الإعلامي مهيدي صالح السلماني.. جمع بين طيبة المعشر وأخلاقية الصحافة!!

حامد شهاب

كانت مرحلة مابعد منتصف السبعينات لكثير من الزملاء هي الفترة الذهبية التي صقلت مواهب الكثيرين منهم، وكان الاعلامي مهيدي صالح السلماني واحدا من أؤلئك الذين كانوا أحد طلبة قسم الاعلام بكلية الاداب جامعة بغداد ، الذين ماتزال ذكراهم العطرة شاخصة للعيان ، ويتذكر زملاء المهنة أيامها ولياليها المفعمة بكل الطيبة العراقية والأصالة والمنبت الطيب لعراق جميل، كان الهوى العراقي ببغداد ، هو من يجمع شتات كل طلبة العراق وقطاعاته الجماهيرية من مختلف المحافظات!!

وكنت قد عايشت الزميل العزيز مهيدي صالح السلماني في الأقسام الداخلية بمنطقة الوزيرية ، في غرفة واحدة، كانت أيامها ولياليها من أجمل ما حفلت به ذاكرتنا المعطرة بعبق الإخوة والمحبة وصفاء السريرة ، يوم كانت بغداد وشوارعها تحفل بمجاميع كثيرة من طلبة العراق وهم يجوبون شارع الرشيد بدءا من باب المعظم وانطلاقا من ساحة الميدان الى الباب الشرقي وشارع أبو نؤاس وقبله شارع النهر الذي كان يعد جوهرة بغداد والق وزمانها البهي، ، ومن ثم يحط كثير من الزملاء في مطاعم بغداد الراقية وبخاصة في شارع الرشيد على مقربة من ساحة الميدان ثم يجوبون الاعظمية ليلا ويعودون الى الوزيرية ، وكانت أياما ذهبية حقا، بل انها من أجمل ما حفلت به كل ذكرياتنا عن العشرات من زملائنا في منتصف السبعينات التي تعد العصر الذهبي للعراقنا ذلك الوقت!!

ويعرف الزملاء الكثير عن طيبة زميلنا مهيدي صالح وطيب معشره الأصيل ، وهو العروبي الأصيل ، وكانت الابتسامة لاتفارق شفتي أبن القائم الواقع في اقصى غرب الانبار، من عشيرة السلمان التي تعد من العشائر العروبية الأصيلة ، وكان الرجل وفيا لتلك القيم التي تربى فيها، حتى بعد ان عمل كمدير لقسم العلاقات والاعلام في الشركة العامة الفوسفات في قضاء القائم ، حيث تتطلب المهمة التعريف بمهام هذه الشركة ودورها في النهضة العراقية وتقدم صناعتها، وسعى خلال عمله التعريف بمهام هذا  المرفق الصناعي ودوره في انتاج الاسمدة الفوسفاتية ، وكان حريصا على ايصال سمعة بلده وفي تعريف وسائل الاعلام في العراق على كل نشاطات الشركة العامة الفوسفات ودورها ومكانتها في نهضة البلد وتقدمه الصناعي، وهي مهمة رجل الإعلام والعلاقات العامة التي درس أصولها في قسم الاعلام ، ووظف خبراته الميدانية لاعلاء شأن شركته حتى عام 2013 .

ولقد وجدت انه من دواعي الفخر والاعتزاز بتلك الصداقة والزمالة ان نشير الى دور زملاء العمر ومكانتهم الاعلامية، فكان الزميل مهيدي صالح السلماني (أبو محمد)  أحد تلك الرموز التي نعتز بها ونفخر أننا زاملناهم وقضينا عشرة عمر معهم ، وهم يستحقون منا ان نسلط عليهم الأضواء ، وفاء لتلك الايام الجميلة الزاهية ، فله من كل زملائه وأصدقائه من الاعلاميين كل محبة وتقدير ، وأمنياتنا له بالتوفيق الدائم!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here