اللغة العربية في زمن هيمنة الاعلام الغربي… دراسة حالة مفردات وتعابير الهجرة

اللغة العربية في زمن هيمنة الاعلام الغربي
دراسة حالة مفردات وتعابير الهجرة
بروفسور\عبودي جواد حسن
استاذ الترجمة واللسانيات
في عصرنا هذا بدات تتردد الكثير من المصطلحات المتعلقة بتزايد الهجرة وانواعها الناتجة عن اهمال العلاقة بين الشمال والجنوب وكثرة الكوارث الطبيعية والبشرية وخاصة تلك المتعلقة بالمناخ والناتجة عن تغليب الحكومات للمنافع الشخصية على المشاكل الاستراتيجية واختلاف اقطاب النفوذ واحتداد صراعات الاديان والمذاهب والاثنيات. كثرت بشكل لافت مصطلحات الهجرة في الوطن العربي بعد نكبة 1948 حيث شرد الشعب العربي الفلسطني وتكاثرت عليه المصائب وتكالبت عليه قوى الشر والتنمر والمزايدات.
ولما كانت معظم جزئيات ثقافتنا منقولة وكان ولازال الاعلام الغربي الناقل الاكبر والانشط لمكونات هذه الثقافة توجب على لغتنا التكيف وتزويدنا بمقابلات لبعض المفردات التي تستخدم بكثرة في التداول اليومي. اللغة العربية لغة مرنة كما هو معروف ولها ادواتها في التصدي لمفردات اللغات الاخرى وتوصيل ما يراد توصيله كما تستطع التغلب على اللغات الاخرى التي تبحث عن بدائل لمصطلحات اللغة العربية وذلك لما للعرب من تاثير على الحضارة العالمية ماضيا كان ام حاضرا.
وكي لانطيل نبدأ بمفردة الهجرة( Migration ) كمثال والتي عموما تعني انتقال الاحياء من اوطان او بيئات اصلية للمكوث لفترة غير محددة في اوطان او بيئات جديدة لغرضين رئيسين من بين اغراض اخرى وهما السلامة والامان او لتوفر ظروف معيشية افضل في البيئات الجديدة او كلا الغرضين. وهذا الانتقال يشمل البشر وغير البشر وخاصة الطيور ويتم خلال اوقات محدد من السنة. وخلال هذا الانتقال يتعرض المهاجرون الى مخاطر طبيعية وبشرية قد تودي بحياتهم. وتختلف درجات الاستقبال والترحيب في الاوطان الجديدة باختلاف ثقافات المستقبلين. وهناك في البيئات الجديدة تختلف انماط العمل والعيش. وللهجرة كمصطلح لغوي عدة انواع.
تنقسم الهجرة كمصطلح من حيث الوجهة او الاتجاه الى نوعين: أ- الهجرة الوافدة ( Immigration) اي الوفادة وهي النظر الى حركة الانتقال من داخل الوطن المستقبل وليس من داخل الوطن المغادر منه . ب- الهجرة الخارجة ( Emigration) وهنا يتم النظر الى حركة الانتقال من الوطن المغادر منه وليس من داخل الوطن المستقبل.
وفي كثير من الاحيان يسمى البشر الذين يقومون بالهجرة من اوطانهم باللاجئين (Refugees ) اي انهم الاشخاص الذين يسعون الى ايجاد اوطان تؤيهم غير اوطانهم وتامن سلامتهم وتوفر لهم فرص العمل وتعليم اولادهم والرعاية الصحية الى غير ذتك.
وهناك نوعان من اللاجئين: أ-اللاجئون لاغراض سياسية (Political refugees) وهم اشخاص يطلبون اللجوء السياسي ( Asylum Seekers) هروبا من انظمة الحكم في بلدانهم التي تطاردهم لاختلافهم معهم في ادارة موارد بلدانهم . ب- اللاجئون لاغراض اقتصادية (ُEconomic Migrants ) وهؤلاء هم اشخاص فقط يبحثون عن فرص عمل او عن فرص عمل افضل ويسعون الى تحسين ظروف معيشتهم السيئة في بلدانهم وقد يكونوا مهاجرين غير متابعين او مطاردين قانونيا او قضائيا .
اما الهجرة الداخلية فلها ايضا مصطلحاتها ومفرداتها فهناك مفردة المهجرين بفتح الهاء ( Deportees) وهم الاشخاص الذين يجبرون على مغادرة منازلهم والهجرة لاسباب سياسية او اثنية او دينية او طائفيةالى اماكن آمنة ولكن داخل البلد الواحد اما العملية فيطلق عليها عملية التهجير ( Deportation).
يتبن من كل ماسبق ان المفردة التي ترد في الاعلام الغربي تتشظى للتعبيرعن انواع متشظية من المعنى الرئيسي وعليه يتطلب من العاملين في الاعلام الانتباه وتوخي الدقة وايجاد البدائل وعدم حصرها في لفظ واحد ملل وغير دقيق. وان اللغة العربية لها من الوسائل ما يكفي لتحديد المعاني والافكار.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here