال عون من الأزمة الدبلوماسية.
الباحث اللبناني عباس غصن قال لـ”الصباح”: “ليس غريباً أن نرى محاولة التقرب من الدول الخليجية من هذا السياسي أو ذاك، من خلال الاستثمار في الأزمات التي تحيق بالبلد، فكلنا نعرف أنَّ للمواقف السياسية مصالح يحرص عليها الساسة فترتفع وتنخفض لهجتهم وفقاً لبورصة الاستغلال السياسي بينما الناس أصبحت تتجرع الأمرين في معيشتهم المرة”. المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان من جهته رد بقوة على كلام جنبلاط بتأكيده: “من خرب بيوت اللبنانيين هو من هجّر وقاد مجموعات الذبح والهدم والتطهير الطائفي، لا من حرر وقاد أكبر ملحمة نصر في لبنان والمنطقة”.
وأضاف “لن نقبل بعد اليوم هذا النوع الخبيث من إحلال دم طائفة بأمها وأبيها عن طريق النيل من حركة أمل وحزب الله، بهدف تقديم أوراق اعتماد ببصمة الدم لهذه العاصمة وتلك”، وطالب المفتي بـ “وأد الفتنة، لأن الفتنة إذا اشتعلت هذه المرة ستحرق كل لبنان، وكفانا بيعاً لهذا البلد بثمن بخس من براميل النفط وحقائب الدولار، ونصيحتي: ما تحرقوا البلد بالدفعة والفاتورة، لأن لبنان أكبر من أن يتحول فيدرالية أو متصرفية لأحد، والشاطر من يفهم التاريخ لا من ينتحر مجدداً”.
في غضون ذلك حاول النائب علي درويش التأكيد بأن مبادرة الجامعة العربية إزاء الأزمة مع لبنان “لم تنته” وإن زيارة لموفد قطري ستتبعها زيارة بيروت، ليبنى على الشيء مقتضاه بقوله: إنَّ “المبادرة العربية التي اتخذتها الجامعة العربية مفترض أن تستكمل بمكان ما لأنه كان في التعرف للآراء في لبنان والخطوات التالية هي لدى الجامعة العربية”. وأعلن أنَّ “موفدا قطريا سيصل إلى لبنان خلال فترة زمنية قصيرة”.
هذا وما زالت الحكومة اللبنانية المحشورة في زاوية الأزمة الخليجية الحادة تبحث عن مخرج، بينما تفيد التسريبات التي تمخضت عن توسط الجامعة العربية وزيارة أمينها العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي بأنها لم تسفر عن نتيجة تذكر وإن الأخير طلب من المعنيين في بيروت اقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، كبادرة أولى في طريق الحل مع السعودية من دون أن يقدم ضمانات لتراجع المملكة العربية السعودية عن خطواتها إزاء لبنان بعد استقالة قرداحي.
في خط موازٍ تعهّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، بأن إسرائيل لن تسمح لمن أسماهم بـ”وكلاء إيران” في المنطقة بالحصول على أسلحة متطورة من شأنها أن تضر بالتفوق العسكري الإسرائيلي. وأضاف في تصريحات نقلتها “روسيا اليوم”
 أمس الأربعاء: “قبل خمسة عشر عامًا، احترق هذا المكان بصواريخ حزب الله والتهديد من التمركز العسكري الإيراني في سوريا”، مضيفًا: “إعادة افتتاح المصانع التي دمرها حزب الله هو رمز واضح لأعدائنا بأنه لا يمكن تقويض تصميمنا”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here